ياسر برهامي يحرض فى آخر كتبه على قتل السائحين والأقباط

العدد الأسبوعي

ياسر برهامي
ياسر برهامي


يرى ضرورة التخلص من أصحاب المذاهب المختلفة واعتبار أموالهم غنيمة


تحارب الدولة الإرهاب بكل أشكاله وتتصدى لعصابات داعش فى سيناء وتسعى جاهدة للقضاء عليها ومحوها من على الأرض وتجفيف منابعها ومحاربة أفكارهم المتطرفة، كما تقف المؤسسات الدينية مثل الأزهر، ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء بجانب الدولة لفضح الانحرافات الفكرية والفتاوى الدموية التى تستغلها داعش والجماعات الإرهابية، والتى طالبت كل العاملين فى مجال الدعوة محاربة الأفكار المتطرفة التى تحرض الإرهابيين على القتل وسفك الدماء.

ووسط هذا كله وفيما لا يزال الوطن يتألم من فلول الإرهابيين كل فترة، نشر الدكتور ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، عبر موقعه الإلكترونى، كتاباً جديداً بعنوان «فقه الجهاد»، والذى يستخدم نفس الأفكار التى يروجها تنظيم داعش والخلايا الإرهابية التابعة لجماعة الإخوان، والتى تجعلهم يعتقدون أن استهداف رجال الجيش والشرطة أمراً حلالاً دينياً.

توقيت نشر الكتاب، أمر يجب التوقف عنده قبل التوقف عند أفكاره للبحث عن الدوافع الموجودة وراءه، إذ لا يمكن أن يكون أمراً بريئاً، خصوصاً أنه موجه للجميع خصوصاً أبناء الدعوة السلفية من شباب وشيوخ، والاستجابة الوحيدة لأفكاره هى الانضمام للجماعات الإرهابية ومساعدتها بالمال والسلاح والنفس أو على الأقل توفير ملاذات آمنة لها.

برهامى فى كتابه يكشف عن وجه داعشى بامتياز لايرى فى أى إنسان مسلم أو غير مسلم سوى مشروع كافر يستحق القتل، مفسراً القرآن حسب مزاجه، ولكنه المزاج المتفق فى النهاية مع أفكار الدواعش وأشباههم من الإخوان وغيرهم فيرى أن «حب الجهاد فرض وكراهيته نفاق.. ومن لم يغز أو يجهز غازياً فى أهله بخير أصابه الله بقارعة»، وهى نفس العبارات التى تعتمد عليها التنظيمات الإرهابية فى جميع منشوراتها وبياناتها الإعلامية التى تصدر للإعلان عن تفاصيل هجماتهم الإرهابية.

ويرى نائب رئيس الدعوة السلفية، أن «جهاد أرباب الظلم والبدع والمنكرات ثلاث مراتب الأولى باليد أى حمل السلاح والاشتباك وإن لم يستطع فباللسان، وأن من لا يجاهد فى سبيل الله ضد المنكرين والكفار وأهل الضلال المختلفين على نهجنا مات على شعبة من النفاق»، فى دلالة عامة وفضفاضة تبيح دم أى شخص أياً كانت ديانته وأفكاره، ما يفسر سر انضمام شباب السلفيين إلى الجماعات الإرهابية فى سوريا والعراق وليبيا، وفى مصر أيضاً.

برهامى يستشهد فى كتابه ببعض آيات القرآن، التى تتحدث عن الجهاد فى سبيل الله ضد المشركين، وهى دلالة عامة تبيح سفك دم أى مسلم على وجه التحديد، خصوصاً أنه يرى أن تطبيق هذا الأمر واجباً على أى فرد مسلم وعادة ما يكون الراغب فى تطبيق هذا الأمر، إما تلاميذ برهامى نفسه أو عناصر جماعة الإخوان أو إرهابى داعش، رغم أن فقهاء كثيرون يؤكدون أن الآيات التى تدعو للجهاد مشروطة بأن يكون لدفع الضرر وكرد فعل فى حال تعرض المسلمين لغزو، وهو أمر أصبح من مهام الدول وليس الأفراد.

