"على الأصل دور"... كلمة "كتكوت" و"منسجم" كلمات مصرية قديمة (التفاصيل)

أخبار مصر

بوابة الفجر


كثير من الكلمات التي نتداولها في لغتنا الدارجة، أو حتى الفصحى، هي في الأصل كلمات مصرية قديمة، كانت تكتب بالهيروغليفية، وتنطق بطريقة المصريين القدماء، ظلت حية إلى وقتنا هذا نعرض منها اليوم كلمتين خلال التقرير التالي.

وقال أحمد رضا الباحث في اللغة المصرية القديمة جامعة المنيا، إن عددا كبيرا من الكلمات التي ننطقها حاليًا أصلها يرجع للغة المصرية القديمة، والتي عبر بها المصري القديم وسجلها عن طريق الخط الهيروغليفي، ووضع لها مخصص يدل عليها، والمخصص هو رسم صغير يعبر عن المعنى ويقربه وهو ما يدلل على عبقرية المصري القديم في التصوير.

وكشف رضا في تصريحات خاصة لبوابة الفجر الإلكترونية، إن كلمة كتكوت، والمنتشرة في مصر بشكل كبير، والتي تطلق على فرخ الطير الصغير، هي ذات أصل مصري قديم.

وأوضح رضا أن المصري القديم سجل بالخط الهيروغليفي كلمة "كتت"، ووضع مخصص لها عبارة عن طائر صغير، فالكلمة المكونة من ثلاثة أحرف "كـ ت ت" تدل على كل ما هو صغير أو صار صغيرًا بعد أن كان كبيرًا، أو ضعيفًا بعد أن كان قويًا، وفي النهاية "كتت" هي وصف لمن لا يقدر على فعل شئ، والطائر الموجود خلف الكلمة هو طائر "الشو"، وقد وضعه المصري القديم بعد الكلمة لتدل على معاني الكلمة المتعددة، والتي منها النقص والعجز والضعف.

وظلت الكلمة حية عبر الزمن -والكلام لرضا- وتبدل نطقها بسبب تعاقب الألسنة على مصر، وصارت الكلمة في عصرنا الحالي "كتكوت"، و"كت كت"، و"كتاكيتو"، والتي صارت مرادفة لما هو صغير، كما أنها صارت مادة للتندر على من تريد أن تصفه بالضعف.

وعبر السينما المصرية، وجدنا كلمة كتكوت، فمن القديرة زينات صدقي صاحبة أشهر إفيه "كتاكيتو بني"، إلى محمد سعد صاحب الكوبلية الشهير "كتكوت ضعيف الجناح والدنيا غدرت بيه" فكلاهما وصف ونقل ما كان يريد المصري القديم قبل آلاف السنين. 

وتابع أحمد رضا الباحث في اللغة المصرية القديمة جامعة المنيا، أن الكلمة الثانية التي نحن بصددها اليوم هي فعل مصري قديم ونطقه "سجم"، والمعني يستمع أو يسمع، والعلامة الدالة على الكلمة تشبه أذن الثور، وربما اتخذت هذا العلامه في السمع لقوة سمع الثور.

وأضاف رضا أننا لا زلنا حتى الآن نقول "منسجم" لمت يستمع جيدًا أو يصغي جيدًا، وتطورت الكلمة وتعددت دلالاتها، فصرنا نقول، انسجم معي، هل انسجمت من هذا، لقد انسجمت مع هذا الكلام، أو من هذا الكلام، وهذا هو نفس الفعل القادم من كلمة سجم في اللغة المصرية القديمة، والذي يعني يسمع.

وفي النهاية نجد أن الشعب المصري عبر التاريخ أكثر من استخدم هاتين الكلمتين، الأولى التي أشار بها إلى صغر شأن المخاطب "كتكوت"، والثانية التي أشار بها إلى الاندماج، وحسن الستماع، بل والاستمتاع بالاستماع، ولا أكثر إثباتًا على ذلك من مستمع للطبلاوي فيقول لقد انسجمت مع الآيات، أو محب لكوكب الشرق أم كلثوم فيقول لقد انسجمت مع الكلمات والألحان، أو منصت لترنيمة فيقول لقد انسجمت مع الترنيمات، فهي كلمة واحدة ذات دلالة واحدة لشعب واحد.