الجميلة البائسة.. حكايات تسطر ذكريات داليدا

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


بالعربية أطربت الآذان حينما تغنت بمصر وأشهر معالمها، وبالإيطالية والفرنسية بل وبعشرات اللغات الأخرى استطاعت أن تسحر العالم بعذوبة صوتها المفعم بقوة الاحساس الممزوج بالشوق والحنين، ولكن صوتها وحده لم يكن سر الإعجاب بها، فخصلاتها الذهبية المنسدلة على كتفيها وعيناها الزرقاوتان اللامعتان كموج البحر حينما يواجه ضوء الشمس المنعكس عليه، كانا سببًا كبيرًا في انجذاب المعجبين نحو داليدا، تلك الفنانة التي نشرت السعادة بين العالم بفنها ولكنها لم تستطع تذوقه كثيرًا.

وتحل اليوم الموافق 17 يناير ذكرى ميلاد الفنانة المصرية الإيطالية داليدا عام 1933م، والتي ولدت بحي شبرا في القاهرة لأبوين من المهاجرين اللذان تعود أصولهما لحزيرة كالابريا في جنوب إيطاليا.

وبالتزامن مع ذكرى ميلادها، تستعرض "الفجر" أبرز الأسرار التي لا يعرفها الكثيرون عن الفنانة الراحلة، وذلك خلال السطور التالية.

عانت من الحول
بالرغم من جمالها، إلا أن الفنانة داليدا كانت تعاني من حول عينيها، وهي المشكلة التي سببت لها أزمات نفسية لفترة من حياتها، فكانت طفولتها حزينة بسبب معاناتها من الضعف والحول في عينها "اليمنى" فأجرت 3 عمليات جراحية واضطرت لارتداء نظارة طبية لفترة طويلة من حياتها، مما دفع زميلاتها بالمدرسة الكاثوليكية للسخرية منها ومناداتها بـ "أم أربع عيون".

ولأن داليدا بطبيعتها حساسة، كانت تبكي كثيرًا بسبب ما تتعرض له من أقرانها، ولكن راهبة عطوفة بالمدرسة تدعى "إيزابيل" كانت دائمًا ما تحرص على مواساتها، وإخبارها بأنها تمتلك أجمل العيون في العالم، ولذلك كانت هذه الراهبة الأكثر تأثيرًا في حياة داليدا بالقاهرة مما اضطرها للرجوع إلى مصر خصيصًا بعدما علمت باحتضارها.

 اعتقال والدها
واعتقل والد داليدا لعدة شهور بعد اندلاع الحرب العالمية بسبب جنسيته الإيطالية، حيث كانت مصر وقتها تحت الحماية البريطانية، وبالرغم من ابتعاده كل البعد عن السياسية إلا أنه نال نصيبه من الاعتقال، وهي الفترة التي عانت فيها أسرته كثيرًا فاضطرت والدتها أن تعمل بالخياطة لإدارة المنزل.

ولكن بعد خروج الأب من السجن، تغيرت معاملته وساءت طباعه وقام بتضييق الخناق على داليدا وأشقائها، فلم يكن يسمح لهم بالخروج سوى للذهاب إلى الكنيسة، مما اضطرها للقاء حبيبها خلسة أثناء القداسات.

 سكرتيرة في شركة أدوية
بعد وفاة والد داليدا، اضطرت للعمل لمساندة الأسرة على العيش، فأخذت دروسًا في الطباعة على الآلة الكاتبة، ومن ثم عملت سكرتيرة في شركة أدوية، ولكن ظلت طوال هذه الفترة تفكر في حلم النجومية الذي راودها منذ الصغر خاصة بعدما علمت أن لديها قريبة تعمل ممثلة إيطالية شهيرة وهو ما أحيا الأمل بداخلها.

