غاوية مشاكل.. صدامات وزيرة الصحة وقراراتها المفاجئة

العدد الأسبوعي

الدكتورة هالة زايد
الدكتورة هالة زايد - وزيرة الصحة


تمتنع عن الرد على اتصالات نواب البرلمان.. وأسباب شخصية وراء إغلاق مستشفى سعاد كفافى

غضب الصيادلة.. وهجوم حاد ضد الأطباء.. وتعيينات بالقطاعات دون علم رؤسائها

تبادلت الاتهامات والتصريحات المغلوطة مع نائب وزير الصحة السابق للسكان مايسة شوقى


منذ تولت د.هالة زايد، منصب وزيرة الصحة والسكان، ولا تتوقف مشكلاتها وخلافاتها مع أكثر من جهة، بدأتها مع نواب البرلمان، ثم الأطباء، تبع ذلك العديد من المشاكسات مع إدارات المستشفيات وغيرهم.


1- الصراع مع النواب

عبر نواب البرلمان عن استيائهم من تجاهل الوزيرة لاتصالاتهم ورسائلهم المتكررة على «واتساب»، وقالت النائبة إليزابيث شاكر لـ«الفجر»، إنها تتعامل مع النواب بطريقة صدامية، لا تستمع إليهم ولا تناقشهم فى الملف الصحى، موضحة أن أبرز الأزمات التى تستمر الوزيرة فى تجاهلها، متعمدة عدم الرد على تساؤلات النواب، هى أزمة مستشفى ديرب نجم، التى شهدت وفاة 3 أشخاص بوحدة الغسيل الكلوى.


2- مستشفى سعاد كفافى

من أبرز الخلافات التى أثارت جدلاً واسعًا، كان مع إدارة مستشفى سعاد كفافى، التابع لجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، وذلك بعد إصدار الوزيرة قراراً بإغلاقها لعدم حصولها على تراخيص باعتبارها ليست مستشفى تعليمياً، وذلك على خلفية رفض المجلس الأعلى للجامعات ذلك، وضمت الأزمة 3 أطراف متمثلة فى الوزيرة هالة زايد، التى سعت لإغلاق المستشفى بحجة تبعيته لوزارة الصحة، والطرف الثانى إدارة المستشفى، وأخيراً عدد من النواب الذين تبنوا الهجوم على قرار الوزيرة.

وبرر النواب الهجوم الحاد على هالة زايد بأن المستشفى يعمل منذ 2001، وإذا كان تابعاً لوزارة الصحة فلماذا لم تطالب الأخيرة طوال تلك السنوات بإغلاقه لعدم وجود تراخيص، وإذا تابعاً لوزارة التعليم العالى، فلماذا تتدخل وزيرة الصحة بهذا القرار الغريب، ثم تقدموا بعدد من طلبات الإحاطة لوقف تنفيذ القرار، ومساءلة وزيرة الصحة حول أسباب الصراع.

ومن جانبه أنكر عادل عبد الغفار، المتحدث الرسمى لوزارة التعليم العالى، صلة وزارته بالأزمة، وقائلاً: «ليس لنا دخل بالمستشفى ولا بمشكلته الحالية»، موضحًا أن دور وزارة التعليم العالى تتلخص فى الرقابة على تدريب الطلبة فقط، والتراخيص من اختصاص وزارة الصحة، فى حين رفض المتحدث الرسمى خالد مجاهد، المتحدث الرسمى لوزارة الصحة التعليق. وقال مصدر مسئول بوزارة الصحة، إن أزمة مستشفى سعاد كفافى، مجرد غيرة وخلافات شخصية بين الوزيرة وإدارة المستشفى، موضحاً أن الدكتورة هالة زايد تعرضت للانتقاد أكثر من مرة بسبب القوافل الطبية التى تنظمها المستشفى بالمحافظات، ووصل عدد تلك القوافل إلى 12 قافلة بختام 2017، وهو ما وضع وزارة الصحة فى موقف حرج كونها تخرج من مستشفى خاص، وليس حكومياً تابعاً لوزارة الصحة، وأكد أن الأمر دفع الوزيرة للضغط لضم المستشفى لرقابة الوزارة، وبالتزامن مع ذلك صدر قرار الإغلاق، ما رفع من حساسية الموقف.

وأضاف أن الغيرة الشديدة من جهود المستشفى، كانت سبب إصرار وزيرة الصحة على إغلاقها، وأكد أن المستشفى يتحدى القرار بجذب انتباه القيادة السياسية بجهودها من خلال القوافل الطبية، بعد صدور أول قرار إغلاق فى مايو 2017، ثم شارك المستشفى فى الحملات التى أطلقها الرئيس مثل «100 مليون صحة»، و»حياة كريمة».

وأشار المسئول الذى رفض ذكر اسمه، إلى أن وزارة الصحة تسعى لتحويل المستشفى لمستشفى استثمارى بشكل رسمى، لا يقوم بالأعمال الخيرية المعلنة، ما يرفع الحرج عن الوزيرة. المستشار القانونى لمستشفى سعاد كفافى، حسن شندى، قال إن تعليم الطلبة وتدريبهم، وتقديم خدمة علاجية مجانية مثل المستشفيات الجامعية الحكومية، أهم أهداف المستشفى، موضحا أن المستشفى حتى عام 2015 كان يقوم بتحويل طلاب الامتياز المرسلين إليه من الجامعة للتدريب بمستشفى عين شمس الجامعى، ثم دأب على تدريبهم بعد ذلك التاريخ.

