تحرض على إزهاق الروح.. لماذا حذر الأزهر للفتوى الإلكترونية من لعبة مومو؟

تقارير وحوارات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية



بعد انتشار مؤخرًا  لعبة تُدعى "مومو" والتي تعتبر الوجه الآخر للعبة الحوت الأزرق و(pubg)، حذر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، منها لاسيما وأنها تخطف عقول الشباب خاصة وكثير من أفراد المجتمع، وتجعلهم يعيشون عالمًا افتراضيًّا يعزلهم عن الواقع، وتدفعهم بعد ذلك إلى ما لا تُحمد عاقبته.

وبدأت قصة اللعبة حينما انتشرت أرقام هواتف غامضة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وحينما حاول البعض التواصل معها عبر "واتساب" ظهرت عليها صورة لفتاة غريبة، وعلى غرار الحوت الأزرق، ظهرت في البداية داخل دول أمريكا الجنوبية، حيث أصدر المدعي العام لولاية "تاباسكو" بالمكسيك نشرة تحذر من مخاطر "مومو"، وفي تشيلي حذرت الشرطة المدنية من مخاطر هذه اللعبة

وإذا حاولت الاتصال برقم الهاتف، ستقابل جملة من السباب، وسترسل لك "مومو" عددا من الصور البشعة للجرائم التي ارتكبتها، كما أنها تتحدث كل اللغات، حيث يمكنها التحدث مع أي شخص بأي لغة في العالم، ويعتقد أن مصدر هذه اللعبة اليابان، خاصة وأن الرقم الذي تتحدث من خلاله عبر واتساب، يحمل أرقام اليابان، إلى جانب رقمين آخرين أحدهم من المكسيك والثاني من كولومبيا.

وقدم المركز العديد من النصائح لجميع فئات المجتمع تساعده على تحصين أبنائه وتنشئتهم تنشئة سوية واعية تقيه من أمثال هذه المخاطر، من بينها متابعة الأبناء بصفة مستمرة وعلى مدار الساعة، ومراقبة تطبيقات الهاتف بالنسبة للأبناء، وعدم ترك الهواتف بين أيديهم لفترات طويلة، وشغل أوقات فراغ الأبناء بما ينفعهم من تحصيل العلوم النافعة والأنشطة الرياضية المختلفة، والتأكيد على أهمية الوقت بالنسبة للشباب، ومشاركة الأبناء في جميع جوانب حياتهم مع توجيه النصح وتقديم القدوة الصالحة لهم، فضلاً عن تدريب الأبناء على تحديد أهدافهم، واختيار الأفضل لرسم مستقبلهم، والحث على المشاركة الفاعلة والواقعية في محيط الأسرة والمجتمع، وتخير الرفقة الصالحة للأبناء ومتابعتهم في الدراسة من خلال التواصل المستمر مع المعلمين وإدارة المدرسة.

تحرض على إزهاق الروح من خلال القتل
وأرجع المركز خطورة اللعبة، إلى أنها تبدو في ظاهرها بسيطة، لكنها للأسف تستخدم أساليبَ نفسيةً معقدة تحرض على إزهاق الروح من خلال القتل، وتجتذب اللعبة محبي المغامرة وعاشقي الألعاب الإلكترونية لأنها تستغل لديهم عامل المنافسة تحت مظلة البقاء للأقوى.

وأوضح المركز، أن "قسم متابعة وسائل الإعلام بالمركز تابع أخبارًا عن حالات قتل من مستخدمي هذه اللعبة، وقد نهانا الله سبحانه وتعالى عن ارتكاب أي شيء يهدد حياتنا وسلامة أجسامنا وأجسام الآخرين فقال تعالى: (وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا)، كما قال (وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ) "الأنعام 151".

تجريم هذا النوع من الألعاب
وتابع: "ولخطورة الموقف، وانطلاقًا من دور مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية الرائد في إرشاد الناس إلى ما فيه خيرهم، وتحذيرهم مما فيه ضررهم، يحذر من خطورة هذه الألعاب ويهيب بالسادة العلماء والدعاة والمعلمين بضرورة نشر الوعي العام بخطورة هذه الألعاب على الفرد والمجتمع، وتأكيدًا على حُرمة هذا النوع من الألعاب، لخطورته على الفرد والمجتمع. ويجرم مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية هذا النوع من الألعاب ويهيب بأولياء الأمور وكل الفاعلين في المجتمع والجهات المختصة إلى منع هذا النوع من الألعاب".

حالات انتحار
وفي وقت سابق، كشف المهندس مصطفى أبو جمرة، خبير الميديا الرقمية والمعلومات، عن تفاصيل لعبة "مومو"، التي انتحر بسببها عدد من الأطفال خلال لقائه في برنامج "هنا العاصمة" عبر فضائية "سي بي سي"، أن "مومو" ليس شخصا واحدا ولكنه عدة أشخاص عبر العالم ويدخلون في لعبة نفسية مع المراهقين للوصول للانتحار والذي وقعت بسببه حادثة انتحار في الأرجنتين.