"لم يسلم أحد من لسانه".. أبرز هجمات ترامب على مسؤولي أمريكا

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


لم يكن تصعيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلافه مع أجهزة الاستخبارات الأمريكية ووصفها بأنها "ساذجة"، و"مخطئة"، المرة الأولى التي ينتقد فيها علنا أجهزة الاستخبارات وتطبيق القانون الأمريكية، إلا أن حدة الانتقادات والطريقة العلنية التي يعرب فيها ترامب عن غضبه تظهر عمق الانقسام بين البيت الأبيض وعدد من أكثر مسؤولي الأمن الأمريكيين كفاءة.

 

 وجاء هجوم ترامب، على أجهزة الاستخبارات الأمريكية ردًا على رفض أجهزة الاستخبارات الحاسم للعديد من مزاعمه حول نجاح سياسته الخارجية، وذلك خلال إفادة قدمها مدراء أجهزة الاستخبارات الثلاثاء المنصرم، أمام الكونغرس.وجدد تأكيده الأربعاء أن برنامج إيران النووي لا يزال خطيراً، وقال إن مستشاريه الاستخباراتيين الذين يعتقدون أن إيران تفي بشكل كبير بالتزامها الدولي التخلي عن تطلعاتها للحصول على أسلحة نووية، يجب أن يكونوا أكثر واقعية. وكتب على تويتر "يبدو أن موظفي الاستخبارات سلبيون وساذجون للغاية عندما يتعلق الأمر بأخطار إيران.. إنهم مخطئون"، متابعًا "ربما يجدر بأجهزة الاستخبارات أن تعود إلى المدرسة".

 

أجهزة الاستخبارات

 

وتأتي انتقاداته لأجهزة الاستخبارات غداة تقرير قدمه مدراء أجهزة الاستخبارات ناقضوا فيه تقييم الرئيس المتفائل، وفي جلسة حول التهديدات العالمية التي تواجه الولايات المتحدة امام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، ناقض المسؤولون تأكيدات ترامب أن تنظيم داعش قد هُزم، وأنه يمكن إقناع كوريا الشمالية بالتخلي عن أسلحتها النووية، كما طعنوا في زعم الرئيس بأن طهران تسعى بنشاط إلى امتلاك أسلحة نووية، وهو التبرير الذي استخدمه ترامب للانسحاب العام الماضي من الاتفاق الذي أبرمته إيران مع عدة دول في 2015.

 

وأكد مدراء الاستخبارات مجددا أنهم يعتقدون أن روسيا تدخلت لصالح ترامب في انتخابات الرئاسة 2016، وهو ما نفاه الرئيس مرارا.وقالوا إنهم يتوقعون تدخل روسيا مرة أخرى في انتخابات الرئاسة في 2020، وجاءت شهاداتهم بعد أسابيع من تأكيد ترامب الانتصار على تنظيم الدولة الإسلامية لتبرير إعلانه المفاجئ سحب القوات الأمريكية من سوريا فورا، في خطوة أقلقت مؤسسة الدفاع الأمريكية وحلفاء واشنطن في الشرق الأوسط. في هذا الصدد نرصد أبرز هجمات الرئيس الأمريكي على مسؤولي بلاده.

 

الكونجرس

 

وفي قضية محلية، وصف ترامب الهجرة غير الشرعية لفقراء من دول أمريكا الوسطى بأنها أزمة أمنية تشبه الغزو، وقال أنه لا يمكن وقفها إلا ببناء جدران حدودية، وتهيمن هذه القضية على أجندة ترامب الداخلية، ودفعته إلى الدخول في خلاف حاد مع الكونجرس الذي يرفض حتى الآن توفير التمويل لبناء جدار حدودي مع المكسيك.وتطرق تقرير أجهزة الاستخبارات الأمريكية إلى الهجرة والجرائم عبر الحدود، ولكنه لم يتحدث عن أي ضرورة لبناء جدار.

 

المبعوث الأمريكي

 

وفي الثالث والعشرين من ديسمبر، قلل ترامب، من أهمية استقالة المبعوث الأمريكي الخاص إلى التحالف الدولي لمكافحة "داعش"، بريت ماكجورك، قائلاً: "لا أعرفه، واستقالته قبيل موعد انتهاء مهمته ضربٌ من التصنّع ومحاولة للفت الأنظار إليه". جاءت هذه التصريحات في تغريدة على حسابه الخاص في تويتر، علّق فيها على استقالة ماكجورك من عمله بعد إعلان ترامب سحب قوات بلاده من سوريا. وفي هذا السياق، قال ترامب: "ماكجورك لا أعرفه شخصياً، وقد عيَّنه الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما عام 2015".

 

المدير السابق لمكتب التحقيقات الفدرالي

 

وفي التاسع من ديسمبر الماضي، هاجم ترامب، مجددا المدير السابق لمكتب التحقيقات الفدرالي جيمس كومي، ووصفه بأنه "كاذب" بعد نشر مضمون جلسة استماع برلمانية للمدير السابق لمكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) الذي دافع عن عمله في التحقيق في شأن التدخل الروسي.

 

وكتب ترامب في تغريدة له: "جيمس كومي ملك تسريب المعلومات يجب أن ينسب إليه الرقم القياسي للشخص الذي أدلى بأكبر حجم من الكذب في الكونغرس في يوم واحد". وأضاف "جلسته الجمعة كانت كاذبة تماما!".

 

وزارتي العدل والخارجية

 

وفي منتصف مارس المنصرم، شهدت الولايات المتحدة تراشقاً لفظياً غير مسبوق بين الرئيس الأمريكي ومسؤولين سابقين، وذلك بعد شن دونالد ترامب هجوماً على وزارتي العدل والخارجية ومكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي).

 

وقال ترامب، إن هناك قدراً كبيراً من الكذب والفساد والتسريبات على أعلى المستويات في الهيئات الثلاث، وذكَّر بما ذهبت إليه لجنة الاستخبارات في مجلس النواب بنفي حدوث تواطؤ بين حملته الانتخابية وروسيا.

 

وجاء هجوم ترامب، بعد قرار وزير العدل إقالة أندرو ماكيب، النائب السابق لمدير مكتب "إف بي آي"، الذي قالت وسائل إعلام أمريكية بعد إقالته، إنه سلَّم المحقق الخاص روبرت مولر مذكرات بمحادثاته مع ترامب، وكتب الأخير في تغريدة: "أندرو ماكيب مطرود، يوم عظيم لرجال ونساء الـ(إف بي آي) الذين يعملون بجد، يوم عظيم للديمقراطية".

 

واعتبر ماكيب أن ما جرى معه لا يهدف إلى تشويه سمعته الشخصية فحسب؛ بل إلى تشويه سمعته كشاهد في التحقيقات، وأضاف أن البيت الأبيض أعلن "الحرب" على مكتب التحقيقات الفيدرالي وعلى تحقيقات مولر.