"المليارات الملعونة" تحول دعوة السلفيين إلى بيزنس

العدد الأسبوعي

عبد المنعم الشحات
عبد المنعم الشحات


إمبراطورية تجارية لـ"عبدالغفور" بغرب نيويورك.. وثروة ثابت من الأراضى والعقارت 500 مليون جنيه

"الشحات" يدير مراكز تدريب تكنولوجية بالإسكندرية.. و"المقدم" يحول "عطايا الخليج" لـ"مستوصفات"


يمارس السلفيون حياتهم وكأنهم سيعيشون إلى الأبد، ولذا يكنزون الأموال والثروات ويهتمون بالتجارة التى تحقق أرباحاً مضاعفة، وبنفس الدرجة لا يفضلون التصنيع الذى يحتاج لسنوات حتى تظهر ثماره وبجانب الوعظ والتخويف من نار جهنم والحث على مكارم الأخلاق والتقشف، يمارسون البيزنس فى أكبر صوره داخل وخارج مصر.


كانت ثروات السلفيين مخفية لأنهم كانوا بعيدين عن السياسة، سرعان ما أصبحوا بؤرة الاهتمام بعد ثورة 25 يناير حيث اكتشف المراقبون جزءا من إمبراطوريتهم المالية المتغلغلة فى مصر والمنتشرة خارجها، وتذكر كثيرون أن السلفيين كانوا يسيطرون فى الماضى على نشاط الصرافة الذى كان مجرماً بحكم القانون، ولكنهم اعتبروها حلالاً واستمروا فى مخالفة القانون والإضرار بالاقتصاد حباً فى الأرباح التى تأتى دون مجهود.

ويمكن معرفة حجم ثروات السلفيين من خلال معرفة أنشطة بعض قياداتها المعروفة، مثل عبدالمنعم الشحات، المتحدث السابق للدعوة السلفية، الفتى المدلل، للدكتور ياسر برهامى، نائب رئيسها، حيث يدير الأول، شبكة محال متخصصة فى بيع أجهزة الكمبيوتر ولوازمها، ومن ضمن نشاطاته افتتاح مركز تدريب على العلوم التقنية، وتنظيم الدورات التدريبية فى البرمجة واللغات والاتصالات.

وأقام «الشحات»، شركة مع أستاذ فى الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، حيث يستغل هذا الأستاذ نفوذه لإلحاق متدربين من الدراسين بالأكاديمية مقابل تحمل الشحات لنفقات إنشاء معامل التدريب، وساعد على تضخم ثروة «الشحات»، استعانته بـ«سعيد حماد»، القيادى الدعوى الشهير الذى كان يعمل وكيلًا لوزارة الاتصالات، حيث كان وجوده يساعد على ترسية مناقصات تدريب للخريجين على شركة ومعامل الشحات، الذى يلقى الدروس الدينية فى مسجد «أولياء الرحمن» بمنطقة الساعة فى مدينة الإسكندرية، والتى لا تشغله على توسيع أنشطته التجارية.

أما محمد إسماعيل المقدم، الداعية السلفى، فهو طبيب بشرى، ومؤسس الدعوة السلفية بالإسكندرية، وهو شخص انعزالى بطبيعته، لا يستطيع إدارة أمور تجارية، ولكنه لم يستطع مواجهة تلميذه ياسر برهامى، ما جعله يكتفى بإلقاء درس الخميس كل أسبوع فى مسجد الاستقامة بالإسكندرية، حيث انعزل عن الحياة السياسية، بعدما تشاجر مع برهامى على السيطرة على معهد الفرقان، الذى ساعد فى إنشائه رجل الأعمال طارق طلعت مصطفى، حيث يعتمد «المقدم»، على الهيبات والعطايا للإنفاق على أنشطته الدعوية والتى تأتى من الخارج خاصة من دول الخليج، ويقدر البعض المبالغ التى تأتى بـ100 مليون جنيه سنويًا.

واستخدم المقدم جزءاً من هذه الأموال لإنشاء مستوصفات طبية وعيادات.

ويعد سعيد عبدالعظيم، أحد أبرز مشايخ الدعوة السلفية وكان يتخذ مسجده نور الإسلام بالإسكندرية، منبرًا للدعوة وإلقاء الخطب الدينية، ولكنه ابتعد عن السياسة، ويتواجد حالياً بالمملكة العربية السعودية حيث يعمل طبيباً ويقوم بتدريس علوم الحديث فى جامعة أم القرى، بناء على عقد عمل حيث اصطحب معه زوجته وأبناءه، ولا يزال محتفظاً بتجارته مع الداعية أحمد حطيبة والتى تقوم على بيع الكتب الدينية فى المملكة إضافة إلى تجارة العطور والبخور.

ويعتبر الدكتور عماد عبدالغفور، الذى كان رئيساً لحزب الوطن، من الشخصيات الناجحة، على مستوى البيزنس، حيث كان يقيم فى الولايات المتحدة الأمريكية وعاد إلى مصر مع أحداث الثورة وانطلق فى عالم السياسة رغم أنه غير منتسب للدعوة السلفية، إلا أنه عمل فى حزب النور وشارك فى اللقاءات السياسية ممثلاً لحزب والدعوة، ثم انشقق عن الحزب بعد خلافات داخلية مع قياداته وأسس حزب الوطن الذى تحالف مع جماعة الإخوان، قبل وبعد ثورة 30 يونيو، إلا أنه لم يكن له عمل لافت للانتباه على الساحة السياسية. وعماد عبدالغفور، يعتبر شخصية غامضة حتى بالنسبة لأقرانه من السلفيين وكما ظهر من العدم اختفى فجأة وعاد إلى أمريكا بعد ثورة يونيو 2013 لإدارة أعماله التجارية هناك وتحديدًا فى غرب نيويورك، وتتمثل فى بيع الكتب التى تدر عليه دخلًا ضخمًا وبجانب محال السوبر ماركت وبيع العطور والخضروات، كما أن له بيزنس مقاولات من خلال شركة كبيرة أسسها هناك منذ سنوات.

أما نادر بكار، الذى كان معروفاً بالطفل السلفى المعجزة حيث تولى منصب نائب رئيس حزب النور والمتحدث الرسمى له، وصعد بسرعة غريبة وسط السلفيين فضلاً عن المنصب الكبير الذى تولاه، وتزوج من ابنة رجل الأعمال بسام الزرقا، أحد قيادات الحزب، ثم سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية لاستكمال دراسته، ثم عاد منذ فترة قريبة ليعمل فى تجارة المواشى والأراضى والعقارات.

أما أشرف ثابت، أحد قيادات حزب النور والدعوة السلفية، فيتنقل بين الإسكندرية والبحيرة، حيث عمل فى الماضى لفترة فى السعودية ثم عاد ليعمل فى تجارة العقارات والأراضى حيث يصل حجم تجارته لـ500 مليون جنيه، ولكن من غير المعروف كيفية حصول ثابت على هذه المساحات خصوصاً أن البحيرة تنتشر بها عمليات الاستيلاء على أراضى الدولة.

كما يملك ثابت حضانة باسم «هدى الإسلام»، فى منطقة فلمنج، خصوصاً أنه فى الأصل كان يعمل مديراً لحضانة باسم «نور الإسلام»، بمنطقة باكوس فى ثانى أكبر المساجد التابعة للدعوة السلفية بالإسكندرية، ويتابع «ثابت»، الحضانة على فترات، ويعد ثابت الذراع اليمنى للشيخ أحمد حطيبة أحد قيادات الدعوة السلفية البارزين.