سمير العصفوري يكشف لـ"الفجر الفني" رأيه في "مسرح مصر" وأمنيته في العام الجديد

الفجر الفني

سمير العصفوري
سمير العصفوري


كشف المخرج سمير العصفوري عن رأيه في تجربة "مسرح مصر" للفنان أشرف عبدالباقي، مؤكدًا أن "عبدالباقي" لم يقدم اختراع جديد وإنما عاد لما بدأ به المسرح في مصر وهو مسرح الاسكتش، أو مسرح الموقف الواحد الفكاهي دون تساؤل عن الهدف أو المغزى من ورائه، فهي ساعة من المتعة الفنية، وهو ما قدمه "عبدالباقي" وحصد إعجاب قطاع كبير من المشاهدين.


وأضاف "العصفوري" أن أشرف عبدالباقي منح فرص لعدد من الفنانين الشباب الذين تمكنوا في فترة وجيزة أن يصبحوا نجوم، مما يؤكد على نجاح التجربة رغم الانتقادات التي تنالها، بدليل تواجد هذا الشكل في دولة مثل فرنسا فيما يعرف بمسرح القهوة، كما سبق وقدم قدامى المسرحيين من أمثال نجيب الريحاني ويوسف وهبي اسكتشات في نوادي ليلية وحفلات خاصة والذي ظهر منه فكرة المونولوجات وبرنامج "ساعة لقبلك" لفؤاد المهندس وفرقة ثلاثي أضواء المسرح.


وأوضح "العصفوري" في حوار خاص ل"الفجر الفني" أن أحد نجوم فرقة مسرح مصر سأله "كيف كنتم تتحملون تقديم مسرحية ٣ ساعات؟"، مجيبًا أن السبب هو اختلاف الثقافة، فالفنان الشاب لم يشاهد مسرحية لمدة ٣ ساعات لأن الزمن مختلف، نتيجة لسرعة إيقاع الحياة، ففي البداية كانت المسرحية مكونة من أربع فصول ثم ضُغطت لتصبح ثلاث فصول وتحولت لفصلين حتى وصلت لفصل واحد، وبعد ذلك أصبح الجمهور يشاهد العمل لا يتجاوز عشر دقائق على اليوتيوب، فالزمن مختلف تمامًا.


وتابع "العصفوري" أن الاسكتش كان بدايات الحركة المسرحية، لافتًا إلى أنه ليس نهاية الحركة كما يعتقد البعض، وإنما نهايات الحركة ستحدث في حال عدم انتباه صناع المسرح للمتغيرات الفكرية والسياسية وسيكولوجية المتفرج، "فالمسرح سيدفن"، مؤكدًا على أهمية أن يستفيد المسرح من التكونولوجيا وأن يتحرر من الخشبة المجمدة، حيث لا توجد لدينا تجارب مدهشة إلى الآن، وهي بحاجة لدعم الدولة والجمهور حتى تظهر.


وعن استمرار نجاح مسرحية نجاح "العيال كبرت" والتي تحتفل بعامها الأربعين هذا العام، أكد "العصفوري" أن مسرحيتي "العيال كبرت"، و"إنها حقًا عائلة محترمة"، وكذلك مسرحية "مدرسة المشاغبين" لجلال الشرقاوي، عُرضت متعاقبة وتناولت الأسر المتوسطة التي كانت تحضر المسرح، ولكن هذه الأسر تلزم منازلها الآن ولا تذهب للمسرح وأبنائهم من الأجيال الحديدة أحبوا هذة المسرحيات لأنهم وجودا قصصهم داخلها، لذلك في حال ناقشت المسرحيات قضايا اجتماعية مهمة ستظل تجذب الجمهور إليها لأن بها المذاق الذي يعيش وشخصيات حقيقية إلى جانب جودة أداء الممثلين، وليست مجرد مسرحيات استهلاكية بلا مضمون.


ومع احتفاله الشهر المقبل بعيد ميلاده الثاني والثمانين، كشف "العصفوري" عن أمنيته في العام الجديد والتي يراها عسيرة التحقق، وهي أن تختفي الوجوه التي تعمل على إلغاء هوية المسرح وأن تتواجد وجوه جديدة مشرقة تعيد النظر في الحركة المسرحية، وأن تهتم وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبدالدايم بالحركة المسرحية وأن تكون لديها مائدة طويلة عليها خريطة حقيقة للمسرح خلال عام بها إجابات عما سيقدمه المسرح ولمن ولماذا وكيف سيقدمه.