البيزنس السري لـ"طيور ظلام" الإخوان

العدد الأسبوعي

هشام قنديل
هشام قنديل


هشام قنديل وأبناء حسن مالك والسواركى يتكفلون بالغطاء المالى لفقراء الجماعة

أغلبهم يفضلون المضاربة فى البورصة.. وتجارة الغلال والحبوب لإثارة الأزمات بين الشعب والحكومة


يستغل تنظيم الإخوان المسلمين قياداته السابقين، الذين لم ترد أسماؤهم ولم يثبت تورطهم فى قضايا عنف وإرهاب حتى الآن، فى إدارة أموال الجماعة ولو بالخفاء، وذلك لعدم لفت الأنظار إليهم، فضلا عن استخدام بقايا التنظيم لخلايا الصفين الثالث والرابع من الجماعة للغرض نفسه، علاوة على اهتمامهم بالخلايا العنقودية، التى تحتوى على ٣٠ فرد فقط، ولا يعلم أفرداها إلا قائدهم المباشر، حتى لا يقع الباقون مثلما وقع قاداتهم السابقين فى قبضة قوات الأمن.


وخلال التقرير التالى، رصدت «الفجر» بعض أبرز مشاهير جماعة الإخوان المسلمين داخل مصر وخارجها، للوقوف على حقيقة تحركاتهم وأعمالهم خلال الفترة الحالية.

لاحظنا أن قيادات التنظيم وأثريائه الموجودين داخل البلاد حريصون على المضاربة فى البورصة، أما متوسطو الحال فيعملون فى التجارة سريعة الدوران، والتى تأتى ثمارها سريعا، مثل تجارة الملابس وكروت الشحن، فضلا عن التجارة التى تسبب أزمات بين الشعب والحكومة، مثل تجارة السلع الاستراتيجية مثل الغلال والحبوب، وهناك من استكان بعد إحالته للمعاش، انتظارا لريع أموال الجماعة، الذى يطلقون عليه «العشور» من أجل استكمال حياته.

ويتصدر القائمة التى استولت على اهتمامنا طوال الفترة الماضية، من أجل رصد تحركاتها، هشام قنديل، رئيس الوزراء فى عهد الرئيس المخلوع محمد مرسى، الذى لم يطرح اسمه حتى الآن فى أى قضية خاصة بجماعة الإخوان المسلمين ويعيش حرا طليقا فى القاهرة، يزور القيادات فى منازلهم ويهتم بهم وبمناسبتهم الخاصة، ويتكفل برعاية فقرائهم.

أما الدكتورة عزة الجرف، الشهيرة بـ«أم أيمن»، فبعد استبعادها من التدريس فى الجامعة، أصبحت ربة منزل من الطراز الأول، لا تعمل وتهتم بأولادها ومنزلها فقط، ومتنفسها الوحيد هو زيارة مسجد «فاطمه الشربتلى»، المجاور لبيتها بمنطقة التجمع الخامس، وذلك بعد فشلها فى الهروب إلى تركيا عن طريق السودان وعودتها من قبل الأمن مرة أخرى إلى مصر.

وتتحصل أم أيمن شهريا من المسئولين عن الإعانات بالجماعة على نسبتها من العشور التى يتبرع بها كبار الإخوان من أموال تجارتهم، لكى تستطيع تعويض ما فقدته بعد وقفها عن منصبها وملازمتها المنزل.

أما أولاد حسن مالك فيعملون فى تجارة المفروشات والملابس والأثاث عن طريق مصانعهم الشهيرة المتخصصة فى هذا الشأن، ويحرصون كل الحرص على صرف أموال طائلة من الربح على أسر الجماعة وفقرائها، علاوة على محاوله ضم الكثيرين إلى طريقهم.

ويشاركهم فى ذلك ابن عمهم محمود مالك، زوج الفنانة حنان ترك، ويعتبر أبناء حسن مالك وشركتهم وتجارتهم من أهم «بيزنس» الإخوان الحالى، الذى تستند عليه قيادات الجماعة داخل السجون وخارجها، ونظرا لعدم تورطهم فى قضايا، فلم يتم الحجز على ممتلكاتهم التى هى فى الأساس أموال الجماعة.

ثم يأتى أخطر رجال الإخوان على الإطلاق، سيد السواركى، الذى يدعى إنه سلفى، مالك سلسله محلات التوحيد والنور، فهو ليس فقط مجرد رجل أعمال إخوانى، ولكنه يستغل تلك السلاسل لجذب شباب الأقاليم وتغيير فكرهم وضمهم للجماعة، فهو لا يمنح أحدهم فرصة البعد عنه منذ انضمامه لفريق عمل تلك السلاسل، بل يتولى مأكله ومشربه وسكنه فى الدورين المخصصين للسكن فوق كل فرع له، بالإضافة إلى أنه ذيع صيته أيام اعتصامات الإخوان فى الاتحادية ورابعة، حيث كان يمدهم بالأموال والبطاطين والاحتياجات الخاصه بالاعتصام، فضلا عن استخدام مخازن محلاته لتخزين أسلحتهم.

