الأسعار في إيران تصل مستويات قياسية وتدهور المنتجات الزراعية

عربي ودولي

المنتجات الزراعية
المنتجات الزراعية


كشف تقرير رسمي عن أن الخدمات والمنتجات الزراعية الإيرانية تشهد أزمة خانقة وقفزت الأسعار إلى مستويات عالية.

 

وأظهر تقرير حديث صادر عن مركز الإحصاء الإيراني "حكومي" أزمات خانقة يمر بها سوق المنتجات والخدمات الزراعية الإيرانية، خلال الأشهر القليلة الماضية، ما قفز بالأسعار إلى مستويات قياسية زاد معها التضخم بشكل كبير.

 

ووفق ما نشره "العين الإخبارية"، أشار التقرير الذي نشره المركز عبر موقعه الرسمي على شبكة الإنترنت، إلى أن أسعار أغلب الحاصلات الزراعية قد تضاعفت خلال فصل الخريف الماضي مقارنة بنفس الفترة قبل عام واحد؛ حيث زاد متوسط سعر كيلوجرام من الأرز لنحو 20%، فيما وصل سعر كيلوجرام واحد من الماشية الحية إلى 76%.

 

وشملت موجة الغلاء وفق التقرير، أسعار منتجات مثل الحبوب والخضراوات والفواكه، فضلاً عن الميكنة الزراعية، الأمر الذي يظهر مدى اتساع رقعة الأزمة الاقتصادية المدمرة في إيران، خاصة في ظل عجز حكومي عن حلحلة مشكلات أخرى متفاقمة أبرزها شح المياه العذبة اللازمة لري المحاصيل التي تؤرق المزارعين في أقاليم مختلفة إلى حد خروجهم للشوارع في احتجاجات متكررة.

 

وارتفع متوسط سعر الذرة الصفراء إلى 12 ألف ريال إيراني للكيلوجرام الواحد؛ حيث وصل معدل الزيادة لأكثر من 20.3% مقارنة بفصل الخريف قبل الماضي، في الوقت الذي تأثرت سلباً أسواق أخرى مثل الدواجن والماشية بموجة الغلاء هذه إلى حد تحذير منتجين من ارتفاع جنوني في أسعار اللحوم والألبان وبيض المائدة.

 

البقوليات هي الأخرى لم تكن أحسن حالاً في سوق المنتجات الزراعية التي تأزمت تبعاً للنمو السلبي في الاقتصاد الإيراني؛ حيث تخطى سعر كيلوجرام من الفاصوليا الحمراء نحو 69 ألف ريال إيراني، وكذلك فول البينتو المكسيكي 90 ألف ريال إيراني، بمعدل زيادة 33.5%، و14.4% على التوالي.

 

وشهدت أسعار الخضراوات أيضاً توتراً واسعاً في أسواق محلية؛ حيث وصلت قيمة كيلوجرام من الطماطم 19 ألف ريال إيراني بنسبة زيادة بلغت 288.9%، والباذنجان 23 ألف ريال بمعدل زيادة وصلت لـ226.4%.

 

أشار مركز الإحصاء الإيراني (مقره طهران) إلى أن تضاعف أسعار الشحن والتفريغ أثر بشكل سلبي على تكاليف إنتاج الحاصلات الزراعية، في إشارة ضمنية إلى تداعيات إضرابات واسعة نظمها سائقو الشاحنات وعربات النقل الثقيل على فترات متقطعة طوال الآونة الأخيرة، بسبب سوء الوضع المعيشي وتدني الأجور الشهرية.

 

وجاء في نص تقرير المركز الحكومي أن أسعار فواكه مثل الرمان (مفضل شعبياً من الدرجة الأولى) قد ارتفعت كذلك بمعدل تجاوز 45.8% مقارنة بنفس الفترة قبل عام واحد، فيما تخطت نسبة الزيادة في أسعار العنب والتفاح 107.8%، و137.9% على التوالي.

 

وعلى صعيد متصل، تخطت تكلفة استئجار الميكنة الزراعية مثل المحاريث نحو 17 ألف ريال إيراني بنسبة زيادة بلغت 20.9% على سبيل المثال، في الوقت الذي تجاوز معدل أجرة العامل الزراعي حدود 12.6% يومياً.

 

يذكر أن لجنة الأجور في المجلس الأعلى للمجالس العمالية في إيران (رسمي) أوضحت أن أسعار بعض السلع الأساسية تخطت حاجز 100%، الأمر الذي يكبد العمال وعائلاتهم نفقات بمقدار 200% شهرياً لتأمين الغذاء، ما يفوق قدراتهم الشرائية بكثير.

 

واختفت الكثير من السلع والبضائع الأساسية من قائمة غذاء الإيرانيين اليومية في الأشهر الأخيرة، إلى حد اعتراف أحمد ميدري، مساعد وزير العمل والرفاه الإيراني، أن الدخل الشهري لقرابة 2% من المجتمع لا يكفي احتياجات الصحة والتعليم وغيرهما.