البابا فرنسيس يستقبل اللجنة المختلطة للحوار اللاهوتي بين الكنائس الأرثوذكسية والكاثوليكية

أقباط وكنائس

صورة من اللقاء
صورة من اللقاء


استقبل قداسة البابا فرنسيس الثاني، بابا الفاتيكان، اليوم الجمعة، في القصر الرسولي بالفاتيكان، أعضاء اللجنة الدولية المختلطة للحوار اللاهوتي بين الكنيسة الكاثوليكية والكنائس الأرثوذكسية الشرقية، عن مواصلة العمل من أجل الشركة الكاملة والأوضاع في الشرق الأوسط.

 وتمحورت  كلمة البابا فرنسيس خلال استقباله في القصر الرسولي أعضاء اللجنة الدولية المختلطة للحوار اللاهوتي بين الكنيسة الكاثوليكية والكنائس الأرثوذكسية الشرقية.

واستقبل قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم، أعضاء اللجنة الدولية المختلطة للحوار اللاهوتي بين الكنيسة الكاثوليكية والكنائس الأرثوذكسية الشرقية المشاركين في الجلسة السادسة عشرة للجنة.

 وذكّر قداسة البابا بكلمات صاحب المزامير "ألا ما أطيب، ما أحلى أن يسكن الإخوة معا" (مز 133، 1)، والتي أراد من خلالها الترحيب بضيوفه شاكرا إياهم على التزامهم بالسير على درب الوحدة بروح الأخوّة.

وأعرب بابا الفاتيكان، أيضا عن فرحه لاستقبال أعضاء اللجنة في روما كل عامين حين يعقدون جلساتهم فيها، وأكد تحيته من خلالهم لرؤساء الكنائس الأرثوذكسية الشرقية. هذا وشكر قداسته الأسقف كيرلس الرئيس المشترك الجديد للجنة على كلمته، كما ذكّر بالأنبا ييشوي الذي كان أول رئيس مشترك للجنة والذي توفي مؤخرا، مؤكدا صلاته من أجله.

  وأكد" فرنسيس "،  أننا في نهاية هذا الأسبوع سنتمكن من رفع الشكر للرب على ما تم جمعه من ثمار خلال هذه المسيرة.
 وأضاف، أن حوار اللجنة يُظهر بوضوح كيف أن "الصيغ اللاهوتية المتنوّعة متكاملة أكثر من كونها متناقضة"، وذلك حسب ما جاء في الوثيقة المجمعية قرار في الحركة المسكونية "استعادة الوحدة" (Unitatis redintegratio). وواصل قداسة البابا مؤكدا لضيوفه صلاته وتشجيعه لهم كي يساعدنا تأملهم الحالي حول الأسرار على مواصلة السير نحو الشركة الكاملة والاحتفال المشترك بالإفخارستيا المقدسة. 

وتوقف في هذا السياق عند اختيار اللجنة في هذه الجلسة مناقشة سر الزواج، وأراد هنا التذكير بما جاء في سفر التكوين "فخلق الله الإنسان على صورته. على صورة الله خلقه. ذكرا وأنثى خلقهم"(تك 1، 27).  ، وتابع قائلا: أن الإنسان يكون على صورة الله ومثاله بالكامل حين يعيش في شركة محبة ثابتة، لأن الله شركة محبة.

وأعرب البابا فرنسيس لضيوفه عن ثقته في أن عملهم سيكون لصالح خير عائلة أبناء الله، عروس المسيح التي نريد أن نزفها إليه "لا دنس فيها ولا تغضُّن" (راجع اف 5، 27)، بدون جروح أو انقسامات، بل في جمال الشركة الكاملة. 

وأشار إلى أن الكثير من ضيوفه هم من كنائس الشرق الأوسط، وتوقف هنا عند ما تعاني منه هذه المنطقة من حروب وعنف واضطهاد، ولفت إلي  إن لقاءه بهم اليوم يذكِّره باللقاء الذي جمعه مع قادة كنائس الشرق الأوسط في مدينة باري الإيطالية في 7 تموز يوليو 2018 للصلاة والتأمل في أوضاع المنطقة. وأعرب قداسة البابا ، عن الرجاء في أن تتكرر هذه الخبرة.

وأكد علي قربه من مؤمني الشرق الأوسط جميعا، وتفكيره المتواصل فيهم، وصلاته كي ترى هذه الأراضي المميزة في مخطط الله الخلاصي فجر السلام بعد ليل طويل من النزاعات. 

وأضاف قائلا: أن الشرق الأوسط يجب أن يصبح أرض سلام، ولا يمكنه أن يستمر أرضا للصدام.
 
واسترجع قداسته الكلمات التي اختتم بها لقاء باري المذكور، حين تحدث عن الرجاء في أن يحل السلام، ثمرة الحق والعدالة، محل الحرب الناتجة عن السلطة والفقر، وأن يُعترف لمسيحيي المنطقة بمواطنة كاملة وأن يتساووا في الحقوق.

وختم البابا فرنسيس، كلمته إلى أعضاء اللجنة الدولية المختلطة للحوار اللاهوتي بين الكنيسة الكاثوليكية والكنائس الأرثوذكسية الشرقية المشاركين في الجلسة السادسة عشرة للجنة، والذين استقبلهم صباح اليوم في القصر الرسولي، عن شهداء كنائسنا الكثيرين، بذور السلام، الذين يدعموننا من السماء في مسيرتنا نحو الشركة الكاملة التي يريدها الله، مؤكدا إنها مسيرة علينا مواصلتها في طاعة للرب "ليكونوا بأجمعهم واحدا" (يو 17، 21). شكر قداسة البابا بعد ذلك أعضاء اللجنة مستمطرا عليهم بركة الرب، ثم دعا إلى تلاوة صلاة الأبانا معا كلٌّ بلغته.