ويتميز السواركى بأن عماله من الممكن أن يضحوا بأنفسهم من أجله، وذلك لما مروا به من مراحل اللعب فى الدماغ وغسل مخهم والزج بأفكار الجماعة فى عقولهم، لذا يتحمل مديرو فروعه كل المسئولية فى حالة القبض عليهم، وينفون عنه أى تهمة موجهة إليه حتى اليوم.

أما عادل حامد، فهو عضو مجلس الشعب عن دائرة السيدة زينب، أثناء فترة حكم الإخوان المسلمين، ويعمل الآن فى تجارة الملابس المستوردة من تركيا، بمساعدة سكرتيره «رضا درويش»، ويعتبر الاثنان مسيطرين على منطقة السيدة زينب من حيث سوق الملابس.

بعد ذلك يأتى صلاح عبد المقصود، وزير إعلام حكومة الإخوان السابقة، الذى اشتهر بمقولة «أبقى تعالى وأنا أقولك» التى قالها لإحدى الصحفيات أثناء سؤاله عن بعض الأمور الخاصة بالوزارة فى تلك الفترة، فهو الآن هارب ويعيش فى تركيا ويعمل فى مجال توريد الملابس إلى «إخوان مصر»، ويساعده فى ذلك الإعلامى هانى صلاح، الذى اشتهر بـ«خميس» فى تلك الفترة.

أما عبد الرحمن البر فهو واحد من كبار رجال الإخوان، حكم عليه بالإعدام غيابيا فى قضية التخابر وعدة قضايا أخرى، ولكنه هرب إلى تركيا ويعمل الآن فى دعم الإخوان هناك ويرسل أموالا للتنظيم فى مصر بجانب مشاركته لـ يحيى حامد عبد السميع، وزير الاستثمار الأسبق وقائد حركة «حسم» فى تركيا، والتى هدفها قتل الجنود المصريين ودعم العمليات العسكرية الإرهابية التى تدار داخل مصر.

ثم يأتى يحيى موسى المتحدث باسم وزير الصحة خلال فترة حكم الإخوان، والذى تعتبره الحكومة المصرية المشرف الأول على عمليات تفجير الكنائس المصرية، هرب إلى تركيا من خلال السودان بعد أن استقر فترة فى قرية الأندلسية بمرسى مطروح، وعاونه على ذلك أحمد تاج مالك القرية، فهو مسئول تهريب أعضاء الجماعة عن طريق ليبيا والسودان، وما زالت القرى السياحية الخاصة به تساهم فى دعم التنظيم ورجاله.

وبعده يأتى محمد على بشر، وزير التنمية المحلية فى عهد الإخوان، الذى يعمل الآن فى المضاربة بالبورصة من خلال شركه «روبيكانا» التى تعد محفظة مالية للجماعة، ويسير على نفس نهجه محمد الفقى، رئيس مطاحن شرق القاهرة فى المضاربة فى البورصة، بالإضافة لأحمد عبد الواحد عيد، صاحب مطاحن عيد، والذى يعد من أثرياء الإخوان.

وبالإضافة إلى هؤلاء هناك العديد من قيادات الإخوان ووزرائهم، بعد انتهاء حكمهم انتهى أمرهم أيضا، بعدما أصبحوا على المعاش دون «بيزنس» أو دخل ثابت، منهم من اتجه إلى التجارة الخفيفة التى تأتى بربح سريع، مثل كروت شحن المحمول وتجارةالملابس، ومنهم من اتجه للمضاربة فى البورصة، ومنهم محمد عبد الرحيم، الموظف بالشركة المصرية للاتصالات، ومجدى منصور الذراع اليمنى لباسم عودة، الذى يقطن بيته حاليا ولا يعمل ويكتفى بمعاشه فقط، وأيضا المرسى السيد حجازى ومصطفى مسعد وغيرهم.

ومنهم أيضا من اتجه إلى «المستريح»، وهو أمر متعارف عليه داخل الجماعة، حيث يقوم شخص بعد حلف يمين الولاء والطاعة بتدوير أموال الإخوان الذين لا يعملون فى أى «بيزنس» من ضمن التجارة السالف ذكرها، بمقابل من الأرباح، مقابل حصوله على النسب المتفق عليها منهم لصالح الجماعة.

أما تجار الإخوان الذين يحسبون على الصفين الثالث والرابع، وخاصة فى منطقة الساحل بشبرا، فهم مسئولون عن تجارة الغلال والحبوب، والهدف من ذلك إثارة بعض الأزمات التى تخص تلك التجارة للتضييق على الدولة وإحداث أزمات بين الشعب والحكومة من آن لآخر.