"انسحابات بالجملة" و"تظاهرات مشتعلة".. هل يؤد الجزائريون حلم "بوتفليقة" في الولاية الخامسة

عربي ودولي

أرشيفية
أرشيفية


تظاهرات واسعة وانسحابات بالجملة من السباق الرئاسي بالجزائر احتجاجًا على ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة، الذي بلغ من العمر أرذله، وبالرغم أنه لم يخاطب الجزائريين منذ تعرضه لجلطة دماغية في 2013 ولا يظهر إلا نادرًا، إلا أنه قرر خوض الانتخابات للحصول على ولاية خامسة رغم الاحتجاجات والمظاهرات التي شاركت فيها العديد من القوى السياسية والشخصيات البارزة أهمها أيقونة الثورة التحريرية، جملية بوحيرد.

إصابات ووفاة مواطن في الاحتجاجات
أكدت وزارة الصحة الجزائرية، أن العدد الإجمالي للمصابين خلال الاحتجاجات التي جرت في أنحاء البلاد الجمعة بلغ 183 مصابًا، حيث خرج للجمعة الثانية على التوالي مئات الآلاف من الجزائريين في مظاهرات حاشدة في العاصمة ومعظم المحافظات، ضد ترشح بوتفليقة، لولاية خامسة في انتخابات 18 من أبريل المقبل.

وخرجت المظاهرات احتجاجًا على سعي الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الترشح لفترة رئاسية خامسة، وتوجت بانضمام أيقونة الثورة التحريرية، جملية بوحيرد لها.

وقال مسؤولون في وقت سابق، إن شخصا توفي بأزمة قلبية خلال الاحتجاجات.

وطالب عشرات الآلاف من المتظاهرين بوتفليقة (82 عاما) بالتخلي عن سعيه لإعادة انتخابه في الانتخابات التي ستجرى في أبريل في أكبر مسيرات مناهضة للحكومة منذ احتجاجات الربيع العربي قبل ثماني سنوات.

وكانت أغلب الاحتجاجات سلمية إلا أن اشتباكات بين الشرطة ومحتجين نشبت في وقت متأخر من مساء الجمعة قرب القصر الرئاسي في العاصمة لكن الهدوء ساد العاصمة، السبت.

"بوتفليقة" وإصراره على الحكم 
وأنهى الرئيس الجزائري، أشهرا من التخمينات بشأن ترشحه بإعلانه في العاشر من فبراير نيته الترشح، وذلك بالرغم أنه يواجه حركة احتجاج لا سابق لها منذ توليه الحكم في 1999.

وأفادت مصادر، بأن عبد الغني زعلان مدير حملة بوتفليقة الانتخابية سيقدم ملف ترشيحه مساء اليوم.

يأتي ذلك بالرغم أن وسائل إعلام سويسرية أكدت أن الرئيس الجزائري ما يزال في مستشفى جنيف الجامعي لتلقي العلاج.

وكان أفاد مصدر طبي، بأن حالة عبد العزيز بوتفليقة حرجة جدًا، وأنه كان من المقرر أن يخضع بوتفليقة لعملية جراحية لكن وضعه الصحي لم يسمح بذلك.

عبدالعزيز بوتفليقة البالغ من العمر 82 عامًا ويتحرك على كرسي متحرك، وأصيب بالعديد من الأمراض والجلطات، ما يزال يحلم بحكم الجزائر لولاية خامسة، وقد يترشح وحيدا وسط الانسحابات الواسعة أمامه.

انسحابات من السباق الرئاسي
سمحت قوات الأمن الجزائرية حصراً للمرشحين إلى الانتخابات الرئاسية بالوصول إلى المجلس الدستوري، وذلك بعد أن كانت قد أغلقت الطرق المؤدية إلى المجلس أمام حركة المرور في وقت سابق اليوم، وسط تظاهرات طلابية في وهران وعنابة وبويرة وقالمة؛ رفضاً للعهدة الخامسة.

وفي الوقت الذي تترقب فيه الجزائر، الأحد، تقديم "بوتفليقة" طلب ترشحه رسمياً للانتخابات الرئاسية، دعت المعارضة "الشعب إلى مواصلة حراكه"؛ رفضاً للولاية الخامسة، فيما قالت وكالة الأنباء الرسمية الجزائرية إن المرشح للانتخابات غير مجبر على تقديم أوراقه للمجلس الدستوري شخصيًا.

وذكر مسؤول في حزب العمال الجزائري، السبت، أن الحزب اليساري الصغير لن يقدم مرشحا للانتخابات الرئاسية في 18 من أبريل، ما يحدث للمرة الأولى منذ 2004.

رمضان يوسف تاعزيبت النائب وعضو المكتب السياسي للحزب قال: "باستثناء امتناع عضوين، صوت كافة أعضاء اللجنة المركزية لصالح عدم المشاركة".

المسؤول في حزب العمال قال: "من واجب الحزب أن يأخذ في الاعتبار المسار الثوري الجاري في البلاد"، هناك ملايين الجزائريين الذين يطالبون برحيل هذه المنظومة، وهذه الانتخابات الرئاسية لا يمكن أن تستجيب لهذا التطلع الحقيقي للتغيير".

وكانت لويزا حنون الأمينة العامة للحزب ترشحت للانتخابات الرئاسية في 2004 و2009 و2014، وحصلت على نسب ضئيلة من الأصوات (بين 1 و4,2 بالمئة).

واللواء المتقاعد علي الغديري الذي دخل فجأة عالم السياسة في نهاية 2018 من دون أن يكون لديه حزب أو تاريخ عسكري معروف، فقد أعلن ترشحه واعدا بإقامة "جمهورية ثانية" في الجزائر، لكنه متكتم جدا منذ عدة أسابيع.

من جهة أخرى، ينتظر أن يعلن علي بنفليس أبرز منافسي بوتفليقة في انتخابات 2004 و2014 ورئيس وزرائه الأسبق، اليوم عن قراره بالترشح من عدمه.

عبد الرزاق مقري رئيس حزب "حركة مجتمع السلم" ومرشحه المعلن للانتخابات الرئاسية، قال إنه لا يستبعد التخلي عن الترشح على أن يتخذ قراره النهائي، اليوم، آخر يوم في المهلة القانونية لتقديم ملف الترشح.

وكانت "حركة مجتمع السلم" ضمن الائتلاف الرئاسي حتى 2012 ولها 34 نائبا في البرلمان ولم يسبق لها أن قدمت مرشحا للانتخابات الرئاسية.

ودعا الحزب في بيان، الجمعة، إثر التظاهرات الحاشدة رفضا لترشح بوتفليقة، "السلطات إلى الإصغاء لصوت الشعب" و"التوقف عن فرض أمر عبثي".