"الفجر" تخترق العالم السري لصالات القمار.. 42 صالة مرخصة و3 آلاف دولار الحد الأدنى للعب.. ومسن توفى بعد خسارته كل أملاكه

حوادث

صالة قمار - أرشيفية
صالة قمار - أرشيفية


"عالم القمار".. لا يعرفه المصريون سوى من خلال الأفلام والمسلسلات، وربما كان الواقع أكثر فداحة من ذلك، ففيلم "الريس عمرحرب" الذي جسد هذا العالم عكس 50% فقط مما يدور في هذه الصالات، فقد تقودك هذه اللعبة إلى المقامرة بمستقبلك ومالك وشرفك بعد أن تتحول إلى إدمان لا يمكنك التوقف عنه.

 

وبحسب مصدر أمني، فإن عدد الصالات المرخصة بمصر يبلغ 42 صالة قمار تتواجد بالفنادق الكبرى.

 

وأضاف المصدر، لـ"الفجر"، أنهم يستهدفون الشقق التي يحولها أصحابها لصالات تدار بها لعبة القمار بشكل أكبر من الصالات الأخرى المرخصة والمعروفة وتزاول عملها بشكل قانوني.

 

وأكد، أن الإدارة العامة لمكافحة جرائم الآداب تمكنت من مداهمة 16 شقة تدار كصالات للعب القمار في عام 2018 كان آخرها مقهى بمنطقة الخليفة وأخرى بمنطقة العجوزة.

 

 وطبقاً لأحد العاملين بواحدة من أكبر صالات القمار بمحافظة القاهرة، فيقتصر دخول الصالة على الأعضاء المتواجدين بالنادي فقط الذي توجد به 20 ترابيزة قمار ويتردد على هذه الصالة أعمار مختلفة تتراوح ما بين 20 حتى 73 عامًا ويشترط البدء في هذه اللعبة دفع مقابل مادي 3 آلاف دولار وهناك ألعاب عديدة داخل صالة القمار تختار ما يروق منها لك.

 

وأشار العامل بصالة القمار، إلى أن الصالة تشهد العديد من المشاجرات قائلاً: "لا يمر يوم دون حدوث مشكلة"، لافتًا أن صالات القمار تتواجد في النوادي الكبرى فقط.

 

"معظم المترددين على صالات القمار من الأجانب والعرب، ولكن في الفترة الأخيرة زاد تردد المصريين على النادى"، لافتاً إلى أن الفئة التي تتردد على الصالة من المصريين تقتصر على الأغنياء ورجال الأعمال ويقتصر العمل في صالة القمار على الفترات الليلة فقط على مدار الأسبوع دون إجازات.

 

ويحكي عامل القمار، عن الوجوه التي تتردد على صالة القمار، فيقول إنها هي الوجوه التي يراها كل يوم، حيث تتحول ممارسة لعبة القمار إلى إدمان على حد تعبيره، مشيرًا أنه لا ينسى رجل الأعمال الذي لم يقدر على الدفع في إحدى المرات فقام برهان فيلته الخاصة بعد أن استنفذ كافة أمواله.

 

ولفت عامل القمار، إلى أن غالبية المشاجرات التي تحدث بالصالة تكون نتيجة استنفاذ المقامر للأموال التي معه في اللعب فيلجأ إلى رهان أي شيء يملكه كقطعة أرض أو عقار.

 

وكشف العامل، عن أن غالبية العاملين داخل صالات القمار فتيات يكون دورهن هو تقديم المأكولات والمشروبات الروحية بأنواعها وتلبية طلبات اللاعبين وخدماتهم.

 

وعن أشهر الألعاب التي تمارس داخل صالة القمار، قال إن لعبة البوكر العادي والكونكان الأمريكي وعشرون لعبة على الأقل تدار كل ليلة بصالات القمار.

 

ومن جهته، يقول المحامي وليد عبد الحميد، إن القانون يمنع المصريين من دخول صالات القمار ولكن في الواقع هذا القانون لا يطبق وما يؤكد ذلك أن العديد من المصريين يترددون على صالات القمار ويستثنى من ذلك رجال الأعمال والأثرياء.

 

وأوضح "عبد الحميد"، أن القانون يتعامل مع التردد على صالات القمار بأنه جنحة ويتم الخروج منها بدفع كفالة حوالي 500 جنيه مصري للحكومة، مضيفًا أن الحكومة تفرض ضريبة 40% على أرباح النوادي وتعتبره أحد مصادر الدخل القومي والمناسبات الرسمية.

 

"مسن" يتوفى بعد خسارة كافة أملاكه

 

ففي القضية رقم 7021 جنح مصر الجديدة لسنه 2013 لرجل يبلغ من العمر  54 عاما يدعى "سعد"، ولديه أربع بنات، اعتاد ممارسة لعبة القمار طوال خمس سنوات حتى أنه خسر كافة أملاكه في هذه اللعبة وفي إحدى المرات لم يكن يمتلك أموالًا "كاش" للدفع فلم يكن أمامه سوى رهن عمارته بمصر الجديدة، وكانت آخر ممتلكاته حتى فوجىء بعدها بدعوى قضائية للتنازل عن هذه العمارة بعد فشله في سداد الرهان عليها.

 

وبمجرد الحكم بتنازله عن العمارة التي يمتلكها لصالح صاحب صالة القمار التي كان يتردد عليها، لم يتحمل الرجل الصدمة وتوفى في الحال بعد أن فقد المكان الذي يأويه وبناته الأربعة وأصبحوا في الشارع بسبب لعبة القمار التي خسر بسببها كل شىء.

 

وقال محمد شرف، المحامي بالجنايات، إن من ضمن القضايا التي ترددت على مكتبه قضية إمرأة  تدعى سميرة تبلغ من العمر 73 عامًا اعتادت على ممارسة القمار، وكانت تدير منزلها للعبة وبعد أن تم مداهمة منزلها أكثر من مرة وأصبح معروفًا لدى ضباط الشرطة حيث تم اقتحام منزلها مرتين مرة خلال عام 2009 وخرجت بكفالة 5000 جنيه.

 

وبعدها اضطرت هذه السيدة إلى  مغادرة منزلها وأصبحت هي من تذهب لصالات القمار بعد أن تحول الأمر إلى إدمان بالنسبة لها دفعها إلى رهان شقتها بمنطقة قصر النيل وكانت آخر ما تمتلكه في هذا التوقيت حيث دفعت كل أملاكها في صالات القمار وبعد أن خسرت "سميرة " شقتها الوحيدة قامت بالإقامة في إحدى دور الرعاية وتوفت هناك.