شبيك لبيك "أندرو" بين إيديك.. "بابا نويل" يُحقق أحلام الأيتام في رأس السنة

تقارير وحوارات

آندرو
آندرو


بينما كان السكون سيد الأرجاء في أحد الشوارع الجانبية بحي العباسية، أطل هو من بعيد، حاملًا كيسه الأسود، متكئا على عصاه الملونة، يرتدي ذلك الزي الأحمر الشهير، الذي كان كافيًا ليخرج الجميع عن صمتهم، فيلتف المارة حوله، وينكسر هدوء سكان المنطقة، ويقفز الأطفال تهليلًا فيتسابقون على إلقاء نظرة عليه من النوافذ.

وفي الوقت الذي أقبل الجميع عليه للحصول على هدايا "بابا نويل" الشهيرة، كان أندرو سامي، يراقب نافذة يهتف منها الأطفال باسمه، ومن خلف تلك اللحية البيضاء الغزيرة التي أخفت ملامحه، ارتسمت ابتسامة على وجهه تعبر عن سعادته بإدخال السرور على قلب هؤلاء الصغار، فمقصده الأول كان أطفال إحدى دور الأيتام، ممن قرر مشاركة احتفالات رأس السنة الميلادية بينهم بشكل تطوعي.

ولم يكن هذا هو العام الأول الذي يتشارك فيه الشاب "أندرو" ذو الثلاثة وعشرون عامًا، احتفالات الكريسماس مع الأيتام، فقد اعتاد منذ ثلاثة سنوات أن يزرع الفرحة في نفوس الصغار والكبار خلال المناسبات المتنوعة: "عملت بوجي وطمطم في رمضان وبنزل الشوارع في الأعياد أوزع هدايا على أهالي المنطقة والأطفال".







"قبعات بابا نويل واكسسوارات للفتيات ورابطات عنق حمراء وأحيانًا حلوى للصغار".. هذه هي طبيعة الهدايا التي تحملها حقيبة أندرو حينما يتقمص شخصية "بابا نويل" كل عام، فيطرق أبواب دور الأيتام المختلفة ليبعث البهجة في نفوس الأطفال ويضيء الابتسامة على شفاههم حينما يحتضنهم ويروي لهم قصصًا عن "سانتا كلوز" ويتشارك معهم أحلامهم التي يتمنون تحقيقها في العام الجديد.

"بستمد الطاقة الإيجابية من إسعاد الناس".. هذا هو المبدأ الذي قرر "سامي" أن يسير عليه طوال حياته، فبالرغم من أنه كان لايزال طالبًا بكلية التجارة إلا أنه قرر أن يحول مسببات السعادة إلى مصدرًا ثابتًا لرزقه، من خلال تقمص الشخصيات الكرتونية وإحياء الحفلات والمناسبات المختلفة، فبدأ في العمل بمهن مختلفة إلى جانب دراسته لجمع المال الذي حقق به حلمه الصغير.







ومن بوابة موهبته الإبداعية، تمكن الشاب العشريني، مع مرور الوقت من الاستفادة من مهنته في تقديم الخدمات الإنسانية دون مقابل مادي، فبادر بنشر البهجة داخل العديد من المؤسسات الخيرية التي تحتضن البسطاء، والتي من بينها مستشفى "57357" لسرطان الأطفال، ومستشفى أبو الريش، ومستشفى الدمرداش، إلى جانب دور الأيتام والمسنين.

ولا تعد احتفالات أندرو سامي في دار الأيتام مقلدًا شخصية "بابا نويل" هي نهاية خدمته الخيرية المتزامنة مع احتفالات رأس العام، فينوي الشاب المكافح من ضمن خططه أن ينزل إلى مختلف الشوارع والميادين البسيطة لتقديم الهدايا والألعاب إلى الصغار، والتقاط الصور معهم كذكرى بسيطة تمنحهم  الشعور باحتفالات الكريسماس التي افتقدوها منذ وقت طويل.