"الأعلى للإعلام" يحرج "مدينة الإنتاج" باستقبال 12 قناة أجنبية دفعة واحدة

العدد الأسبوعي

الكاتب الصحفي مكرم
الكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد


تنفيذا لقانون تنظيم الإعلام رقم 180 لسنة 2018 الذى يحدد عقوبة تشغيل أو حيازة أجهزة بث غير مرخصة تتمثل فى المصادرة والحبس والغرامة، المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، قاد حملة ضد القنوات الأجنبية التى تبث من مصر منذ 6 أشهر تقريبا، لإعادة تصحيح الأوضاع فيما يتعلق بكل القنوات التى تنطلق من خارج مدينة الإنتاج الإعلامى، خاصة أن قانون تنظيم الإعلام ينص على منع البث من خارج مدينة الإنتاج الإعلامى إلا بتصريح خاص من المجلس.

هذه الحملة جاءت بعد انتشار البث بطريقة عشوائية، وانتشار استوديوهات ومكاتب مجهولة، أغلبها فوق أسطح منازل مطلة على النيل، وشقق فى عمارات سكنية، وتستورد هذه الاستوديوهات أجهزة إرسال، وأرسل المجلس الأعلى خطابات لكل مكاتب هذه القنوات، منذ 6 أشهر أخطرهم فيها بمنع استيراد واستخدام أجهزة البث إلا عن طريق الهيئة الوطنية للإعلام أو مدينة الإنتاج الإعلامى، وطلب المجلس من كل هذه القنوات توفيق أوضاعها، وانتهت فترة السماح مع نهاية شهر يناير الماضى، لذلك أجبر المجلس القنوات على إنهاء كل الإجراءات الخاصة بطريقة البث بتجهيز استوديوهات داخل مدينة الإنتاج الإعلامى، ومن بين 12 قناة أجنبية تبث فى مصر، أربع قنوات فقط، وفقت أوضاعها، منها سكاى نيوز والعربية والتليفزيون الفرنسى.

لكن كثيرا ما رفضت القنوات نقل مقراتها إلى داخل مدينة الإنتاج الإعلامى، خاصة أنهم يملكون تصاريح معتمدة من المركز الصحفى للمراسلين الأجانب التابع للهيئة العامة للاستعلامات، وموقف القنوات قانونى ويخضع لإشراف كامل لا يسمح لهم بأى تجاوز، إضافة إلى عدة أسباب أخرى منها رفض تغيير الخلفية التى تظهر وراء الضيف، حيث يعتبرونها نوعا من الترويج السياحى، لأنه من المعتاد أن يظهر الضيف ووراءه نهر النيل بوسط البلد، هذا بالإضافة إلى بُعد موقع مدينة الإنتاج الواقعة فى منطقة 6 أكتوبر، وهذا يصعب الأمر فى حالة نقل الخبر، حيث إن الانتقالات من وسط المدينة إلى أى موقع للخبر يكون أسهل وأسرع، هذا بالإضافة إلى اعتبار المدينة جهة منافسة.

الأغرب من ذلك أنه فى الوقت الذى يطلب فيه المجلس الأعلى للإعلام، مدينة الإنتاج الإعلامى غير مستعدة لاستقبال كل هذه القنوات، لعدم وجود استوديوهات كافية، وصرح أسامة هيكل رئيس مدينة الإنتاج الإعلامى منذ ما يقرب من 8 أشهر بأنه يفكر فى فتح مكاتب للمدينة فى وسط البلد لتعمل من خلالها قنوات مثل العربية وسكاى نيوز وروسيا اليوم وغيرها، باعتباره حلا وسطا، حتى يعملون داخل مدينة الإنتاج الإعلامى لكن دون الانتقال لمدينة 6 أكتوبر مقر المدينة الفعلى، لكن حتى الآن لم يظهر جديد حيال هذا الاقتراح، كما أن مصير الشركات التى توفر الخدمة سيصبح فى مهب الريح. وعلمنا من مصدر داخل المجلس الأعلى للإعلام، أن هناك استجابة سريعة من عدد كبير من القنوات، لكن هناك ما يقرب من 8 قنوات لم تنته من توفيق أوضاعها من أصل 12 قناة، وكانت أولى القنوات التى تقدمت بتوفيق أوضاعها “العربية، سكاى نيوز، وقنوات سعودية أخرى” بالإضافة إلى التليفزيون الفرنسى الحكومى، وقد تعاقدت هذه القنوات مع مدينة الإنتاج الإعلامى، وهناك قنوات أخرى مازالت مثل التليفزيون الصينى واليابانى والقناة الألمانية.