"تقدمن الاتحادات النسائية".. سيدات أثرن في تاريخ مصر

تقارير وحوارات

هدى شعراوي
هدى شعراوي


لا أحد ينكر دور المرأة المصرية على مر العصور، وإسهاماتها العلمية والاجتماعية والثقافية، التي أثرت في تاريخ مصر، بالمكافحة وتحمل المسئولية، وفي مقدمة هؤلاء، صفية زغلول، ونبوية موسى، وغيرهن الكثير.

وفي يوم المرأة المصرية، الذي يصادف اليوم 16 مارس، يرصد "الفجر"، سيدات أثرن في التاريخ وصنعن ثوراته.

صفية زغلول                               
حظيت صفية زغلول، بدور بارز في الحياة السياسية المصرية، ساهمت بشكل فعال في تحرير المرأة المصرية، ووقفت بمشاركة زوجها سعد زغلول في مواجهة الاحتلال، من أجل هذا الشعب، حتى أصبح بيتها هو "بيت الأمة" لكل المصريين، حيث بدأت مع زوجها رحلة كفاح ونضال وحياة غير تقليدية، وكانت تؤمن بقضيته، وكان عطائها زاخر من أجل قضية الوطن العربي والمصري.

حملت "زغلول" لواء ثورة 1919، مع زوجها وخرجت على رأس المظاهرات النسائية من أجل المطالبة بالاستقلال حتى تم نفي زوجها إلى جزيرة "سيشل"، ووقفت إلى جانب زوجها في محنته.

وكانت "زغلول" أول زوجة لزعيم سياسي عربي تظهر معه في المحافل العامة والصور دون نقاب، وذلك في عام 1921، عندما خلعت النقاب لحظة وصولها مع زوجها إلى الإسكندرية.

عقب وفاة سعد زغلول عاشت زوجته "صفية" عشرين عامًا لم تتخل فيها عن نشاطها الوطني لدرجة أن رئيس الوزراء وقتها "إسماعيل صدقي" وجه لها إنذارًا بأن تتوقف عن العمل السياسي، ولكن لم يحدث ذلك حتى لحقت بزوجها.

سَهير القلماوي
أما سهير القلماوى ولدت في طنطا ودرست في المدرسة الأمريكية للبنات هناك، ثم أقدمت على تسجيل اسمها للدراسة بجامعة فؤاد الأول مع بعض الفتيات الأخريات في سابقة كانت الأولى من نوعها.

وفي عام 1929م، كان وجود فتاة واحدة بين 14 رجلاً يدرسون في كلية الآداب في جامعة فؤاد الأول أمرًا غريبًا، ولكن سهير لم تعر نظرات الاستغراب التفاتًا وتفوقت على جميع زملائها في كل سنوات الدراسة لتصبح من أوائل المصريات الآتى تخرجن من الجامعة وحصلن على درجة الماجستير وكانت هي أول من حصلت منهن على الدكتوراه التي كان موضوع البحث فيها عن رواية الف ليلة وليلة، ذلك الكتاب الذي واجه هجومًا ضاريًا بعد ذلك بعقود بدعوة انه مناف للأخلاق.

وفي عام 1956م، أصبحت سهير القلماوي أستاذًا للأدب العربي المعاصر ثم رئيسة لقسم اللغة العربية بكلية الآداب في الجامعة العريقة ولمدة تسع سنوات.

أعجب عميد كلية الآداب آنذاك د.طه حسين بحماسها وشجعها وساعدها أن تكتب في مجلة الجامعة المصرية وما لبثت أن أصبحت محررة بها لتبدأ بعد ذلك مسيرة طويلة في عالم الكتابة والصحافة.

هدى شعراوي                        
وتعد هدى شعراوي، واحدة من أبرز الناشطات المصريات في النشاط النسائي في نهايات القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين، حيث بدأ نشاطها أثناء رحلتها الاستشفائية بأوروبا بعد زواجها، وانبهارها بالمرأة الإنجليزية والفرنسية، وهناك تعرفت على بعض الشخصيات المؤثرة التي كانت تطالب بتحرير المرأة، وعند عودتها أنشأت شعراوي مجلة " الإجيبسيان" والتي كانت تصدرها باللغة الفرنسية.

وكان لنشاط زوجها علي الشعراوي، السياسي الملحوظ في ثورة 1919 وعلاقته بسعد زغلول أثر كبير على نشاطاتها، فشاركت بقيادة مظاهرات النساء عام 1919، وأسست "لجنة الوفد المركزية للسيدات" وقامت بالإشراف عليها.

