بعد الإعلان الأمريكي عن "وارسو".. إيران خطوة إلى الوراء

عربي ودولي

المرشد الإيراني علي
المرشد الإيراني علي خامنئي


أعلنت الولايات المتحدة وبولندا، عن تنظيم قمة في وارسو في 13 و14 فبراير، حيث قال وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، إن القمة ستركز على "استقرار الشرق الأوسط والسلام والحرية والأمن في هذه المنطقة، وهذا يتضمن عنصرًا مهما هو التأكد أن إيران لا تمارس نفوذًا مزعزعًا للاستقرار"، ليأتي بعدها المرشد الإيراني علي خامنئي ليفسر هتاف "الموت لأمريكا" بأن المقصود منه الحكام في استمروا في سياسة "الشر" ضد إيران، وأنه ليس المقصود منه الشعب الأمريكي، في محاولة منه للرجوع خطوة إلى الوراء.

 

"خامنئي" يغازل الشعب الأمريكي

وذكر "خامنئي"، أن الإيرانيين سيواصلون هتاف "الموت لأمريكا" ما دامت واشنطن تواصل سياساتها "العدائية"، لكن هذا الشعار يستهدف الرئيس دونالد ترامب والقادة الأميركيين، وليس الأمة الأميركية، حسب تعبيره.

 

وذكر الموقع الإلكتروني الرسمي لخامنئي أنه قال لحشد من ضباط القوات الجوية الإيرانية في الذكرى الأربعين للثورة: "لن تتخلى الأمة الإيرانية عن هتاف (الموت لأمريكا) ما دامت أميركا مستمرة في شرها ضد إيران"، موضحا أن "الموت لأمريكا" يعني الموت لترامب ومستشار الأمن القومي، جون بولتون، ووزير الخارجية، مايك بومبيو، إنه يعني الموت لحكام أميركا.

 

وتابع: "لا مشاكل بيننا وبين الشعب الأميركي، هتاف "الموت لأمريكا" يتعلق بقادة أمريكا، وأنه يتعلق بالمسؤولين هناك الآن، وسيكون هناك آخرون عندما تبدأ الولاية المقبلة".

 

وانسحب ترامب في العام الماضي من الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع قوى عالمية في عام 2015، وأعاد فرض عقوبات على طهران، مما أضر بشدة بالاقتصاد الإيراني.

 

وتحاول الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي إنقاذه، لكن "خامنئي" قال إنهم ليسوا أهلا للثقة.

 

وكثف الاتحاد الأوروبي انتقاده لبرنامج الصواريخ البالستية الإيراني، لكنه لا يزال ملتزما في الوقت نفسه بالاتفاق النووي.

 

6 لجان بمؤتمر "وارسو" لردع إيران

ورغم التحذيرات الإيرانية من "وارسو" والغزل الذي يمارسه "خامنئي" للشعب الأمريكي"، إلا أن واشنطن عازمة على إدانة إيران خلال المؤتمر، حيث كشفت تقارير إعلامية عن عزم مؤتمر وارسو، تشكيل 6 لجان مختلفة بهدف ردع سلوك إيران المزعزع للاستقرار في الشرق الأوسط.

 

وتعنى اللجان الـ6 بـ"محاربة تهديد الأمن السيبراني، والصواريخ الباليستية، ومحاربة الإرهاب، وتوفير الأمن والطاقة، وأمان الطرق البحرية، وحقوق الإنسان"، في إشارة إلى ملفات تخص بشكل مباشر سياسات إيران الإرهابية في الشرق الأوسط.

 

وأكد مسؤول كبير بالخارجية الأمريكية، أن "بومبيو" سيبحث مخاوف واشنطن فيما يتعلق بسياسات إيران المدمرة في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن إيران لديها أكبر مخزون من الصواريخ بالمنطقة، ولديها قدرات مهددة على الإنترنت، كما أن أسطولها يهدد باستمرار بإغلاق مضيق هرمز.

 

وأضاف، أن واشنطن رصدت خلال السنوات الماضية توسعا واضحًا لعمليات إيران في شتى أنحاء الشرق الأوسط، سواء في سوريا واليمن والبحرين والعراق ولبنان وغيرها، ولذلك هي المحرك الرئيسي لعدم الاستقرار، مشددًا في الوقت ذاته على أنه من الصعب التحدث عن تحديات المنطقة دون الإشارة إلى إيران.

 

 وستعمل القمة على ألا يكون لإيران تأثير مزعزع للاستقرار في الشرق الأوسط، كما ستناقش قضايا أخرى منها التطرف والإرهاب، وتطوير الصواريخ، والتجارة والأمن والتهديدات في المنطقة.

 

 وبدأت الاستعدادات لعقد القمة بصورة مباشرة، حيث تم الإعلان عن توجيه دعوة لأكثر من 70 دولة للمشاركة في قمة وارسو على رأسها مجموعة من دول الخليج العربي والمغرب ومصر، ودول في الاتحاد الأوروبي.

 

لماذا تخاف إيران من "وارسو"؟

وتشعر طهران بالقلق إزاء "وارسو"، وذلك لأن أمريكا ستؤكد على الدور التخريبي لإيران في المنطقة بجانب تدخلها في شؤون الدول العربية، وسوف تعمل أمريكا خلال المؤتمر على مواجهة الدور الإيراني المتوغل في اليمن وسوريا والعراق ولبنان، واعتبر حميد أبوطالبي المستشار السياسي للرئيس الإيراني أن قمة وارسو تهدف لإفشال الاستراتيجية الحالية للاتحاد الأوروبي إلى جانب اتخاذ خطوة ضد روسيا، ومحاولة لعزل إيران.

 

ومن أبرز المخاوف الإيرانية أيضًا، هو محاولة عزلها، وفرض عقوبات مشددة عليها، تنهك اقتصادها، خاصة وأن أمريكا لها سابقة في فرض العقوبات على إيران ما جعلها تخفف من اندفاعها في المنطقة لتضرر الاقتصاد بصورة كبيرة، وما تبعه من أزمات داخلية، لتوجه إيران تحذيرًا مبطنا إلى بولندا، من المؤتمر، حيث وصفه وزير الخارجية الإيراني بـ"السيرك".