وزير التعليم العالي يشهد فعاليات افتتاح المقر الإقليمي لاتحاد جامعات شمال إفريقيا

طلاب وجامعات

الدكتور خالد عبدالغفار
الدكتور خالد عبدالغفار - وزير التعليم العالي


شهد د. خالد عبد الغفار وزير التعليم العالى والبحث العلمى، صباح اليوم الثلاثاء، فعاليات افتتاح المقر الإقليمي لاتحاد جامعات شمال إفريقيا بجامعة الأزهر، والذى تنظمه جامعة الأزهر بالتعاون مع اتحاد الجامعات الإفريقية، بحضور فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، ود. محمد مختار جمعه وزير الأوقاف، ود. شوقى علام مفتى الجمهورية، ود. محمد حسين المحرصاوي رئيس جامعة الأزهر، ود. أورلاندو أنتونيو رئيس اتحاد الجامعات الإفريقية، ود.ايتيان أهيلى الأمين العام لاتحاد الجامعات الإفريقية، وعدد من الوزراء، والسفراء، من مختلف دول القارة الإفريقية، وذلك بمركز الأزهر الدولى للمؤتمرات بمدينة نصر.

وفى بداية كلمته التى ألقاها نيابة عن د. مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، أكد د.خالد عبد الغفار أن تدشين المقر الإقليمى لاتحاد الجامعات الإفريقية لشمال إفريقيا بجامعة الأزهر يأتى مواكباً لعدد من الأحداث والتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التى تمر بها قارتنا والعالم، والتى تضع على كاهلنا المزيد من المسئولية والسعى نحو تضافر الجهود المشاركة لتحقيق التنمية البشرية والارتقاء بمستوى قدرات الإنسان ومهاراته انطلاقا من الإيمان بأن الإنسان هو الغاية والهدف والوسيلة لكل تنمية أو رفاهية أو تقدم تشهده الدول والمجتمعات، مشيراً إلى أن تدشين هذا المقر يواكب أيضاً حدثًا إفريقيًا مهمًا هو رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي في دورته الحادية والثلاثين، مؤكداً أن رئاسة مصر للاتحاد تعد فرصة مواتية لانطلاقة مشتركة لدول القارة وشعوبها نحو غد أفضل باستخدام أهم وأنجح الوسائل والأدوات لذلك، وخاصة التعليم والبحث العلمي والتكنولوجيا.

وأشار الوزير إلى أنه فى إطار رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي تقوم الدولة بتنفيذ التكليف الذي أطلقه السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي باعتبار عام 2019 عامًا للتعليم من خلال تنفيذ العديد من الفعاليات في كافة أنحاء الجمهورية، وهو ما نسعى إلى جعله عملاً مشتركًا مع الأشقاء الأفارقة ليكون عامًا للتعليم في مصر والقارة الإفريقية بأسرها.

وأشار د. عبد الغفار إلى انطلاق فعاليات (المنتدى العالمي للتعليم العالي والبحث العلمي.. ما بين الحاضر والمستقبل) الذى يعقد خلال الفترة من 4-6 أبريل المقبل بالعاصمة الإدارية الجديدة، والذي تنظمه وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ويحظى برعاية وتشريف السيد رئيس الجمهورية، مؤكداً أن المنتدى يستهدف مناقشة واقع ومستقبل التعليم العالي والبحث العلمي في بلادنا ومنطقتنا بل والقارة الإفريقية كلها، والتحديات التي تواجهه وكيفية التغلب عليها في إطار من التعاون والتكامل بين جميع الشركاء، مضيفاً حرص الدولة على أن تحظى إفريقيا ومنظومة التعليم والعلوم بحضور بارز من الجامعات الإفريقية وجامعات عموم إفريقيا، وكذلك ما يتعلق بالقضايا المطروحة حول آليات دعم التعليم العالى والبحث العلمي والتكنولوجيا فيها لتكون داعمة لأهداف أجندة التنمية المستدامة في القارة على المدى المتوسط والبعيد، أو من خلال الموضوعات المعنية بآليات التعاون والتنسيق بين دول القارة لرفع أداء وترتيب جامعاتها على المستوى العالمى بما يكفل توسيع مظلة التعاون التعليمي والبحثي والتقني ضمن الأطر المشتركة مثل مجموعة العشرة التى تقود منظومة التعليم وتحدياته بالقارة الإفريقية ورابطة تطوير التعليم في إفريقيا ووكالة الفضاء الإفريقية ولجان الاتحاد الإفريقي ذات الصلة وغيرها من الآليات والفعاليات التي تنتظم فيها دول القارة سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي.