وحازت "شعراوي" في حياتها على عدة أوسمة ونياشين من الدولة في العهد الملكي وأطلق اسمها على عديد من المؤسسات والمدارس والشوارع في مختلف مدن مصر في حينها.

سيزا نبراوي
وفي واقعة خلع النساء حجابهن في محطة القطار سنة 1923 كانت هي أصغرهن، حيث سارت سيزا نبراوى على خطى هدى شعراوى وتقدمت معها صفوف المتظاهرات في ثورة 19 وأكملت كفاحها في الاتحاد النسائي بعد وفاة مؤسسته هدي شعراوي، كان اسمها عندما ولدت زينب مراد ولما انفصل أبواها تبنتها إحدى قريبات أمها وعاشت في الإسكندرية ثم سافرت إلى فرنسا وتعلمت في مدرسة ليسيه دو فرساى حتى سن السابعة عشر.

وعندما عادت لحياتها المرفهة الخاوية في مصر، أصيبت بالاكتئاب إلى أن احتضنتها هدي شعراوي وبدأتا معًا مسيرة كفاحهما لتحرير المرأة المصرية، إلى جانب رئاستها لتحرير مجلة L'Egiptienne"" التي يصدرها الاتحاد النسائي.

كانت سيزا نبراوى أسعد حظًا من هدى شعراوى، فقد عاشت لترى تحقق كثير من المطالب التي نادى بها الاتحاد النسائى، وعلى رأسها رفع سن الزواج للفتيات ليصبح 16 عامًا والتأكيد على حق الفتاة في التعليم، ومن ثم السماح لها بالترشح للبرلمان والمناصب المختلفة.

ملك حفني ناصف
ملك حفني ناصف، ناشطة وأديبة مصرية ولدت في ديسمبر 1886م، بمدينة القاهرة وهي ابنة الشاعر المصري حفني ناصف القاضي أحد المشاركين في تأسيس الجامعة المصرية، اتخذت اسم باحثة البادية اشتقاقًا من بادية الفيوم التي تأثرت بها.

اعتبرت "ناصف" أول امرأة جاهرت بدعوة لتحرير المرأة المصرية، والمساواة بينها وبين الرجل، كما اعتبرت أول فتاة مصرية تحصل على الشهادة الابتدائية العام 1900، كما حصلت على شهادة في التعليم العالي لاحقًا.

عرفت "ناصف" بثقافتها الواسعة وكتاباتها في العديد من الدوريات والمطبوعات وكانت تجيد اللغتين الإنجليزية والفرنسية وتعرف شيئا من اللغات الأخرى، وهذا ما ساعدها في عملها.

نبوية موسى
ربتها أمها بمفردها، فأدركت جيدًا أهمية أن تكسب المرأة عيشها، كانت نبوية موسى من أهم الشخصيات النسائية المصرية في القرن العشرين، دافعت عن حقوق المرأة ودافعت أيضًا عن حرية وطنها.

حفرت صورتها في ذاكرة المصريين عندما كانت أحد النساء الثلاثة اللآتي خلعن حجابهن في محطة القطار في الواقعة الشهيرة، معلنةً بذلك للمجتمع المصري أن المرأة لن تظل صامتة أو مختبأة بعد ذلك اليوم.

وعلى الرغم من انخراطها في أنشطة عديدة، إلا أن قضية التعليم ظلت هي شغلها الشاغل، فقد أدركت أن تعليم المرأة هو الطريق الوحيد الذي سيؤدى بها لتحقيق استقلالها المادى بما من شأنه تحقيق ذاتها والحصول على حقوقها.

سميرة موسى
سميرة موسى، أول عالمة ذرة مصرية ولقبت باسم مس كوري الشرق، وهي أول معيدة في كلية العلوم بجامعة القاهرة، ولدت 3 مارس 1917 بمحافظة الغربية.

حصدت "موسي" الجوائز الأولى في جميع مراحل تعليمها، فقد كانت الأولى على شهادة التوجيهية عام 1935، ولم يكن فوز الفتيات بهذا المركز مألوفا في ذلك الوقت حيث لم يكن يسمح لهن بدخول امتحانات التوجيهية إلا من المنازل حتى تغير هذا القرار عام 1925 بإنشاء مدرسة الأميرة فايزة، أول مدرسة ثانوية للبنات في مصر.

وقامت "موسي" بتأسيس هيئة الطاقة الذرية بعد ثلاثة أشهر فقط من إعلان الدولة الإسرائيلية عام 1948، وحرصت علي إيفاد البعثات للتخصص في علوم الذرة فكانت دعواتها المتكررة إلى أهمية التسلح النووي، ومجاراة هذا المد العلمي المتنامي.