برهامى قال أيضاً إن من لا يقول «لا إله إلا الله.. محمد رسول الله يجب قتله»، فى تحريض واضح وصريح ضد غير المسلمين، وأقربهم الأقباط الأشقاء فى الوطن، مستشهداً بحديث منسوب للنبى: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا منى دماءهم وأموالهم وحسابهم على الله»، وهو حديث قال علماء حديث ومفكرون إسلاميون أنه غير صحيح، خصوصاً أنه يخالف القرآن بوضوح.

من المعروف أن الإرهابيين استهدفوا قطاع السياحة فى محاولة لضرب الاقتصاد الوطنى، خصوصاً أن القطاع أحد مصادر الدخل القومى ويعمل به ويستفيد عشرات الملايين من المواطنين، كما أن استهداف السائحين يضع الدولة فى حرج أمام أوطان هؤلاء السائحون، ورغم أن سفك دم أى إنسان حرام فى جميع الأديان، إلا أن الإرهابيين اخترعوا أسانيد فقهية تبرر لهم قتل هؤلاء الآمنين، وأيد برهامى هذه الأسانيد فى كتابه حيث قال: «الكفار يدخلون بلدة لنا أو ينزلون على أرض دار الإسلام ولو فى مناطق بعيدة ورغم ذلك يكون الجهاد وقتئذ فرض عين يعتمد فوراً».

وفى تأييد صريح للعمليات الإرهابية التى تنفذها بعض التنظيمات المتشددة يقول برهامى إن الفرد الواحد يستطيع الجهاد حتى لو كان الجميع مقصرين فيه، وهو نفس التوجيه الذى يستجيب له عناصر داعش الذين يقومون بمفردهم بأعمال إرهابية ضد الكنائس أو المجتمعات الأوروبية التى يعيشون فيها. ودعا برهامى فى كتابه المسلمين والسلفين المنتشرين فى بلاد العالم لغزو «إسبانيا» لاستردادها وعودتها إلى الحكم الإسلام كما كانت فى الماضى، لكنه اشترط أن يتم الأمر من خلال مجموعة كبيرة من المسلمين لأنه من غير المتصور أن يقوم بهذه الخطوة أفراد قلائل ولذا يجب الانتظار للضرورة فقط.

برهامى تتطرق لمسألة الزكاة والممتنعين عن أدائها لمستحقيها، مستشهداً برأى ابن تيمية الذى يعتبر أن الممتنع عن أداء الزكاة كافر كالمرتدين ويجوز قتلهم وقتل أسرهم واتباع الهاربين منهم لقتلهم بالطبع، كما يرى أن السارقين قطاع الطريق يجب قتلهم وصلبهم، بعد تقطيع أيديهم وأرجلهم من خلاف، وإن لم يستطع المسلم أن يعاقبهم بهذا فعلى الأقل يجب عليهم اعتبارهم كفاراً، وسرد برهامى فى الكتاب عدداً كبيراً من الأحكام والفتاوى لابن تيمية والشافعى.

أما أصحاب المذاهب المختلفة مع من يسميهم برهامى بـ«أهل السنة»، فيرى معتمدا على أحاديث منسوبة للنبى ضرورة قتلهم، وقال برهامى، «إن قتال الطوائف الممتنعة عن شرائع الإسلام فإن هؤلاء تحزبوا لفساد النفوس وهلاك الحرث والنسل ونقاتلهم كقتال الكفار وإن أسرنا أحدا منهم فوجب عليه الحد الذى يقيم على غيره.. وهناك فقهاء يرى أن أموالهم غنيمة وأنه يجب قتالهم فى حال ذهبوا للاحتماء بطائفة خارج شريعة الإسلام وأعانوهم على المسلمين».