متصلة: "هل المتوفى يشعر بأهله في قبره".. وعلي جمعة يُجيب

توك شو

علي جمعة
علي جمعة


تسائلت متصلة، عما إذا كان المتوفي يشعر بأهله وهو في قبره.

وعقب الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية السابق، خلال حواره ببرنامج "والله أعلم" على فضائية "سي بي سي"، اليوم الأحد، أن الأرواح باقية عند جميع الأديان، وعلى شعور وحس بما يجرى في عالم الدنيا.


واختلف العلماء فيما إذا كان الموتى يشعرون بالأحياء ويسمعون كلامهم وهم في القبور أو لا؛ فمن العلماء من قال بذلك، ومنهم من نفاه، وبيان ما ذهبوا إليه فيما يأتي: ذهب جمهور الفقهاء إلى أنّ الميت يشعر بمن يزوره ويعوده في القبر، وقد استدلّ أصحاب هذا القول بما ذهبوا إليه بالأدلة الآتية: ما ورد في الصّحيحَين: أنّ النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- قال عن الميت إذا تركه أهله بعدما دفنوه: (إنَّ الميتَ إذا وُضِعَ في قبرِهِ، إنّهُ ليسمَعُ خَفقَ نِعالِهمْ إذا انصَرفوا، وفي روايةٍ: إنَّ العبدَ إذا وُضِعَ في قبرِهِ، وتَولّى عنهُ أصحابُهُ)وفي هذا الحديث إشارةٌ واضحةٌ ومعلومةٌ صريحةٌ أنّ الميِت بعد أن يوضَع في قبره ويُهال التّراب عليه، ثمّ يغادر أهله وأحبابه قبره، فإنّه يسمع صوت نِعالهم وهم يغادرون القبر، وما ورد في حديث خِطاب النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- لِقتلى بدر من المشركين؛ فقد ورد في الصّحيح: (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ترك قتلى بدرٍ ثلاثًا، ثمّ أتاهم فقام عليهم فناداهم، فقال: يا أبا جهلِ بنَ هشامٍ! يا أميّةَ بنَ خلفٍ! يا عتبةَ بنَ ربيعةَ! يا شيبةَ بنَ ربيعةَ! أليس قد وجدتم ما وعد ربُّكم حقًّا؟ فإنّي قد وجدتُ ما وعدني ربي حقًّا، فسَمِع عُمَرُ قول النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فقال: يا رسولَ اللهِ: كيف يسمعوا وأنّى يُجيبوا وقد جِيفوا؟ قال: والذي نفسي بيدِه ما أنتم بأسمعَ لِما أقول منهم، ولكنّهم لا يقدرون أن يُجيبوا، ثمّ أمر بهم فسُحِبوا، فأُلقوا في قليبِ بدرٍ).


بينما أنكرت السيّدة عائشة أمّ المؤمنين -رضي الله عنها- مسألة سماع الموتى لكلام الأحياء، وقد وافقها في ذلك جماعةٌ من الحنفيّة وبعض العلماء المُعاصرين، مثل: ابن باز، وابن عثيمين، وغيرهما، وقد استدلّت السيّدة عائشة على ما ذهبت إليه بقوله تعالى:(إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَىٰ وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ)، وبقوله تعالى: (وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ)، أمّا سماع أهل القليب للنبيّ عندما خاطبهم بعد معركة بدر فيرَون أنّه معجزةٌ خاصّةٌ بالنبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وأنّ ذلك لا يصدق على غيره من الخَلق، وأمّا حديث (يسمع خَفق نِعالهم حين يولّون عنه)، فقالوا: بأنّ هذا الأمر خاصّ بالميت عندما يوضع في القبر مباشرةً، فإنّ الرّوح تعود إليه حتّى يُحاسِبه المَلَكان.