وأوضح د. عبد الغفار أن على جامعات إفريقيا مسئوليات كبرى ومهام ضخمة نحتاج لإنجازها معًا من خلال التنسيق والتعاون بينها، وهو ما يكسب الحدث الذي نشهده اليوم مزيدًا من الأهمية بالنظر إلى ما يعنيه افتتاح مقر لاتحاد الجامعات الإفريقية لشمال إفريقيا بمصر، وإطلاق فعاليات مشتركة على هذا المستوى الرفيع، ولا سيما حين تستضيفها واحدة من أعرق جامعات العالم، وهى جامعة الأزهر الشريف.

واختتم د. عبد الغفار كلمته متمنياً للأزهر الشريف جامعًا وجامعة دوام التقدم والازدهار والنجاح في أداء دوره فى تعظيم أواصر التعاون الإنساني ونشر قيم التسامح والسلام، ولمقر اتحاد الجامعات الإفريقية لشمال إفريقيا وللأولمبياد الرياضي الأول للاتحاد كل النجاح، وأن يكون المقر إضافة قوية لقارتنا السمراء وشعوبها.

وفى كلمته أكد د. أحمد الطيب على دعم الرئيس عبد الفتاح السيسى لاستضافة مصر للمقر الإقليمى لاتحاد جامعات شمال إفريقيا، مشيراً إلى أنه يعد حدثاً تاريخياً يأتى فى إطار التأكيد على عمق العلاقات الإستراتيجية، وانفتاحها على القارة الإفريقية بل وعلى العالم، مؤكداً أن مصر دولة مؤهلة لحمل رسالة اتحاد الجامعات الإفريقية وتوصيل رسالتها إلى قارات العالم.

وأضاف د. الطيب دور مصر فى نشر قيم التسامح والسلام خاصة مع خطواتها المتسارعة للقضاء على الإرهاب من أجل تحقيق التنمية المستدامة وتوفير الحياة الكريمة للشعوب، وهو ما سينعكس على كل شعوب القارة السمراء، مؤكداً أن مصر هى البوابة الشمالية الشرقية للقارة، مشيراً إلى أن الأزهر الشريف يحتضن أكثر من 6 آلاف طالب وطالبة من إفريقيا، وأنها تقدم منحاً لألفين طالبة وطالبة، معلناً أنه سيتم هذا العام فتح القسم العلمى للمرحلة الثانوية للطلبة الأفارقة بمعهد البعوث الإسلامية لتأهيل أبناء إفريقيا للمساهمة فى تحقيق أهداف التنمية للقارة.

ومن جانبه أشار رئيس جامعة الأزهر إلى أن اختيار جامعة الأزهر لتكون المقر الإقليمى الدائم لشمال إفريقيا لاتحاد الجامعات الإفريقية يأتى فى إطار تولى مصر رئاسة الاتحاد الإفريقى، وتمهيدا لانطلاق الأولمبياد الرياضى الأول لاتحاد الجامعات الإفريقية الخميس القادم، والذى تستمر فعالياته حتى 18 مارس، مؤكداً أن الأزهر الشريف استمد قوته وبقاؤه بسبب منهجه الوسطي المعتدل ودعوته لقبول الآخر والمعايشة والمواطنة، موضحاً أن الأزهر مؤسسة عالمية يدرس به أكثر من 100 دولة على مستوى العالم منهم 23 ألف طالب وطالبة بجامعة الأزهر، مؤكداً حرص الأزهر على الاهتمام بالوافدين، وخاصة من قارة إفريقيا فهناك 5 آلاف طالب من إفريقيا يدرسون بجامعة الأزهر، مشيراً إلى أن الأزهر خصص أروقة بأسماء أفريقية داخل الجامع الأزهر.

