لقب بـ"الشاعر الصوفي".. مالا تعرفه عن جلال الدين الرومي في ذكرى رحيله

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


هو الشاعر الصوفى الكبير جلال الدين محمد بن بهاء الدين محمد بن الحسين، المعروف بـ"جلال الدين الرومي"، صاحب الديوان المعروف باسم "مثنوي"، ومؤسس الطريقة المولوي، عالم بفقه الحنفية والخلاف وأنواع العلوم، ثم متصوف "ترك الدنيا والتصنيف"، كما يقول مؤرخو العرب، لذا تقدم "الفجر"، فى ذكرى وفاته..ما لا تعرفه عن جلال الدين الرومى، وذلك من خلال السطور القادمة.

 

عرف جلال الدين الرومى، بالبراعة فى الفقه وغيره من العلوم الإسلامية، فتولى التدريس بقونية فى أربع مدارس، بعد وفاة أبيه سنة ٦٢٨ هـ ثم ترك التدريس والتصنيف والدنيا وتصوّف سنة ٦٤٢ هـ أو حولها، فشغل بالرياضة وسماع الموسيقى ونظم الأشعار وإنشادها.

 

ووصفته البي بي سي سنة 2007 م بأكثر الشعراء شعبية في الولايات المتحدة.

 

مولده

 

ولد محمد بن محمد بن حسين بهاء الدين البلخي في مثل هذا اليوم 30 سبتمبر من العام 1207م، في منطقة بلخ بخراسان "أفغانستان حاليا" في فترة كانت تموج بالعديد من الصراعات بين رجال الدين والإمبراطورية، والصراعات بين الشرق والغرب، والصراع الذي يبدو أزليا بين إيران وطوران.

 

ولد الرومى،  فى بلخ فى أفغانستان وانتقل مع أبيه إلى بغداد، فى الرابعة من عمره، فترعرع بها فى المدرسة المستنصرية حيث نزل أبوه، ولم تطل إقامته فقد قام أبوه برحلة واسعة ومكث فى بعض البلدان مددًا طويلةً، وهو معه، ثم استقر فى قونية سنة ٦٢٣ هـ فى عهد دولة السلاجقة الأتراك.

 

 

مؤلفاته الصوتية

 

تركت أشعاره ومؤلفاته الصوفية، والتى كتبت أغلبها باللغة الفارسية وبعضها بالعربية، تأثيرًا واسعًا فى العالم الإسلامى وخاصة على الثقافة الفارسية والعربية والأردية والبنغالية والتركية، وفى العصر الحديث ترجمت بعض أعماله إلى كثير من لغات العالم ولقيت صدًى واسعًا جدًا إذ وصفته البى بى سى سنة ٢٠٠٧ م بأكثر الشعراء شعبية فى الولايات المتحدة.

 

مراحل تعليمه

 

تلقى تعليمه الديني على يدي والده، الذي كان أستاذا صوفيا، وعالما دينيا، وواعظًا بليغا، التف حوله العديد من المريدين ولقبوه بسلطان العارفين، كما تتلمذ على يد الشيخ "برهان الدين محقق"، ونهل من بحر علمه الصوفي والديني الزاخر.

 

مؤلفاته

 

أثرى جلال الدين الرومي المكتبة الإنسانية بالعديد من المؤلفات الشعرية ومنها: ديوان شمس الدين التبريزي، ومثنوية المعاني، والرباعيات. ولم يحرم النثر من بديع بيانه فقد قدم لفن النثر العديد من المؤلفات منها: "الرسائل، والمجالس السبعة".

 

يضم ديوان ديوان شمس الدين التبريزي أو الديوان الكبير، والذى كتبه جلال الدين الرومي ستين ألف بيت شعري موضوعا واحدا وهو العشق بكل أحواله وصروحه.

 

وفي كتابه "المثنوي"، والذي نظمه في ستة مجلدات ضخمة تشتمل على (25649) بيتا من الشعر، وقد ترجم إلى العربية، وطبع عدة مرات، كما ترجم إلى التركية وكثير من اللغات الغربية، وعليه شروح كثيرة، وهو كتاب ذو مكانة خاصة عند الصوفية.

رسائله

 

تعتبر مجموعة رسائله، وفيها تلك الرسائل، التي وجهها إلى شيخه "شمس الدين تبريزي"، وهي تصور تلك العلاقة الروحية السامية التي ربطت بين الشيخ "شمس الدين" وبين مريده "جلال الدين"، تلك الرابطة الوثيقة من الحب المتسامي الرفيع، واحد من أهم ما كتب في التصوف والروحانية.

 

كما قام أتباعه وابنه سلطان ولد بتأسيس الطريقة المولوية الصوفية، والتي اشتهرت بدراويشها ورقصتهم الروحية الدائرية، التي عرفت بالسماح والرقصة المميزة.

 

وفاته

 

كانت وفاته عام ١٢٧٣ م، ودفن فى مدينة قونية وأصبح مدفنه مزارًا إلى يومنا، وبعد مماته قام أتباعه وابنه سلطان ولد بتأسيس الطريقة المولوية الصوفية، والتى اشتهرت بدراويشها ورقصتهم الروحية الدائرية التى عرفت بالسماح والرقصة المميزة، حيث توفى عن عمر بلغ نحو سبعين عاما، ودفن في ضريحه المعروف في "قونية"، في تلك التكية، التي أنشأها لتكون بيتا للصوفية.