المدبر الرسولي للكنيسة اللاتينية يزور عددا من الجماعات الرهبانية في الجليل

أقباط وكنائس

جانب من الزيارة
جانب من الزيارة


قام رئيس الأساقفة بييرباتيستا بيتسابالا، المدبر الرسولي للبطريركية اللاتينية، بزيارة راعوية إلى عدد من الجماعات الرهبانية في حيفا والناصرة، برفقة الأب إبراهيم الشوملي والأب جوزيف صويص.

وزار المدبر الرسولي كل من راهبات ماريا بامبينا ورهبان القديس يوحنا الله في مستشفى العائلة المقدسة (الإيطالي) في الناصرة، حيث قام بجولة تفقدية للمرضى وحديثي الولادة فضلًا عن الأقسام المختلفة القديمة وحديثة البناء. وبالإضافة إلى زيارته للآباء وراهبات السالزيان، زار المطران بيتسابالا راهبات الكرمل في حيفا وأقام القداس الإلهي هناك.

في اليوم التالي زار المدبر الرسولي كل من رهبان مرسلي المحبة وراهبات الناصرة وراهبات الوردية.
كما جاء فى عظة لرئيس الاساقفة بييرباتيستا بيتسابالا فى عيد الظهور الالهى فى 6 من شهر يناير الجارى:
في البداية، يبحث المجوس عن معنى لما رأوه وعما يكمن وراء الأشياء وعن مصدر الشيء الذي يجذبهم.

لقد رأوا ظاهرة طبيعة في السماء وهي أمر جديد خارج عن المألوف أثار فضولهم. إنها علامة أخبرتهم بحدوث أمر عظيم وجميل جعلهم يبدأون مسيرة طويلة. أين يقودهم هذا النجم؟ وما المعنى وراءه؟

وهذا السؤال في الحقيقة هو ذاته الذي طرحته مريم أمام الملاك عندما "سألَت نَفسَها ما مَعْنى هَذا السَلام" (لوقا ١: ٢٩). تساءلت مريم عن معنى هذا الحدث وعن الأفق الذي يفتحه. لقد تساءلت عن الوجهة التي يقود اليها هذا الباب الذي فُتح أمامها.

يكمن في قلب الإنسان توق إلى الجمال والحياة وإلى شيء يزيل ستار الملل، ويرفع الحجاب عن الوجه، ويرد لنا بذلك كرامتنا ودعوتنا.

نحتاج إلى شيء يضعنا في المسار الصحيح ويخفف عنا ارهاق الطريق، ويساعدنا على إيجاد الدرب الذي سيأخذنا إلى ما هو أبعد من أنفسنا.

لقد جاء المجوس بعد أن رأوا علامة. ومع أن هذه العلامة كانت في السماء على مرأى من الجميع، إلا أنهم وحدهم بدأوا المسيرة. إن ما يصنع الفرق ويفسح لك المجال لتبدأ مسيرة ما هي قدرتك على رؤيتها ورغبتك لي اغتنامها. إنها امتلاك نظرة قادرة على قراءة الواقع بصفته علامة تقودك إلى أمر آخر. سوف نمتلك هذه النظرة فقط إن كان في قلبنا توق ورغبة، وفقط إن كنا مدفوعين بالحب.

والموضوع غير مرتبط بالبعد او القرب. فإنه بوسعك أيضًا أن تكون قريبًا، قريبًا جدًا، وألا ترى أين ستقودك العلامة التي ظهرت لك.

لنتوقف عند مثال هيرودس، الذي اعتبر الموضوع في البداية تافها ثم منذرا بالخطر. سيعمل على التشويش عليه حتى لا يتمكن أحد من سماع أو رؤية أي ملك آخر غيره. على صعيد اخر، عندما يرفض الإنسان أن يخسر شيئًا، فإنه سيبقى مكانه للدفاع عن امتيازاته وتطلعاته التافهة.

هذا لا يعني أن العلامات التي يضعها الله في طريقنا ليست مصدر اضطراب. يقول متى أن أورشليم كلها قد اضطربت (متى ٢: ٣)، ويتحدث الإنجيلي عن اضطراب مريم أثناء حدث البشارة.

ما الفرق بين هذين الاضطرابين؟

يكمن الفرق في الإصغاء إلى الكلمة، والسماح لها بالسيطرة على اضطرابنا. لقد أصغت مريم إلى كلمة الرب التي قالت لها ألا تخاف وبذلك أفسحت المجال لذاتها لتلقي الهبة. أما هيرودس في المقابل فهو يبحث عن الكلمة ليس للاصغاء إليها أو السماح لها بأن تنير عقله بل للسعي وراء تحقيق مشاريع تسلطية تقوده لاحقًا إلى الموت. إنه لا يسعى وراء معنى ما يسمعه. هو لا يبحث عن الشخص الذي يقف وراء هذا الحدث.

أما المجوس، فقد استرشدوا بالنجم والكلمة، فوجدوا في النهاية الشخص الذي يجب السجود له، والذي يستحق العبادة (متى ٢: ١١).

وبما أن السجود والعبادة هما لله فقط، يستشف المجوس أن الله يكمن في هذا الطفل وأنه يمثّل علامة وحضور الله في التاريخ. يدركون أن الله هو وراء كل شيء.

إن عيد الظهور الإلهي هو عيد العلامات الذي يظهر الله ذاته من خلالها في التاريخ. والعلامة هنا، بامتياز، هي يسوع نفسه. هو وحده الذي يستطيع أن يخرجنا من غربتنا ليضعنا على الطريق. انه يسمح لنا ان نضطرب ولكنه بعد ذلك يخلّصنا.

يسوع هو علامة نسجد أمامها أي أننا نقوم امامها بلفتة احترام وحب وامتنان عميق. إنها لفتة من وجد المصدر ومعنى الحياة.

لهذا السبب، إن مسيرة المجوس هي طريق كل شخص، أو ربما هي الطريق التي تقودنا لأن نصبح بشرًا حقيقيين.