وفى كلمته أكد د. إيتيان أهيلي أمين عام اتحاد الجامعات الإفريقية أن إنشاء مكتب إقليمي للاتحاد في مصر يشكل انطلاقة قوية علي المسار الصحيح من أجل الاستجابة لمتطلبات التعليم العالي في إفريقيا ومصر، وسد الفجوة وتقليل العجز في البلدان الأخرى، مشيراً إلى أنه يعد فرصة للعمل معًا في مواجهة العديد من التحديات التي تواجه الاتحاد، موجهاً التهنئة للرئيس عبد الفتاح السيسى على رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى، مشيداً بالدور الكبير الذي تقوم به جامعة الأزهر على المستوى الإفريقي من مستوى متميز في التصنيف الإفريقي، مضيفاً أن افتتاح المقر الإقليمي يعد خطوة مهمة للأمام تدل على التزام مصر بدورها التاريخي تجاه إفريقيا من أجل تدعيم التعليم العالي.

ومن جانبه وجه السفير عبد الحميد بو زاهر رئيس الوفد الدائم للاتحاد الإفريقي لدى جامعة الدول العربية الشكر لمؤسسة الأزهر الشريف لما تقدمه من دعم لآلاف الطلاب الأفارقة الذين يدرسون في جامعة الأزهر، إضافة لما تقوم به من جهود في نشر الإسلام الوسطي المستنير في عالم يتعرض فيه الإسلام لحملات تشويه مغرضة، مشيراً إلى أن استضافة جامعة الأزهر لهذا الحدث المهم خير دليل على الالتزام بتكريس البعد الإفريقي، كما يعد مبادرة طيبة وبشرى لطلاب إفريقيا؛ حيث أصبحت جامعة الأزهر الوجهة المفضلة لطلاب إفريقيا، مؤكداً أنه يجب علينا تحسين مستوى الجامعات الإفريقية من خلال مواكبة أحدث التطورات العلمية والمعرفية، وتوسيع دور اتحاد الجامعات الأفريقية من خلال دعم الدول الإفريقية وتعاونها؛ للوصول إلى درجة التميز التي نتطلع إليها.

وخلال فعاليات الافتتاح أطلق فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر إشارة البدء بافتتاح المقر الدائم لاتحاد جامعات شمال إفريقيا عبر الفيديو كونفرانس.

وعلى هامش فعاليات الافتتاح تم توقيع مذكرة تفاهم بين جامعة الأزهر واتحاد الجامعات الإفريقية؛ بهدف تعزيز التعاون العلمى والبحثى بين جامعة الأزهر والجامعات الإفريقية، وكذلك التعاون فى مجال الأنشطة الطلابية والرياضية، والتى تتمثل فى افتتاح المقر الدائم لاتحاد الجامعات الإفريقية بجامعة الأزهر، وكذا الأولمبياد الرياضى الأول لاتحاد الجامعات الإفريقية.

كما تم تقديم عرض بانوراما عن الحضارة المصرية والأزهر الشريف بالتعاون مع مركز توثيق التراث بمكتبة الإسكندرية.

شهد فعاليات الافتتاح عدد من رؤساء الجامعات، ود. محمود صقر رئيس أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا، وعدد من ممثلى الأزهر الشريف، ونواب رئيس جامعة الأزهر، وعمداء الكليات، وأعضاء هيئة التدريس، وعدد من الطلاب.