دمره الإخوان والحوثيون.. ثورة 11 فبراير حلم يمني لم يكتمل

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


ثمانية أعوام مرت على ثورة 11 فبراير اليمنية أو ما يطلق عليها "ثورة الشباب اليمنية" والتي اندلعت في 27 يناير عام 2011م، لتنادي بإسقاط منظومة حكم الرئيس علي عبدالله صالح، حيث خرجت الاحتجاجات حينها من جامعة صنعاء بمظاهرات طلابية وأخرى لنشطاء وحقوقيين نادت برحيل الرئيس اليمني حينها.

ولكن شرارة الثورة التي أشعل اليمنيون فتيلها سرعان ما تحول مسارها الأساسي، بعد انقلاب الحوثيين واستغلالهم لأوضاع الدولة السياسية، باغتيال الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، وبعدها محاولة السيطرة على المدن الهامة بالبلاد لفرض سلطتهم عليها بالاعتقالات والقتل والتدمير والأعمال الإرهابية التي استمروا في ارتكابها على مدار السنوات الأربع الماضية.

ويأتي ذلك بسبب رؤوس الشر الداعمة للوجود الإرهابي في الدولة اليمنية، وهم المستفيد الأكبر من اندلاع الثورة والسبب في تحول مسارها بنشر الوجود الحوثي في المنطقة.

ففي الوقت الذي حاولت الدول الشقيقة بعد الثورة أن تقدم الدعم الإنساني لليمن، كانت توكل كرمان تهاجم الوجود السعودي والإماراتي وتصفه بالاحتلال لليمن في محاولة منها لخلق انقلاب على هذا الدعم الذي تمثل في "التحالف العربي"، فبدأت في محاربة هذه الدول من خلال تمرير الأجندات لدول تركيا وقطر تلك التي تتفق مع مصالحها التي تستهدف هدم النسيج الوطني.

فمن صحفية يمنية منتقبة تناضل لنشر الفكر الإسلامي المتشدد في اليمن، قررت أن تتحول إلى قيادية في ثورة الشباب السلمية وتنتزع النقاب تحت شعار النضال من أجل تحرر المرأة اليمنية، فبدأت في الظهور فعليًا منذ ذلك الوقت على الساحات، لتحصد جائزة نوبل للسلام والتي اتضح مؤخرًا أنها تمكنت من الفوز بها عبر رشاوي قطرية مررت من أسفل الطاولات، خاصة أن لتوكل كرمان وزوجها محمد إسماعيل النهمي ماضيًا يدينهم بجرائم النصب والاحتيال والاستيلاء على المال العام، وهو ما يتناقض مع شروط حصولها على مثل هذه الجائزة.

ولم يكن مستغربًا أن تكون قناة الجزيرة القطرية أول من يستضيف توكل كرمان، بعد حصولها على الجائزة لتدعو إلى أفكارها المتناقضة التي تهدف لنشر فكر الجماعات الإخوانية المتطرفة.

ولم تكن "كرمان" هي العنصر الإخواني الوحيد الذي سعى لاستغلال هذه الثورة لخدمة الأجندات الداعمة للوجود الإرهابي، فكانت جماعة الإخوان المسلمين في اليمن تبحث عن نصيبها من كعكة السلطة بعد إسقاط علي عبدالله صالح والتي كانت توكل هي أحد أذرعها.

فشهدت فترة الثورة العديد من الجولات من الاشتباكات والصراعات مع علي عبدالله صالح والتي أنهكت قوته في النهاية ليخرج من المعادلة السياسية محتفظًا بعوامل قوة كان من بينها ضعف خبرة تنظيم الإخوان في التعامل مع ظهيرهم القبلي حيث تخلوا عنه لصالح مخططات التنظيم الدولي بعدما أعلن عن نفسه بقوة في مصر خلال فترة 2012م وغيرها من الدول التي دعمت الجماعات الاخوانية في دول الربيع العربي.

ولكن بعد شهور قليلة أدار فيها الذراع السياسية لتنظيم الإخوان حزب التجمع اليمني لإصلاح ظهوره للقبائل، استطاع الحوثيون تدمير نفوذهم بعد انضمام أكثر القبائل إلى صفوف جماعة "أنصار الله"، لتصبح جماعة الإخوان هي المفتاح الذي فتح الأبواب أمام الميليشيات الإرهابية لبسط نفوذها على المنطقة لتنفيذ مخططات الدول الممولة لها.

وبذلك أصبحت الضحية بين هذه الصراعات التي شهدتها الأحزاب المختلفة هي اليمن التي بات شعبها الأكثر تضررًا وعرضة للتهديدات والمساومات بين الأطراف، في ظل الحرب الدائرة ضد الشرعية اليمنية التي سعت ولا تزال عبر لجان ومشاورات دولية عديدة لوقف النيران في المدن اليمنية واستعادة الأراضي المسلوبة خاصة بعد تطور الأمر خلال السنوات الأربع الماضية إلى سيناريوهات كارثية وصل إلى حد الاعتقالات والأسر والقتل من بين الأبرياء وخطف الأطفال وتجنيدهم لصالح الميليشيات، الأمر الذي يصعب إيجاد حل جذري له.