طالبان تهدد حكومة كابول بـ"الطريقة الأفغانية" بعد انسحاب أمريكا

عربي ودولي

المتحدث الرسمي باسم
المتحدث الرسمي باسم حركة طالبان


خير المتحدث الرسمي باسم حركة طالبان الملا ذبيح الله مجاهد، أعضاء حكومة كابول بين "التوبة" أو مواجهة التعامل معهم بـ"الطريقة الأفغانية" بعد رحيل القوات الأجنبية.

 

وفي حوار مع صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية نشرته اليوم الثلاثاء، جدد مجاهد التأكيد على أن الحركة لن تتفاوض مع حكومة الرئيس أشرف غني، موضحاً أن "جلوس مندوبي طالبان مع المبعوث الأمريكي زلماي خليل زاد هو جلوس مع مندوب أمريكي، أما أشرف غني فهو ظهير محلي؛ هو ونظامه مشكلة فرعية أفغانية يأتي حلها بعد رحيل المشكلة الأصلية، التي هي الاحتلال، وسنعمل على حلها بأيسر ما هو متاح من وسائل متعارف عليها بين الأفغان".

 

وحول انتشار صور لمسلحين من طالبان في عيد الأضحى في حالة انسجام وسعادة بالغة مع جنود الحكومة وأبناء الشعب، قال: "الجنود هم من أبناء الشعب الفقراء، دفعهم الجهل والفقر إلى الانخراط في الجيش سعياً وراء الرزق. وملأ المستعمر وعملاؤه أذهان هؤلاء بشتى الأكاذيب والدعايات المغلوطة حول طالبان. وكانت هدنة العيد فرصة لهؤلاء الجنود للتعرف المباشر على إخوانهم المسلحين من طالبان".

 

واستطرد: "أما مسؤولو الحكومة الأفغانية فهم من المثقفين الذين تأثروا بالفكر الغربي، وقد انضموا إلى المستعمر ووضعوا أنفسهم في خدمته طمعاً في الأموال والمناصب العالية. وقد كان ذلك عن علم تام بحقائق الأمور؛ لذا ينتفي عنهم العذر بالجهل. لكن إذا رجعوا عن غيهم وتابوا فمن الطبيعي أن تتغير معاملتنا معهم. فتزول الخلافات تلقائياً، وتكون أحكام الشريعة هي التي نخضع لها جميعاً".

 

وحول النقاط الشائكة في المفاوضات مع الولايات المتحدة، قال: "لدينا مطلب أساسي، وهو رحيل قوات الاحتلال عن بلادنا. وكذلك الأسرى الذين سجنتهم القوات الأجنبية ظلماً وعدواناً، نريد إطلاق سراحهم. وأفغانستان ليست تهديداً لأحد ولا يسمح الأفغان لأحد أن يجعل بلادهم تهديداً للآخرين، من جانبنا لم يبق شيء لم يحل، لكن على الأمريكيين أيضاً مسؤولية إنهاء الاحتلال، وعدم حماية داعش التي تضر بأمن بلدنا وأمن المنطقة".

 

وعن أسباب زيادة زخم هجمات طالبان على القوات الحكومية في الأشهر الأخيرة، قال: "سبب زيادة زخم عمليات طالبان هو ممارسة المزيد من الضغط على الاحتلال حتى يرحل ... والقوات المحلية العميلة هي القوة الضاربة الأساسية في يد الاحتلال، وهي رأس الرمح في جميع عملياته العدوانية على المدنيين في القرى والمدن؛ ولهذا ينالها النصيب الأكبر من ضربات المقاتلين".

 

وأضاف: "نحن نسيطر على معظم أراضي أفغانستان، ومقاتلونا في كل مكان بما في ذلك العاصمة وداخل مؤسسات الدولة وأجهزتها المختلفة".

 

وحول السبب في اختيار قطر لعقد اللقاءات مع الجانب الأمريكي، قال: "عقدنا اجتماعاً في الإمارات. لكن مكتبنا السياسي موجود في قطر؛ وهذا ما يجعل أكثر اللقاءات تتم هناك".

 

وحول إمكانية القبول بوساطة إيرانية مع الحكومة الأفغانية، أجاب: "بعد خروج الاحتلال فإن المشكلات الداخلية، بما فيها مشكلتنا مع الحكومة الحالية لأفغانستان، ستكون شأناً داخلياً بحتاً، لا يحتاج إلى وساطة من أحد. فللشعب الأفغاني آليات تقليدية لحل مشكلاته الداخلية، وهي دائماً فعالة بشرط أن يتوقف التدخل الخارجي".