داعية سلفي يطرد "برهامي" من معقله بالإسكندرية

العدد الأسبوعي

برهامي
برهامي


برهامي يستغيث بـ"مخيون وثابت" ومرة ينصحه بالابتعاد عن المهاترات فيمتنع عن الدروس شهرًا

أنصار "زهران" يمنعون مؤيدى نائب رئيس الدعوة السلفية من الخطابة بمسجد سلفى واشتباكات فى بيت الله


كشف النزاع على إلقاء خطبة الجمعة، فى أحد مساجد الإسكندرية، عن وجود صراع سلفى هدفه طرد الدعوة السلفية من المدينة، خصوصاً أن الأمر لم يتوقف عند حدة فى الكلام أو مشادة عابرة، ولكنه وصل لمشادة استخدم فيه المتصارعون ألسنتهم وأيديهم بما لا يليق ببيت من بيوت الله.

فى مسجد الرحمن، بمنطقة كيلوبترا، بالمدينة الساحلية، المعروف بأنها معقل سلفى، ومع رفع آذان صلاة الجمعة، توجه أحد أنصار الدكتور ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، وعقلها المحرك، ناحية المنبر، تمهيداً للصعود وإلقاء الخطبة، لكنه فوجئ بشاب يعترض طريقه ويرفض أن يكون إماماً وخطيباً، سرعان ما تفجرت مشادة كلامية بين الطرفين ودارت معركة بالأيدى بين أنصار برهامى ومجموعة من الشباب الملتحين الذين تدخلوا لمساندة الشاب الأخير، دون أن يعلم أحد هويتهم.

وعندما هدأت المعركة قليلاً، وتمكن تلميذ برهامى من صعود المنبر، أعلن الشباب المجهولون عن أنفسهم بقول أحدهم وسط صخب المشاجرة إنهم أنصار طلعت زهران، المنشق عن الدعوة السلفية والذى سبق واتهم برهامى بالكفر ووصفه بأنه من خوارج الإسلام ويتاجر بسنة النبى.

ولا حديث بين السلفيين حالياً سوى عن المعركة التى يقودها زهران ضد برهامى لانتزاع رئاسة الدعوة من الأخير، خصوصاً أن زهران صاحب تاريخ فى الهجوم على أشهر الدعاة السلفيين مثل سعيد رسلان ونجله عبدالله، ومحمد حسان، وبرهامى نفسه، والتى لا تزال مستمرة بهدف فرض سيطرة زهران وأنصاره على الإسكندرية مهد الدعوة السلفية ومسقط رأسها، ويتبادل الطرفان الهجوم فى دروسهما ومجالسهما الدينية التى يعقدونها فى كل يوم جمعة، ويخصص زهران نصف ساعة من درسه الذى يلقيه فى إحدى العمارات السكنية بشارع الثلاثينى، بالمدينة، لانتقاد برهامى وفضح أخطائه وخطاياه واتهامه بأنه مجرد متاجر بالدعوة، ويرد برهامى الهجوم فى درسه الدينى فى معهد إعداد الدعاة الذى أسسه.

وصلت حدة حرب «زهران - برهامى» إلى تجنيد كل طرف لمجموعة من تلاميذه ليتجسسوا على أنصار الطرف الثانى ونقل تفاصيل الهجوم الدائر فى المجالس الدينية.

زهران يقول لتلاميذه إنه صاحب منهج جديد وأنه الملتزم الوحيد بسنة الدعوة السلفية الصحيحة، وأنه آخر السلفيين ويدعو لمراجعة فتاوى غريمه لأنها تثير الجدل على حساب سنة النبى، بهدف جلب الشهرة لبرهامى الذى يرد بقوله إنه أساس الدعوة ولا يوجد أحد سواه زعيماً على مقاليد أمور السلف فى مصر.

واستمر زهران فى خطته للقضاء على سيرة برهامى وسحب بساط الدعوة من تحت قدميه، حيث أسس معهداً لإعداد الدعاة فى الإسكندرية باسم «أكاديمية علوم الحديث»، وأصر على أن يكون مقرها ملاصقاً للمعهد التابع لبرهامى فى منطقة كيلوباترا، ووجه أنصاره بتوزيع دعوات الافتتاح أمام معهد برهامى فى محاولة منه لاستقطاب أكبر عدد من أنصار منافسه.

ووفقاً ما رواه أحد الحاضرين فى افتتاح أكاديمية زهران، لـ«الفجر» تحدث الأخير على استحياء عن برهامى وأنصاره وقال إنه يشفق عليهما لأنه جرهما إلى اعتناق منهج سلفى ضال، مؤكداً أن تعاليم الدروس داخل أكاديميته ستحارب رءوس الأفاعى الذين انتشر ضلالهم فى أركان الأرض، وسنجدد دراستنا لطلاب العلم ونعلمهم أركان المنهج السلفى الصحيح.

بعض المصادر أكدت أن زهران، استقطب عددا كبيرا من الدعاة السلفيين ليقوموا بالتدريس فى أكاديميته من خصوم برهامى، منهم عادل الشوربجى أحد المنتمين لمدرسة السلفية المدخلية التى يعد محمد سعيد رسلان، أحد أقطابها، حيث سجل الأخير فيديو لأحد دروسه بمحافظة المنوفية يتضمن الأخطاء العقائدية التى وقع فيها برهامى، بالإضافة إلى السلفى عادل السيد، المدير السابق لإدارة الدعوة بجمعية أنصار السنة المحمدية، والذى اتهم برهامى بأنه إخوانى التربية.

برهامى أمام ما يتعرض له من صدمات وأزمات فى معقله بالإسكندرية استغاث بكبار الدعاة المنتمين للدعوة السلفية على رأسهم يونس مخيون، رئيس حزب النور، ولكنه لم يتخذ موقفاً حاسماً من زهران واكتفى بسماع شكوى برهامى، فلجأ الأخير للدكتور أشرف ثابت، نائب رئيس الحزب، الذى خاف من التورط فى الخلاف بين برهامى وزهران حتى لا يكون ضحية صراعهما، أما جلال مرة، أمين عام الحزب، فنصح برهامى بالابتعاد عن هذه المهاترات لأن مجرد وجوده طرفاً فيها يقلل من شأنه.

وعاد برهامى، إلى منزله بمدينة دمنهور، وقلل من زيارته لمقر الدعوة بمعهد إعداد الدعاة التابع له، خشية تجدد الاشتباكات من جانب زهران وأنصاره، كما غاب عن إلقاء الدروس 4 أسابيع متتالية.