مع استمرار التصعيد.. 5 سيناريوهات تحدد مستقبل الجزائر المجهول

عربي ودولي

المظاهرات الجزائرية
المظاهرات الجزائرية


بالرغم من تأجيل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة للانتخابات الرئاسية، وإعلانه عدم الترشح لولاية خامسة، لتهدئة المظاهرات التي انطلقت ضده الأسابيع الأخيرة، إلا أن المتظاهرين ما زالوا يعبرون عن رفضهم للوضع القائم مؤكدين تحضيرهم لتظاهرات كبرى في 22 فبراير، مما يطرح الكثير من الأسئلة حول السيناريوهات التي تنتظر مصير الجزائر المجهول حتى الآن.  

 

حيل النظام الحاكم لاحتواء المتظاهرين

جبهة التحرير الوطني، وهي الحزب الحاكم، قد ترى أن حيلة تأجيل الانتخابات قد تمنحه مزيدًا من الوقت للتخطيط ما إذا كان سيتم ترشيح بوتفليقة أو إدخال اسم آخر.

 

وأعلنت الحكومة الجزائرية عن استعدادها لإجراء محادثات مع المحتجين الذين يتوقون إلى تغيير سياسي سريع، قائلة إنها تستهدف نظام حكم يستند إلى "إرادة الشعب" بعدما رفضت جماعات المعارضة مقترحات الإصلاح ووصفتها بأنها غير كافية.

 

وقال نائب رئيس الوزراء رمطان لعمامرة للإذاعة الرسمية "لا بد من الحوار، أولويتنا هي جمع شمل الجزائريين".

 

وأضاف "النظام الجديد سيستند إلى إرادة الشعب"، مشيرا إلى أن المشاركين في مؤتمر لكتابة دستور جديد سيغلب عليهم الشبان والنساء.

 

وأكد رئيس أركان القوات المسلحة ونائب وزير الدفاع الفريق أحمد قايد صالح، أن الجيش سيحافظ على أمن الجزائر "مهما كانت الظروف والأحوال".

 

وشدد قايد، على أن "استقرار الجزائر أولوية للشعب والجيش على حد سواء"، مؤكداً وجود "علاقة وطيدة بين الجيش الجزائري والشعب"، قائلا إن "الشعب الجزائري واعٍ ويعرف كيف يتعامل مع الأزمات".

 

وكما شدد رئيس أركان الجيش الجزائري على أن "قواتنا المسلحة هاجسها الأول الحفاظ على العلاقة الوطيدة مع الشعب".

 

وهذه سيناريوهات من النظام الحاكم في الجزائر لاحتواء المتظاهرين، إما لكي يقبلوا بمرشح آخر يدفع به، وإما بالقبول في أن تدخل المعارضة في تشكيل الحكومة والنظام بجزء ما لوأد التظاهرات إلى أجل غير مسمى.

 

ولكن هل ينخدع الشعب الجزائري؟

اعتبر معارضون أن تراجع "بوتفلية" انتصارا جزئيًا، بينما قال آخرون إنهم يخشون من ظهور "ديكتاتور" جديد يفعل ما فعله "بوتفليقة"، ولذلك تستمر المظاهرات حتى الآن، ما يدل على عدم انخداع الشعب الجزائري في حيل النظام.

 

وتراجع النظام الجزائري عن الإصرار على ترشيح الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لولاية رئاسية خامسة، أثبت أنه لم يعد ممكنًا بعد اليوم الضحك على الشعب الجزائري، وقد لا يتنازل المتظاهرون عن الإطاحة بالرئيس الجزائري نهائيًا مهما سيكلف الأمر من كل غال ونفيس.

 

وبرى خبراء أنه ستكون الجمهورية الجديدة، والنظام الجديد، بين أيدي الأجيال الجديدة من الجزائريات و الجزائريين الذين سيكونون الفاعلين والـمستفيدين في الحياة العمومية وفي التنمية الـمستدامة في جزائر الغد.

 

والانتصار الجزئي الذي حققه الجزائريون، عبر فرض تراجع بوتفليقة عن الترشح، يبخر أحلام الثورة المضادة، ويؤكد أن لهذه الأمة الجزائرية حيوية استثنائية، وأنها قد تنحني للعاصفة لبعض الوقت، لكنها لا تلبث أن تعود إلى حيويتها من جديد، ويتم التأكيد أيضًا على أن أحلام الربيع العربي لا زالت تسكن ضمائر الناس.

 

هل يرتكب النظام أخطاء سوريا وليبيا؟

قال وزير خارجية الجزائر، رمطان لعمامرة، إن بلاده لن ترتكب نفس أخطاء سوريا وليبيا.

 

وأضاف الوزير أنه لا يوجد ما يدعو للقلق، لكن "ينبغي التحلي بروح المسؤولية"، حسب وكالة الأنباء الجزائرية.

 

وحول السيناريوهات التي قد تحدث وإذا كانت مماثلة لما وقع في سوريا وليبيا، أكد لعمامرة أن "لا ينبغي القلق، لكن يحبذ التحلي بروح المسؤولية، لدينا تاريخنا وقد مررنا بمحن خرجنا منها ناضجين".

 

وأوضح الوزير أن الجزائر لن ترتكب أخطاء سوريا وليبيا".

 

وبالرغم من التأكيد الحكومي، إلا أن كل الاحتمالات واردة في ضوء تصاعد الاحتجاجات المناهضة لـ"بوتفليقة"، ولكن أغلبية المحللين يرون أن الجزائر ليست مقبلة على ربيع عربي كالذي حصل في سوريا وليبيا واليمن، لأن وضعها مختلف لأن دول المغرب العربي كلها ما زالت تحت الأعين الفرنسية.

 

وتظاهر عشرات الآلاف من الأشخاص من كل طبقات المجتمع على مدار الأسابيع الثلاثة الماضية ضد الفساد والبطالة وطبقة حاكمة يهيمن عليها الجيش وقدامى المحاربين في حرب الاستقلال عن فرنسا التي دارت رحاها بين عامي 1954 و1962.

 

وحركت الاحتجاجات المشهد السياسي الراكد منذ فترة طويلة والذي اتسم بصعوبات اجتماعية واقتصادية على مدى عقود وبسيطرة المؤسسة العسكرية النافذة على السلطة من وراء الكواليس.

 

وأعلن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة عدم ترشحه لولاية رئاسية جديدة، وأمر بتأجيل تنظيم الانتخابات الرئاسية، المقررة يوم 18 أبريل 2019.