أحمد إبراهيم يكتب : أجوال وأموال

ركن القراء

بوابة الفجر


في البداية هذا ليس درساً في التسويق ولا جلسة استعراض الأرقام والأموال انه إبحار بالمنطق في نهر من الأفكار

منذ بداية الموسم الحالي يتردد كثيراً على أسماعنا مصطلح "الاستثمار الرياضي" مقترنا في الغالب باسم نادي بيراميدز

ولكن ما هو الاستثمار الرياضي وما جدواه ؟

إن المطلع على كرة القدم العالمية بالتأكيد يعرف أن المال أصبح لغة كرة القدم الأولى وان هناك مليارات الدولارات تنفق سنويا في اللعبة وبالتأكيد الأرباح أضخم!

إنها الصناعة!

تبوأت الساحة العالمية أندية لم تكن من مراكز القوى مثل مانشستر سيتى وباريس سان جيرمان كمثال ...

لكن هل يمكن أن يحدث هذا في مصر؟؟

دعني أخبرك أن هناك دولي ظروفها الاقتصادية والاجتماعية في نفس حالنا تقريبا وهي البرازيل دخلها السنوي من كرة القدم وحدها يقدر ب17 مليار دولار ما يوازى 5% من إجمالي الدخل القومي البرازيلي !

وهذا يفوق 3 أضعاف دخل مصر من قناة السويس !

وهنا يأتي السؤال الملح هل يمكن أن تحقق مصر أرباحاً بهذا القدر ؟

هنا على أن أخبرك بمعلومة هامة...
حصل نادي المقاولون العرب على ما يقارب 100 مليون جنيه مصري مقابل تنقلات النجمين محمد صلاح ومحمد النني بين الأندية الأوروبية !

ولكن غير بيع اللاعبين هل هناك وسائل يمكن أن تحقق أرباحاً بهذه الضخامة ؟

هنا نبدأ ...

الدوري المصري الممتاز المنتج الذي يستهدف مبدأياً 100 مليون مواطن مصري ويمكن أن يصل إلى 300 مواطن عربي على الأقل
كيف يمكن أن يجني الأموال ؟؟

1 _البنية التحتية
مع وجود البنية التحتية التي استضافت كأس الأمم الأفريقية 2006 وكأس العالم للشباب 2009 وستستضيف كان 2019 هذا العام

لا مفر من بذل أضعاف الجهد الحالي لتطويرها حتى نصل إلى الكفاءة المنشودة

و أن نرى أحلامنا تتحول إلى واقع ملموس وان نشاهد أرضية ملاعبنا كملاعب السعودية والإمارات والمغرب على الأقل !

 2 _ التصوير والإخراج

لا يخفى على احد ما نراه من مهازل أثناء متابعة المباريات المحلية

من الإخراج المصري "الردئ" أغلب الأوقات

ولأن العين ترى قبل القلب دائماً لم يعد كافياً أن أحب فريقا فريقاً معيناً لأتحمل هذه المشاهد في ظل توافر مباريات المتعة في الدوريات الكبرى !


3_ انتظام المسابقة

لا يعقل أن دولة بحجم مصر تعانى في تنظيم بطولة دوري!
بالتأكيد علينا إعادة النظر في هذه البديهيات الثلاث أولاً قبل أن نبدأ في طرح جديد ..

4_الجماهير

روح كرة القدم

بالتأكيد نحن قادرون على تنظيم الأمر فمصر التي تستضيف مؤتمرات دولية ومناسبات عالمية وحفلات غنائية بعشرات الألوف

قادرة على فعلها ولكن يمكننا أن نساعد بمقترح مجاني

بدأت الأندية بعمل كارنيهات للجماهير المحدودة التي تحضر

يمكن أن نوسع التجربة ونضيف إلى ذلك التذاكر الموسمية برقم المقعد
المشجع سيحصل على تذكرة لحضور جميع مباريات فريقه طوال الموسم الكروي وسيكون متواجدا على نفس المقعد دائماً
هذا حل أمنى ممتاز

سيساعد على تقليل الشغب وتلفيات المقاعد لأن مكان الجميع سيكون معروف !

