المتحف البريطاني: حجر رشيد لن يعود إلى القاهرة

أخبار مصر

أرشيفية
أرشيفية


قالت صحيفة "آرت نيوز بيبر" الناطقة باللغة الإنجليزية، إن المتحف البريطاني سيشارك في خطة طموحة أوروبية شاملة تبلغ قيمتها 3.1 مليون يورو، وهي تهدف إلى تجديد وتحويل المتحف المصري في ميدان التحرير في القاهرة إلى معلم سياحي عالمي، ولكن في نفس الوقت فإن حجر رشيد، وهو أحد أهم معروضات المتحف البريطاني، لن يعود إلى مصر كجزء من هذه المبادرة، ويصر على ذلك المسؤولين في لندن.

وقالت المتحدثة باسم المتحف البريطاني إنه لا توجد طلبات أو خطط حالية لإقراض حجر رشيد، وهو لوح ذو أربعة أقدام يرجع تاريخه إلى حوالي 196 ق.م، والذي اكتشفه جيش نابليون في عام 1799. 
 
وذكرت الصحيفة أنه في أواخر العام الماضي، كان الدكتور طارق توفيق مدير الشئون الأثرية والترميم في المتحف المصري الكبير، قد صرح  لصحيفة Evening Standard: "أنه سيكون من الرائع إعادة حجر رشيد مرة أخرى إلى مصر، وعرضه في المتحف الكبير". 
 
وأضافت "آرت نيوزبيبر" أن توفيق قال في وقت لاحق لذات الصحيفة: "إنه لم يتم تقديم طلب رسمي، بل لم تتم إجراءات لطلب عودة حجر رشيد، إن إعادة القطع الأثرية ليست وظيفة المتحف المصري الكبير، كما أن المتحف الكبير يمتلك عدد هائل من القطع الأثرية، والتي تصل إلى أكثر من 100000 قطعة، والتي سنكون قادرين على عرضها عند افتتاحه في عام 2020". 

يذكر أن لوحة رشيد الحجرية، عبارة عن نصب من حجر الجرانودايوريت، وعليها نص كتابي عبارة عن مرسوم صدر في ممفيس، عام 196 ق.م، نيابة عن الملك بطليموس الخامس. 

يظهر النص بثلاثة خطوط: النص العلوي بالخط المصري القديم "الهيروغليفية"، والجزء الأوسط من النص بالديموطيقية، والجزء الأدنى باليونانية القديمة. 

ويعتقد أن اللوحة الحجرية كانت ضمن معبد مصري، ربما كان القرب من صان الحجر، وقد يكون قد بواسطة المسيحيين الأوائل في العصور الوسطى، وفي نهاية استخدم كمادة بناء في بناء قلعة رشيد بالقرب من مدينة رشيد. 
 
وتم اكتشافه هناك في عام 1799 على يد جندي يدعى بيير فرانسوا بوشار من حملة نابليون على مصر، جاء العالم الفرنسي جيان فرانسوا شامبليون وفسر هذه اللغات بعد مضاهاتها بالنص اليوناني ونصوص هيروغليفية أخرى، وهذا يدل على أن هذه اللغات كانت سائدة إبان حكم البطالمة لمصر لأكثر من 150 عاما، وكانت الهيروغليفية اللغة الدينية المقدسة متداولة في المعابد، واللغة الديموطيقية كانت لغة الكتابة الشعبية (العامية المصرية)، واليونانية القديمة كانت لغة الحكام الإغريق، وكان قد ترجم إلى اللغة اليونانية لكي يفهموه.

وقد نقش عام 196 ق.م. وهذا الحجر مرسوم ملكي صدر في مدينة منف عام 196 ق.م. وقد أصدره الكهان تخليدا لذكرى بطليموس الخامس، وعليه ثلاث لغات الهيروغليفية والديموطقية والإغريقية، وكان وقت اكتشافه لغزا لغويا لايفسر منذ مئات السنين، لأن اللغات الثلاثة كانت وقتها من اللغات الميتة، حتى 

وكان محتوى الكتابة تمجيدًا لملك مصر وانجازاته الطيبة للكهنة وشعب مصر، وقد كتبه الكهنة ليقرأه العامة والخاصة من كبار المصريين والطبقة الحاكمة، وكان العالم البريطاني توماس يانج قد اكتشف أن الكتابة الهيروغليفية تتكون من دلالات صوتية، وأن الأسماء الملكية مكتوبة داخل أشكال بيضاوية (خراطيش)، وهذا الاكتشاف أدى إلى أن فك العالم الفرنسي جان فرانسوا شامبليون رموز الهيروغليفية، واستطاع شامبليون فك شفرة الهيروغليفية عام 1822 م، لأن النص اليوناني عبارة عن 54 سطرا وسهل القراءة مما جعله يميز أسماء الحكام البطالمة المكتوبة باللغة العامية المصرية. 

وبعد أن هزمت القوات البريطانية الفرنسيين في مصر عام 1801، أصبح الحجر الأصلي في حوزة البريطانيين بعد استسلام الحملة الفرنسية وتم نقله إلى لندن، وعرض هناك على الملأ في المتحف البريطاني بشكل مستمر تقريبًا منذ عام 1802، وكان هو الأثر الأكثر زيارة في المتحف البريطاني.