"الزعفرانة" السبب.. "الإنجيلية" تبدأ رحلة الإطاحة بالأنبا مكاريوس

العدد الأسبوعي

الأنبا مكاريوس -
الأنبا مكاريوس - أسقف المنيا


تشهد محافظة المنيا مناوشات طائفية جديدة ليست بين متشددين يرفضون إقامة أقباط للصلاة فى إحدى المنشآت التابعة للكنيسة الأرثوذكسية، ولكن المناوشات الطائفية تشهد للمرة الأولى دخول الكنيسة الإنجيلية على خط الأزمة.

فى قداس عيد الميلاد مساء 6 يناير الجارى، تجمع مئات المتشددين أمام مبنى يقيم فيه أقباط قرية الزعفرانة الصلاة، ووصلت الشرطة واستجابت لرغبة المتجمهرين وأبعدت القساوسة وبعض الأقباط الذين كانوا متواجدين فى المبنى، وهو ما تكرر فى 11 يناير، كما تم غلق المكان، سرعان ما ظهر بعد جديد فى الواقعة عندما أكدت الكنيسة الإنجيلية بالمحافظة، فى بيان فى اليوم التالى للأزمة أن القرية ليس بها إلا كنيسة إنجيلية عمرها نحو 100 عام، وأن أبناء الطائفة يمارسون شعائرهم بحرية، كما أن العلاقات المجتمعية مع أبناء القرية جيدة.

واعتبر مراقبون أن بيان الكنيسة الإنجيلية بالمنيا، «نفخ فى النار» وإشعال للموقف ما دفع قيادات الطائفة إلى التراجع عن البيان، الذى تضمن عدة أمور كانت تصب فى صالح المتشددين وليس فى صالح مطرانية المنيا للأقباط الأرثوذكس، منها أن الكنيسة الإنجيلية بمنشأة الزعفرانة هى الكنيسة الوحيدة بالقرية وتشهد ممارسة الشعائر الدينية منذ ما يزيد على 100 عام، وأن محافظ المنيا وافق على قرار بهدمها وإعادة بنائها وهو أمر جار بالفعل، كما أن أبناء الزعفرانة من الأقباط الإنجيليين يمارسون شعائرهم الدينية فى الكنيسة بحرية تامة، كما تتمتع الأخيرة بعلاقات مجتمعية متميزة مع كافة أبناء القرية، وتنصلت الكنيسة الإنجيلية من البيان الذى تسرب إلى بعض المواقع الإخبارية وصفحات التواصل الاجتماعى، ولم تصدر الكنيسة بياناً جديداً.

الأمر زاد اشتعالاً بمجرد وصول البيان لصفحات السوشيال ميديا، واعتبر كثيرون أنه حرب ممنهجة وموجهة إلى شخص الأنبا مكاريوس أسقف المنيا، للانتقاص منه فى مواجهة التيارات المتشددة واعتبروا أن الكنيسة الإنجيلية سقطت فى هذه الهفوة دون قصد بإيعاز من الذين لايريدون الأنبا مكاريوس فى المنيا.

وأصدرت إيبارشية المنيا وأبو قرقاص، بياناً للرد على البيان المنسوب للكنيسة الإنجيلية، أكدت فيه أنها التزمت الصمت منذ وقوع التعديات، موضحةً أن المطرانية تمتلك مكانًا صغيرًا بقرية منشية الزعفرانة تقيم فيه صلوات منذ مدة، ويقيم فى القرية حوالى ألف قبطى، وفى ٧ يناير الجارى وبعد قداس العيد بساعات، دخل مجموعة من المتشددين المكان أخرجتهم الشرطة منه، واستمر اثنان من الكهنة مع بعض الأقباط هناك، ثم تكرر المشهد فى 11 يناير وانتهى الأمر بغلق المكان، وتضمن البيان إشارات إلى الأحاديث الإيجابية للرئيس عبد الفتاح السيسى والدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، حول بناء الكنائس.

وعلق الأنبا مكاريوس، أسقف المنيا على الوقائع عبر صفحته الشخصية بـ«فيس بوك» بقوله: «نحن نسعى للسلام والتهدئة ولكننا نرفض الذل والهوان والذمية والتنازل عن الحقوق» وعلق على بيان الإنجيلية باقتضاب: «سواء توجد كنيسة بروتستانتية أم لا فهو أمر لانناقشه، وإنما مايعنينا هو توفير مكان لأولادنا ليصلوا فيه»، وعندما سألته «الفجر» عن رؤيته لبيان الكنيسة الإنجيلية رفض التعليق.

الدكتور القس رفعت فكرى، رئيس السنودس الإنجيلى قال لـ«الفجر» إن المنيا بحاجة ماسة إلى حوار حقيقى يجمع القيادات الدينية القبطية لتسوية الخلافات القديمة الموجودة داخل نفوسهم، معترفاً بأن البيان الصادر عن مشيخة المنيا جاء نتيجة لترسبات قديمة كان من الخطأ إقحامها فى المشكلة الأصلية حتى لا ننزلق فى تأجيج الأزمة التى يعانى منها أبناء الكنيسة الأرثوذكسية.

رامى كامل، الناشط والباحث القبطى، وصف بيان الإنجيلية بـ«بيان الخيانة» لأنه جاء فى سياق رغبة البعض فى مهاجمة الأنبا مكاريوس.