مسابقة ملكة جمال مصر
وبعدما عاد الأمل إليها في النجومية والشهرة، شاركت كخطوة أولى لتحقيق حلمها في مسابقة ملكة الجمال لتفوز بلقب ملكة جمال مصر عام 1954م، وبالرغم من سعادتها بالفوز بزوج من الأحذية الذهبية إلا أن والدتها غضبت بشدة بسبب انتشار صورة ابنتها بثوب السباحة على الصفحات الأولى للصحف الأمر الذي اعتبرته فضيحة كبيرة للعائلة.

لم تحقق أولى أفلامها النجاح المتوقع
بالرغم من نجاح داليدا في تقديم العديد من الأغاني بلغات مختلفة، إلا أنها لم تنجح في أولى أفلامها كما كانت تتوقع، ولكنها نالت شهرة واسعة بعد ذلك في الغناء منذ منتصف الخمسينات وحتى الستينات، وكانت المغنية الأشهر على مستوى أوروبا، ولكنها أصيبت بإحباط شديد بعد ظهور نجوم جدد بروح الشباب الأمر الذي منحها شعورًا بأن فنها أصبح قديمًا.

فشلت كامرأة
بالرغم من نجاح داليدا في حياتها الفنية إلا أنها فشلت في حياتها الخاصة كامرأة، فعاشت حياة عاطفية بائسة أثرت عليها بشكل كبير، فكانت دائمة البحق عمن يقاسمها حقيقتها كامرأة مصرية النشأة وإيطالية الأصل ونجمة مشهورة فنشب بداخلها صراعًا داخليًا سبب لها اكتئاب عانت منه طويلًا وفقًا لما ذكره أخيها أورلاندو عنها.

 طاردها شبح الانتحار
عانت داليدا بشكل أكبر من شبح الانتحار الذي ظل يحاوطها من كل الجوانب حتى قضى عليها في النهاية بجدارة، فتزوجت داليدا للمرة الأولى من لوسيان موجيس بعدما اعترفا بحبهما لبعضهما البعض، ولكن لم يستمر زواجهما كثيرًا بالرغم من شهرتهما معًا في الأوساط، ولكن وفقًا لروايات فقد حاول لوسيان العودة لداليدا ولكنها رفضت ذلك فقرر الانتحار.

وانخرطت داليدا بعد ذلك في علاقة عاطفية أخرى مع شباب إيطالي ولكنه انتحر بعد فشله في مسابقة غنائية بأوروبا، وهو ما أثر سلبًا عليها خاصة أنها شاهدته وهو يطلق الرصاص على نفسه أمام عينيها فحاولت الانتحار ولكنها نجت.

وفي فترة السبعينات، ارتبطت داليدا بشاب فرنسي، ولكنه أقدم على إنهاء حياته بالانتحار هو الآخر، مما زاد من حزن الفنانة الجميلة التي لم تستوعب فكرة الانتحار التي لازمتها لفترة طويلة من حياتها العاطفية.

أجهضت جنينها
وبالرغم من انخراطها في علاقات عاطفية عدة، إلا أنها ظلت وحيدة في النهاية ولم تنجب أطفالًا، حيث أجهضت جنينها حينما علمت بحملها، مما أثر على قدرتها الإنجابية، فأدى بها الفراغ العاطفي لمحاولة الانتحار مرة ثانية خلال الثمانينات ولكنها نجت.

 لم تعد ترغب في رؤية نفسها عجوزًا فانتحرت
ويتذكر شقيق الفنانة داليدا معاناتها من الفراغ العاطفي لسنوات طويلة، مما دفعها للانتقال بين دول العالم للغناء، ولكنها شاركت عام 1986م، في فيلم "اليوم السادس" للمخرج يوسف شاهين كممثلة فرنسية، ولكن ملامحها كان قد بدا عليها العجز مما زاد أحزانها، وبسبب عدم رغبتها في رؤية نفسها كبيرة في السن قررت أن تضع حدًا لحياتها عام 1987م وأقدمت على الانتحار بتناول جرعة زائدة من الدواء، تاركة رسالة لجمهورها دونت فيها: "سامحوني فالحياة لم تعد تحتمل".