لإنقاذ منطقة أبو مينا العالمية.. بدء مشروع وزارة الري لتطهير المصارف وجاري توريد طلمبات لسحب المياه الجوفية

محافظات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


في منتصف شهر ديسمبر من العام الماضي، أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسى القرار رقم 550 لسنة 2018، الذي ينص بتشكيل اللجنة العليا لإدارة مواقع التراث العالمي، برئاسة مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية والاستراتيجية وعضوية كلًا من: وزراء الآثار والسياحة والتنمية المحلية والبيئة، لكي يتم وضع رؤية استراتيجية لإدارة وحماية مواقع التراث العالمي وتعظيم إمكاناتها والاستفادة منها، ويمكن الأستعانة بالخبراء الأجانب إذا اقتضى الأمر.

وقد جاءت منطقة آثار أبو مينا العجائبي المسجلة منذ عام 1979 في قائمة اليونسكو رقم 90 للتراث العالمي من أهم المناطق الأثرية العالمية داخل محافظة الإسكندرية في منطقة الكينج مريوط، كما أنها المنطقة الآثرية القبطية الوحيدة على مستوى مصر المسجلة في التراث العالمي، والتي تواصل جهود الوزراء، لإنقاذها من المياه الجوفية، لكي يتم إزالتها من المنطقة الخطرة الحمراء في قائمة اليونسكو والاحتفاظ بها كميراث إنساني عالمي.
فقد بدأ مشروع وزارة الري خلال الشهر الجاري بتطهير المصارف داخل المنطقة الآثرية، فيما تعاقدت وزارة الآثار على شراء 170 طلمبة بقيمة 15 مليون جنيه، لسحب المياه الجوفية من داخل المنطقة، وأنه جاري توريدهم وذلك بحسب مصدر مسؤول في وزارة الآثار لـ "الفجر".

كما أن الوزارة قد قامت في وقت سابق بتنفيذ 11 قرار إداري إزالة التعديات داخل المنطقة، واسترداد 200 ألف متر بالكامل.

وأضاف المصدر ل"الفجر" أن الوزارة قد ناشدت مديرية الري بتغيير منظومة الري في ارض شباب الخريجيين المجاورة للمنطقة الأثرية من الري بالرش إلى التنقيط، لارتفاع مستوى الأرض الزراعية عن أرض أبو مينا الآثرية.

وذكر أنه تم مخاطبة محافظة الإسكندرية ومدينة برج العرب، لتوفير معدات، لإزالة مخلفات داخل المنطقة والحشائش، لاظهار المنطقة بالشكل الحضاري، ورفع كفاءة الطرق والكهرباء، لكنه دون رد من محافظة الإسكندرية على تلك المخاطبات حتى الآن.

وقال القمص تداوس أفامينا المسئول عن ملف المنطقة الآثرية في تصريح سابق ل"الفجر" إن في عام 1979 وضعت منظمة اليونسكو منطقة أبومينا الأثرية ضمن التراث العالمي مع الأهرامات، القاهرة القديمة، طيبة، ابو سمبل، دير سانت كاترين، وادي حيتان مؤخرًا، لكي تكون ميراث انساني، للعالم كله.

وفي عام 1983 البنك المركزي الامريكي أقام زراعة أراضي الكينج مريوط وكانت الزراعة تتم بالغمر، مما أدى إلى تصريف المياه إلى تلك المنطقة، وفي 2002 هددت يونسكو بازالتها من التراث العالمي ووضعها في المناطق الحمراء، وقد بدأت الحكومة في 2005 بالاهتمام بالمنطقة الأثرية ووضع 170 طلمبة، لاخراج المياه من المنطقة، وقد كان اكبر مشروع بدأ ب18 مليون جنيه وانتهى 50 مليون جنيه، وقد اثنت منظمة اليونسكو في دورتها ال 36 على دور الحكومة المصرية في أبو مينا.

وأضاف القمص"تداوس أنه عقب سحب المياه وإقامة مشروع درء الخطورة، حدثت الثورة في 2011، كانت نتيجته وقف الطلمبات لأن الشركة القائمة على الصيانة تركت المشروع، لأنها لم تأخذ مستحقاتها المالية، وقد ارتفعت المياه وامتلئ القبر بالمياه، وتجددت المشكلة مرة أخرى، لكن وزارة الآثار قد إعادت إنقاذ تلك المنطقة بتخصيص 15 مليون لشراء طلمبات وسحب المياه.

وتحدث الراهب أن هناك تصورات لإعادة أحياء بقايا منطقة أبو ميناء، بإقامة كاتدرائية فوق الحجارة القديمة، وتكون مفتوحة للسياحة الدينية العالمية، أو إعادة الترميم بعناصر الخشب فوق الحجارة، خاصة أن المذبح القديم الذي كان يقدم فوقه القرابين قديمًا تقام فوقه كنيسة العذراء الخشبية المتواجدة، وأنه ما زال محتفظ حوله بأربعة قواعد العمدان.