رامى المتولى يكتب: الوصفة السحرية لأفلام البهجة والسعادة المطلقة

مقالات الرأي



يحمل الفيلم الأخير الكثير من التقدير للجزء الأول وصناعه ورموزه دون أن يفقد لمحته العصرية والتقدم التكنولوجى الذى شهدته أفلام الرسوم المتحركة

جزء ثان من فيلم المربية الساحرة مارى بوبينز يحمل عنوان « Mary Poppins Returns»، الأول عام 1964 يحمل عنوانًا بسيطًا هو « Mary Poppins» قدمت دورها من خلاله البريطانية جولى آندروز وحصدت عنه جائزة الأوسكار أفضل ممثلة، وبعد 54 عامًا تعود مواطنتها إيميلى بلانت لتقدم الشخصية السحرية مع وصفة سعادة وبهجة جديدة ومضاعفة والكثير من التقدير والحب للماضى وما قُدم من قبل معتمدين على فنانين كبار أمام وخلف الكاميرا ومؤسسة عملاقة هى «والت ديزنى».

الفارق فى زمن الفيلمين هو 25 عاما بعد الدعم والمساعدة الفارقة من مارى (جولى آندروز) لجاك وجاين الطفلين ووالديهما تعود مارى (إيميلى بلانت) بعد هذه الفترة لتساعد مايكل (بن ويشا) وجاين (إيميلى مورتيمير) بعد أن أصبحا شابين، الأخيرة لم تجد الحب ومشغوله كوالدتها بالعمل العام وبشكل فاعل مدافعة عن حقوق العمال، وجاك الذى فقد زوجته إثر المرض ولا يستطيع أن يجمع بعدها شتات حياته خاصة مع وجود أطفاله الثلاثة آنابيل، جون، جورج، تبدو أجواء الفيلم مشابهة كثيرًا للأيقونة الأولى، حاجة الجميع للمعجزات وسحرها وتأثيرها على تعديل مسار الحياة بشكل إيجابى.

هناك سحر خاص وراء التعامل مع المربية البريطانية فعلها روبين ويليامز فى فيلم Mrs. Doubtfire عام 1993 وإيما تومسون فى Nanny McPhee لكن يظل لمارى بوبينز سحر خاص، فلا عمل يستطيع مضاهاة السحر الذى تخلفه الأفلام الموسيقية، ولو أن الأفلام المانحة للسعادة بشكل عام تعطى دفعات إيجابية للمشاهدين، الشر خلالها يكون مقلم الأظافر تضم جوانب تعليمية للأطفال ليست صريحة أو مباشرة وتكون مناسبة للكبار أيضًا، مثل هذه الأفلام هى نوع متفرد من أفلام العائلة لا تحمل سذاجة الأفلام المصنوعة خصيصًا لتعليم الأطفال ولا جفاف أفلام البالغين الاجتماعية، تظل مثل هذه الأفلام علامات تتوارثها الأجيال، بالإضافة للأفلام السابقة يمكن إضافة فيلمى Home Alone وMatilda وغيرهما العديد من الأمثلة.

يحمل الفيلم الأخير الكثير من التقدير للجزء الأول وصناعه ورموزه دون أن يفقد لمحته العصرية والتقدم التكنولوجى الذى شهدته أفلام الرسوم المتحركة والأفلام المختلطة (صورة حية ورسوم متحركة) يمكن ملاحظة ذلك بسهولة فى طبيعة وجود الرسوم المتحركة التى تظهر فى استعراضات الفيلم على الرغم من دقتها إلا أنها مصنوعة بنفس الأسلوب الذى كانت تصنع به ديزنى أفلامها فى زمن الجزء الأول رسومات ثنائية الأبعاد لحيوانات ناطقة شبيهة بالبشر كاريكاتورية فى الغالب، هذه الطريقة فى الرسم والتنفيذ كانت رؤية مخرج الفيلم روب مارشال الذى حافظ بقدر الإمكان على الرؤية البصرية لفيلم الستينيات دون أن يفقد الحداثة والتطور الذى خلفته سنوات الفارق الزمنى، الصورة ثرية جدًا وكذلك الملابس خاصة فى الاستعراض الرئيسى فى الفيلم الذى تجرى أحداثة بعد الانتقال السحرى للإناء الخزفى، ملابس الشخصيات تحولت مع الانتقال لثنائية الأبعاد جميع تفاصيلها رُسمت بالوان طبيعية على القماش فمنحت تناغما مع الشكل العام الذى تحول للرسوم المتحركة ثنائية الأبعاد وفى الوقت ذاته بساطة الاختيار وذكائه منحت ثراء ودقة أكثر على الاستعراض والرؤية البصرية للفيلم ككل.

مع وجود أسماء كبيرة فى عالم الموسيقى والاستعراض جاك (لين مانويل ميراندا) والمخرج روب مارشال نفسه صاحب فيلمين من أهم ألأفلام الموسيقية فى الألفية حتى الآن هما Chicago وNine، وظهور ميريل ستريب بشخصية توبسى وكولين فيرث بشخصية ويلكنز وبالأداء الصوتى لشخصية الثعلب، وكلا الممثلين شاركا بالغناء وميريل شاركت الرقص فى أحد الاستعراضات، لكن التحية الأهم فى الفيلم هى بظهور ديك فان دايك بطل الجزء الأول فى نهاية الفيلم ليمنح العائلة الأمان ويقدم ابن الشخصية التى سبق أن قدمها فى الجزء الأول، حيث منحه صناع الجزء الأول مكياجا ليظهر بشخصية مالك البنك داوس الكبير ويعود بعد كل هذه الأعوام ليقدم شخصية داوس الابن ويرقص بالخطوات التى اشتهر بها فى الجزء الأول.