وأضاف: عندما تواصلنا مع عدد من طلاب الامتياز الذين تم توزيعهم، أكدوا أن إدارة الجامعة تقوم بالتوزيع دون ضوابط واضحة، فمرة يتم تدريبهم بمستشفى الجامعة، ومرات يتم إرسال دفعات للمستشفيات الحكومية، مثل قصر العينى، وعين شمس، وأبو الريش، مؤكدين أنها مستشفيات أسعارها مرتفعة وتشبه القطاع الخاص.

وأوضح شندى لـ»الفجر»، أن المستشفى ثلثى تمويل المستشفى تعليمى، والثلث استثمارى، ويعتمد أيضا على مصاريف طلبة الطب، وما يتقاضاه المستشفى من الجزء الاستثمارى يتم بمقتضاه علاج الحالات المجانية، مضيفاً: «اللى مش لاقى يدفع ثمن العلاج بيبان عليه وبنعالجه مجاناً»، وأشار إلى أن المستشفى يتعاون مع عدد من الكيانات الخيرية بمدينة 6 أكتوبر فى علاج مثل تلك الحالات.


3- مايسة شوقى والوزيرة

من بين الأزمات الشهيرة التى خاضتها الوزيرة هالة زايد كان صراعها مع الدكتورة مايسة شوقى، النائبة السابقة لوزير الصحة، وذلك بسبب التصريحات التى أدلت بها النائبة، وانتقدت فيها أعمال المجلس القومى للسكان، ووصفت الوزارة تلك التصريحات رسمياً بـ «المغلوطة».

وقامت نائبة الوزير بإصدار بيان انتقدت فيه أعمال المجلس القومى للسكان، قائلة إنه لا يقوم بدوره كاملاً منذ سنوات، ثم أجرت حواراً صحفياً بصفتها نائبة لوزيرة الصحة، وهو ما أثار غضب الأخيرة وسارعت الوزارة بإصدار بيان للرد على تلك التصريحات.

ونفى المتحدث الرسمى للوزارة، صلة الدكتورة مايسة بالوزارة، قائلاً إن أى تصريحات تدلى بها على مسئوليتها الشخصية، وأضاف أنها ليس لها أى صلة بالمجلس القومى للسكان، وغير مطلعة بشكل رسمى على الخطط التى ينفذها.


4- الصراعات داخل الوزارة

من بين الصراعات داخل الوزارة، الصراع مع الدكتور على محروس، رئيس قطاع الطب العلاجى، وبدأ عندما كلفت د.هالة زايد، الدكتور محمود طلحة، وكيل الوزارة بشمال سيناء، ليصبح رئيسًا للإدارة المركزية لقطاع الطب العلاجى، خلفًا للدكتور طارق شوكة، وهو ما أغضب على محروس، كونه فوجئ بقرار التعيين دون علمه.

وأشارت مصادر، إلى أن غضب رئيس قطاع الطب العلاجى، دفعه لطلب النقل السريع لقطاع آخر، ووقع اختياره على واحد من المناصب التى تقلدها من قبل بقطاع التأمين الصحى، تحت إدارة الدكتورة سهير عبد الحميد، وهو ما حدث دون إعلان لحين اختيار بديلاً له بمنصب رئيس قطاع الطب العلاجى.


5- الصيادلة

آخر صراعات الوزيرة كانت مع الصيادلة، وذلك بعدما كشف مقطع فيديو مسرب من لقائها بنواب لجنة الصحة بالبرلمان، عن مشادات بينها وبعض النواب بسبب تكليف خريجى كليات الصيدلة، وأظهر المقطع هجوم الوزيرة على الصيادلة، قائلة: «أنا مش عايزة صيادلة، بيلزمونى أكلف كل الصيادلة، وعددهم 16 ألف، أنا عايزة 3 آلاف فقط، والباقيين هيقفوا فى الشارع»، وهو ما دعا الصيادلة لتفعيل هاشتاج بعنوان «أقيلوا وزيرة الصحة»، واتهموها بأن قراراتها وتصريحاتها غير مسئولة، وأكد عصام عبد الحميد، القائم بأعمال نقيب الصيادلة، وكرم كردى، المرشح على مقعد النقيب، أنها تتهرب من لقائهم، وطالبوا الحكومة بالتدخل لإنقاذ الخريجين.


6- الأطباء

شددت الوزيرة على حظر تكليف المرضى أو ذويهم بشراء أى مستلزمات طبية خلال علاجهم بالمستشفيات التابعة لوزارة الصحة، وأكدت فى قرارها أن الطبيب الذى يخالف ذلك سيتعرض للمساءلة القانونية، وأكدت أن المستلزمات الطبية والأدوية متوفرة بجميع مستشفيات الوزارة، وهو ما أثار غضب الأطباء، ووصفو القرار بغير المفهوم، موضحين أن الوزيرة على علم بعدم توافر المستلزمات والعلاج، فلماذا تضغط على الأطباء وتضعهم فى ورطة، قائلين: «الوزيرة عايزانا نصرف من جيبنا على المرضى، ولا بتطلع قرارات من كوكب تانى».