تعرف على مقبرة الكاهن النوبي "بانحسي" التي استضافت المسيحيين في العصر الروماني (صور)

أخبار مصر

مقبرة الكاهن النوبي
مقبرة الكاهن النوبي بانحسي


لا تزال الحضارة المصرية تحمل لنا في جعبتها الكثير، وكلما تعمقنا في زيارات آثار القدماء، وتأملها، تعلمنا كيف تلاقت الحضارات وتلاقحت، واستقت من بعضها البعض، وهذا هو لب علم الآثار، والذي يحفظ لنا تراث الأقدمين، وبدراسته ندرك من نحن وكيف كنا.

نصحبكم في جولة، بكاميرا الفجر داخل مقبرة "بانحسي"، وهي المقبرة الرقم 6 في جبانة تل العمارنة، في محافظة المنيا، عروس الصعيد، وعن كلمة بانحسي يقول الدكتور أيمن عشماوي رئيس قطاع الآثار المصرية القديمة في وزارة الآثار، إنها تعني النوبي أسمر اللون، ووظيفته الكاهن الأكبر لمعبد آتون، وهو أيضًا رئيس خدم آتون، كما أنه خادم سيد الأرضين نفر-خبرو- رع، وكل ما سبق ألقابه.

ويكمل عشماوي قائلًا إن المفارقة هنا، في أن المقبرة بها رمزيات وكتابات مسيحية، حيث استخدمت ككنيسة في العصر المسيحي الأول، وهذه الرمزيات موجودة جنبًا إلى جنب مناظر ورسوم مراحل الدفن، في المقبرة.

وأشار عشماوي إلى أنه في عصر الاضطهاد الروماني للمسيحيين المصريين، التجأوا إلى الصحاري والجبال، واتخذوا من مقابر أجدادهم ومعابدهم أماكن للتعبد أو للسكن، وهنا نجد نادرة من النوادر حيث استخدمت ككنيسة ولا زالت آثارها باقية إلى اليوم.

وقال عشماوي إن المقبرة تتكون من مدخل يؤدي إلي الصالة الأولى وهي مربعة الشكل محمولة على أربعة أعمدة لم يتبق منهم سوى عمودين على شكل حزمة البردي على يمين الداخل، وتؤدي هذه الصالة إلى مدخل آخر يؤدي إلى الصالة الثانية، وهي مربعة ومحمولة على أربعة أعمدة، ثم المقصورة.

وأشار عشماوي إلى أن أهم المناظر التي تتمتع بها مقبرة بانحسي، عبارة عن منظر للعائلة المالكة وهي تقدم القرابين لآتون داخل الفناء الأول لمعبد آتون، حيث يظهر المعبد بتفاصيلة الدقيقة من الصرح الأول حتى قدس الأقداس، والمقبرة تكاد تكون فى مظهرها صورة طبق الأصل من مقبرة مرى – رع – الأول فى طرازها المعماري، ومقبرة مري رع تحمل رقم 4 في جبانة تل العمارنة. 

وعن التغيير الذي أصاب الصالة الأولى للمقبرة، قال عشماوي، إن ذلك بسبب تحويلها من قبل المسيحيين المصريين الأوائل إلى كنيسة، حيث أزالوا أغلب المناظر من على أعمدتها، وحولوا الجدار الشمالي إلى هيكل، وقاموا بتغطيته بطبقة من الجص، ثم رسموا فوقه الأيقونات، كما قاموا بتوسعة في الجدار الغربي بعمق مترين.

وعن بئر الدفن الخاص بالمقبرة قال عشماي إنه بعمق 9 متر، ويوجد تمثال في منطقة الدفن في نهايته، ولكن به تآكل وهناك بقايا فقط منه، وعلي جانبي التمثال منظر تقديم القرابين له هو وزوجته.

يذكر أن تل العمارنة، هي مدينة أخناتون ونفرتيتي، التي أقيمت لعبادة إله الشمس "آتون"، وكانت تسمى قديماً بـ "آخت – آتون"، وأخيتاتون كانت عاصمة لمصر منذ أكثر من 3333 سنة، وهي تعتبر حاليًا من أفضل المدن الباقية منذ القدم.

والمقابر الشمالية بتل العمارنة هي لبعض أهم الموظفين خلال حكم الملك أخناتون وهي تبدأ من المقبرة رقم 1 حتى المقبرة رقم 6، وتحتوي علي شواهد مهمة لحكم الملك أخناتون حيث تشمل نشيد آتون ومناظر العائلة الملكية أثناء تعبدها لآتون، وكذلك زيارة العائلة الملكية للمعبد، وكذلك منح المكافآت للموظفين وكذلك صور المعابد والقصور ومن أهم هذه المقابر هما مقبرتا مري رع الأول رقم 4 ومقبرة بانحسي رقم 6.