أدوار لا تنسى في حياة الراحلة نادية فهمى

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


رحلت عن عالمنا الفنانة نادية فهمى، صباح اليوم الخميس، عن عمر يناهز 69 عاما، بعد صراع طويل مع المرض، وتركت إرثًا فنيًا كبيرًا، وكانت رحلتها مليئة بالعديد من المحطات الفنية المضيئة، فهى نموذج للفنانة صاحبة نموذج التلقائية الممزوجة بالتقمص للشخصية التي تقدمها أيًّا كانت درامية أو كوميدية، ومن أبرز أعمالها "الليلة الموعودة"، "أرابيسك"، "الخواجة عبدالقادر"، وغيرها، لذا تقدم "الفجر"، أبرز أعمال الفنانة الراحلة نادية فهمى ، من خلال السطور القادمة.

كانت  الفنانة الراحلة  نادية فهمى، هادئة في حياتها الفنية التي كانت تصعد فيها بين الحين والآخر بدور مهم ومميز، بالمثل في حياتها الشخصية، فلم يعرف أحد مسألة انفصالها عن زوجها الفنان سامح الصريطي إلا منذ فترة قصيرة بعد اتهامات عدة وجهت له بإهمالها وإيداعها دور رعاية، الأمر الذي دفع بابنتها الفنانة ابتهال الصريطي للخروج مدافعة عن والدها وعائلتها لتؤكد أن الحالة الصحية لوالدتها، التي يصعب فيها الالتزام بالعناية الصحية بالمنزل لكونها غير مجدية وهي التي دفعت بهم لإيداع والدتها دار رعاية متخصصة، خصوصًا بعد إصابتها بمرض الزهايمر.
 
وبدأت حياتها الفنية كوميديانة من خلال عدة مسلسلات فى سبعينيات القرن الماضى، قدمت أولا مسلسل القضبان أمام كوكبة من النجوم منهم محمود المليجى، عبد الله غيث، حسن عابدين، نعمت مختار، وحيد سيف وغيرهم من النجوم، بينما كانت انطلاقتها وشهرتها من خلال مسلسل "برج الحظ" عام 1978، أمام الفنان الراحل محمد عوض وصفاء أبو السعود، وقدمت فيه دور "ميرفت" خطيبة "شرارة" الذى يعتقد الناس أنه شخص منحوس ويسبب فى تعرض الآخرين لنحسه دوما لكنه يكتشف أنه محظوظ فى نهاية حلقات المسلسل.


"حياة"

شاركت الفنانة الراحلة نادية فهمى، مسلسل "نصف ربيع الآخر" مع الفنان يحيى الفخراني ، بشخصية "حياة" المدرسة صاحبة الشكل المميز بشعرها القصير "آلا جارسون" والمرتدية الزي الرياضي، سيدة تشبه الكثير من السيدات تحلم بالزواج من "ابن الحلال" وعندما يحالفها الحظ وتجده يكون العالم الآخر في انتظارها "الموت"، حيث تسقط قتيلة بعد حادث الزلزال، الأمر الذي أدى إلى تفاعل الكثيرين مع دورها الذي اتسم بالطابع الكوميدي، مما أدى لتعلق الكثيرين به هذا بخلاف أن شخصية "حياة" بدت كأنها تنبؤ بالواقع الذي ترجم فيما بعد لقضية تأخر سن الزواج في الحياة الاجتماعية، وما تبعها بكثير من الأعمال الدرامية فيما بعد.


"أم كمال"

تلك الشخصية التي قدمتها في مسلسل "الخواجة عبد القادر"، الذي يعد واحدًا من أهم الأعمال الدرامية التي قدمت في العقد الثاني من الألفية الجديدة، السيدة الكفيفة متقدمة العمر التي تكن المحبة والاعتزاز للخواجة الذي تريد الجماعات المتطرفة هدم مقامه، حيث كان لهذا الرحل دور مهم في حياة ابنها الصغير في طفولته بما قدمه له من محبة ودعم، وتبدو براعة الفنانة هنا في تقديمها دور والدة الفنان محمود الجندي، وهو تحدٍ ليس فقط في مسألة تقديم دور "الضريرة" بل في تقديم دور أم لواحد من زملائها الذين يتوافقون معها في المرحلة العمرية.


"ميس سلمى"

الإخصائية الاجتماعية التي تحاول حل مشاكل الطلبات تحت قيادة "أبلة حكمت" تلك الشخصية التي لعبتها أمام سيدة الشاشة فاتن حمامة وكانت محطة مهمة مضيئة في مشوارها الفني، خصوصًا أنه كان من أول الأعمال التي اهتمت بقضايا الفتايات بهذا الشكل المتشعب في تلك المرحلة الزمنية.


كما أيضا قدمت الراحلة، الكثير من الأعمال التي يتجاوز عددها 160 عملًا متنوعًا بين السينما والتليفزيون من أبرزها: "فيلم الليلة الموعودة، مسلسل طه حسين، بوابة الحلواني، الرحايا حجر القلوب، الحاوي، سر الأرض، مذكرات ذكية هانم وغيرها من الكثير والكثير"، حيث جسدت دور الأم "لميعة" التى انفصلت عن زوجها وظلت تحبه حتى وفاتها بالمسلسل، ورغم أنها أصيبت فى أحداث المسلسل بحالة نفسية سيئة لكنها كانت دائما ما تتكلم بالحكمة.