يتبقى فقط بعض التيسيرات على طريقة الحصول على التذكرة والدفع الميسر

5 _ ملاعب الانترنت

هل تساءلت يوما لماذا تملك كل الأندية الكبرى حسابات باللغة العربية؟

معلوم بالضرورة أن وسائل التواصل الاجتماعي "social media" هي إحدى أهم وسائل التسويق والعرض الآن
لا بد أن يكون منظم المسابقة وممثلها متواجد دائما على هذه الوسائل بمواعيد المباريات وقوائم اللاعبين والبيانات الكاملة عنهم والتي هي متوفرة لديه بالفعل !

ويمكن إطلاق هاشتاج قبل كل مباراة بالتنسيق مع الرعاة أسوة بالدوري الإنجليزي مثلاً!

لن نطلب تطبيقاً للتواصل بين الجماهير ونجوم اللعبة بشكل ما

ولا خدمات ترفيهية أخري مماثلة... ولكن سنرغم قريباً !

6_ الفانتازى

ومن المعلومات السابقة المتوفرة بالفعل يمكن إطلاق الفانتازي إحدى أشهر الألعاب حالياً والتي نراها في الدوريات الكبرى

هل يمكن أن نرى قريبا فانتزى الدوري المصري؟

7_ المؤتمرات الصحفية

لا نحتاج الإشارة إلى حالة الجدل الكبيرة التي تشهدها الساحة الرياضية

وهنا تأتى الحاجة الملحة إلى تنظيم مؤتمرات صحفية بشكل محترف قبل وبعد المباريات يرغم فيه عناصر اللعبة الحضور لاستبيان الحقيقة الكاملة من مصدرها

8 _المحترفين

 لوائح الدوري المصري تتيح لكل فريق التعاقد مع 4 لاعبين محترفين هم في الغالب أفارقة

هل يمكن أن نقدم مقترحا يفرض أن يكون احدهم عربيا على الأقل؟

هذا سيفتح أسواقاً جديدة ويزيد متابعة البطولة  عربياً

ولسنا في حاجة لضرب المثل بمتابعة المصريين لفريق ليفربول بعد انضمام محمد صلاح إليه

ربما يفوق عدد الانجليز نفسهم!

9_ البث

الآن أنت تملك منتجا جاذبا للإعلام ليس لقناة واحدة بل ربما العشرات
 لن أخبرك أن قيمة البث للدوري الانجليزي تقارب ال5 مليار جنيه إسترليني فهذا لا يزال بعيدا

لكن قيمة البث للدوري السعودي للمحترفين هي 660 مليون ريال ما يزيد عن 3 مليارات جنيه مصري

10_ الاعلانات

ليس محيط الملعب فقط بمكن أن تعرض من خلاله الإعلانات

كل مساحة هنا يمكن أن تستغل لعرض شئ ما حافلة اللاعبين كما نرى

دكة اللاعبين يمكن أن تكون إعلاناً

شاشات الملعب تفعلها

ملابس عاملي الإستاد

والطرق المؤدية للملعب

وربما اسم الملعب نفسه يمكن أن يحمل اسم شركة ما

وكذلك اسم البطولة نفسها .. إنها لغة المال يا صديقي!

11 _تدوير الأموال
ما تملكه الآن من مال هو استثمار مثالي في الناشئين والبنية التحتية هم ثروتك الحقيقية

بمكن أن تستثمرهم في إنشاء استادات أو مدن رياضية كاملة جديدة في كافة المحافظات

ولما لا تكون في مدن سياحية تستضيف بطولات دولية ودية أو رسمية

هل فكرت ماذا سيحدث إن كان كريستيانو رونالدو أو ميسي يلعبون مباريات في الأقصر أو شرم الشيخ وما يمكن أن يحدث في حركة السياحة فقط؟

هل فكرت في استضافة الأندية التي تقيم معسكرات إعداد الموسم خارجياً مثل مانشستر يونايتد والريال وغيرهم؟

هل ورد لخاطرك الآن ما يمكن أن يمثله ذلك من نقل نوعية هائلة لمصر وصورتها؟

وأخيراً إن الإنفاق في مستقبل الوطن لم يعد استثمارا فقط بل أمن قومي واستغلال لطاقات الشباب المهدرة بدلاً من ذهابها في الطريق الخاطئ ثم نعود وننفق الغالي والنفيس لترميم ما تم إفساده

فلنبدأ الآن قبل أن تتسع الفجوة أكثر  فنحن لا نملك رفاهية الوقت !