بيزنس شركات الأدوية داخل العيادات الخاصة | كبار الأطباء.. «تجار» أدوية

العدد الأسبوعي

كبار الأطباء.. «تجار»
كبار الأطباء.. «تجار» أدوية



تشهد عيادات الأطباء الخاصة «سبوبة جديدة، من خلالها يقوم الطبيب ببيع العلاج لمرضاه مقابل عروض ورحلات وهدايا يحصل عليها من شركات الأدوية عند تسجيله رقم المبيعات المتفق عليه بينهما.

ووصل الأمر إلى قيام أطباء بسداد ثمن كل الكميات ليحصل على العرض أو الرحلة، ثم يقوم بإعدام الأدوية أو بيعها بأريحية على عدة أشهر.

تواصلت «الفجر» مع محاسب بإحدى شركات الأدوية، وكانت المفاجأة تأكيده بأن تحويل العيادات لمنفذ بيع ليس جديداً، لكن الجديد هو التركيز على أصناف بعينها، وضخامة العروض المقدمة للأطباء، وقال إنها «سبوبة جيدة جداً» للطبيب، حيث يحصل على الربح الطبيعى الذى تحصل عليه الصيدلية بالإضافة إلى نسبة من إجمالى المبيعات وتصل إلى 20%.

وأضاف أنه كلما زادت المبيعات زادت عدد أيام الرحلة، وبعض الشركات ينظم رحلات حج وعمرة، بالإضافة للمؤتمرات والهدايا العينية للطبيب وأسرته.

وأشار إلى أن ذلك بدأ يقضى تدريجياً على التنافس التجارى بين الشركات، وأصبحت تركز على العيادات، وبالتالى قد يؤثر ذلك على جودة المنتج لأنه «كدا كدا هيتباع».

وأضاف أن المؤتمرت العلمية وسيلة جيدة للترفيه عن الطبيب وأسرته، حيث يحظى بإقامة فندقية فاخرة وأحيانا يصرف له «بوكت منى» للتسوق.

وقال محمود عيد، مندوب مبيعات بإحدى شركات الأدوية، إن مشاهير الأطباء يقومون بالتعاون مع شركات الأدوية، بالبيع فى عياداتهم أو من خلال صيدلية معينة يكونون فى الغالب هم أصحابها من الباطن.

وأضاف أن شركات الأدوية تقوم باختيار الطبيب الشهير نظرا لثقة مرضاه فيما يكتب من علاجات مهما كانت مرتفعة الثمن، أملاً فى الشفاء.

خلال جولة ببعض العيادات، أكد مرضى أنهم يدفعون ثمن العلاج الذى يشترونه من الطبيب لمدير العيادة، أو التمرجى، وأحيانا يدفعون فى العيادة ويتسلمون العلاج وفق ورقة مختومة من إحدى الصيدليات القريبة من العيادة.

«إيمان محمد» سيدة أربعينية كانت تعانى خشونة متأخرة فى الركبة، تقول إن طبيب العظام كتب لها كورسا من 7 حقن، بسعر 7000 جنيه للحقنة الواحدة، تؤخذ شهرياً.

وتشير إلى أنها فوجئت بعد ذلك بأن الحقنة تباع فى الصيدليات بسعر 3900 جنيه فقط، وعندما واجهت الطبيب أكد لها أنه يضمن ما باع لها، أما الموجودة بالصيدليات فإنه لا يضمنها.

فيما روت لنا «ش.م» صيدلانية، أنها كانت تقوم بعمل تركيبات لكريمات خاصة بالتجميل خصيصاً لأحد أطباء التجميل، ومرة قامت بعمل تركيبة لتقشير الوجه عبارة عن مجموعة من كريمات «بيتاديرم، تريتوسبوت، وفير آندلافلي، وسبوتليس إيفا، بسعر لا يتعدى 30 جنيهاً، لعبوة 40 جراما، ثم فوجئت أن الطبيب يبعها لعملائه بسعر 1500 جنيه، على أنها تركيبة خاصة مستوردة، وعندما واجهته قال إنه يبيع بسمعته ومجهوده و«تعب السنين».

يقول د.خالد سمير، عضو نقابة الأطباء، إن القانون يجرم بيع الأدوية داخل العيادات، بشرط عدم وجود صيدلية على بعد 5 كيلو مترات، لكن هناك مخالفات، وهناك من يبيع بهدف الربح مثل أطباء العظام والتجميل وبعض أطباء الأورام، والآخرون مضطرون لعدم توافر الأصناف بالصيدليات، وأغلبها أصناف لعلاج الأورام.

وأوضح أن إدارة العلاج الحر، هى المسئولة عن الرقابة على العيادات الخاصة، مشيراً إلى أن ضعف الرقابة حول الأمر لبيزنس على حساب المرضى، ولذلك يجب على الوزارة بعد تشديد الرقابة، ترخيص أدوية الأورام غير المرخصة، حتى يتوقف هذا البيزنس أو تحجيمه.

فى ديسمبر الماضي، قررت وزارة الصحة السماح بتواجد الأدوية بالمراكز والمستشفيات الحكومية، وأوضحت الإدارة المركزية للشئون الصيدلية وقتها فى بيان رسمي، أن ذلك يكون بكميات يحددها الأطباء بقدر احتياج كل قسم، وبشرط على تكون كميات تجارية، ويحظر بيعها للمرضى فى العيادات الخارجية.

وعند محاولة التواصل مع الدكتورة نهال الشاعر، رئيس إدارة العلاج الحر بالوزارة، أكدت أنها غير مسموح لها بالحديث للإعلام، وهناك متحدث رسمى يمكن الرجوع إليه، فى حين قال المكتب الإعلامى بأنه نظرا لأن الدكتورة هالة جديدة على المنصب، فسيتم تأجيل أى تصريحات حالياً، حتى تلم بجميع الأمور. وذلك رغم استلامها مهام منصبها فى نوفمبر 2018.