"رئاسة أرمنت" تحول حياة أسرة "المصري" إلى جحيم.. ومحافظة الأقصر تستجيب لـ"الفجر" بمد يد العون لهم (صور)

محافظات

حياة شاب في محافظة
حياة شاب في محافظة الأقصر


"روح القانون"، عبارة أطلقت لمراعاة الحالة الإنسانية لمن ستطبق عليه العقوبة، وعدم جعل القانون أداة للانتقام منه، حيث إن القانون وحده كالآلة الصماء الخالية من الروح، وهذه العبارة تعطي للقانون الحياة، ولكن يبدوا أن سلطات مركز أرمنت بجنوب الأقصر، لا تعلم كيفية التعامل بروح القانون.

وهذه المقدمة، لا تعني مخالفة القانون، ولكن مناداة بتطبيق روح القانون، ومراعاة للبعد الإنساني، لحالة أسرة مكونة من 8 أشخاص، والتي استجابت لها على الفور سلطات محافظة الأقصر، عقب اخطارهم من قبل جريدة "الفجر"، حين كتابة التقرير للرد على شكوى الأسرة المتضررة، من انهيار منزلهم منذ ما يزيد عن عام، ومدهم بخيام طيلة تلك الفترة حتى قامت سلطات مركز أرمنت بإزالتها الأسبوع الماضي، وتركهم في العراء.

وقال سيد المصري، أحد أهالي قرية الرياينة بمركز أرمنت، جنوب الأقصر، إنه كان يعيش وأسرته المكونة من 8 أشخاص، مكونة من أم مسنة، وطفلين دون وجود والدتهما المطلقة، وشقيقه ونجليه "ولد وبنت"، التي توفى الله والدتهما، في منزل مبني بالطوب اللبن، ومنذ حوالي عام، انفجرت ماسورة مياه بجواره، مما أدى إلى انهياره، وصدور قرار بإزالته.

وأكد المصري لـ"الفجر": " منذ ذلك الوقت، تقدمت بالكثير من الشكاوى ضد شركة المياه، لما أصاب أسرتي من تشرد في الشارع، وقامت الشؤون الاجتماعية، بنصب خيمتين لنعيش بداخلهما، وحمايتنا من حرارة الشمس في الصيف، والبرد القارص في الشتاء.

وأضاف المصري: "كل محاولاتي مع الجهات المسئولة بائت بالفشل، حيث خرج تقريرًا من قبل إحدى لجان المعاينة، بأن المنزل انهار بسبب المياه الجوفية، ولم نجد ما يسترنا طوال هذه الفترة، سوى الخيام التي نصبت لنا، وغرفة واحدة آيلة للسقوط نضع بها الأثاث المنزلي".

وأشار إلى أن هناك خلافًا عائليًا، بينه وبين أحد موظفي الإدارة الهندسية، مما جعل موقف الموظف منه حجر عثرة في كل محاولاته لطلب مسكن آمن لأسرته- بحسب قوله.

وأوضح أنه فوجئ الأسبوع الماضي، بحضور لجنة من مجلس مدينة أرمنت، لإزالة الخيام المنصوبة، بحجة طلبها من قبل الشئون الاجتماعية، لافتًا إلى أنه ناشدهم بتركها مراعاة لحالتهم الانسانية ولكنهم رفضوا ذلك، قائلًا: أتنا اترجيتهم يسبوهالنها علشان أمي العجوزة والعيال، ولكن قالولي احنا صبرنا عليك كتير، وملينا منك".

وتابع: في تواجد الخيام التي تسترنا كنا نعيش في معاناة، والآن أصبحت جحيمًا لتركنا في العراء، مشيرًا إلى مكوثهم في الخلاء طوال النهار، واستخدامهم الأخشاب المتبقية من أنقاض المنزل للتدفئة بها من برد الشتاء القارص طوال الليل لحين نوم الأطفال بالغرفة الآيلة للسقوط.

وناشد رب الأسرة المنكوبة، محافظ الأقصر المستشار مصطفى ألهم، بالنظر لهم بعين الرحمة، وحل أزمتهم وانقاذهم من العراء وبرد الشتاء القارص، قائًلًا " أنا محتاج لو حتى ابني أوضتين بالطوب اللبن يتسروا والعيال".

وفي لفتة انسانية واستجابة سريعة، أشار العميد صلاح المندوه، السكرتير العام المساعد لمحافظة الأقصر، والمتحدث الإعلامي باسم المحافظة، إلى أنه من المقرر إبلاغ الشؤون الاجتماعية بنصب الخيام مجددًا للأسرة، والتعاون مع إحدى المؤسسات الأهلية لبناء المنزل.