د. حماد عبدالله يكتب: كلمه السر ( الحرية ) "!

مقالات الرأي

د. حماد عبدالله
د. حماد عبدالله


كتاب جديد ,متفرد , ومتميز ، يوقع نسخته الأولى الصديق الأستاذ / عادل حمودة , مساء اليوم فى قاعه معدة لذلك الحدث الثقافى بفندق "جى دبليو ماريوت " بالتجمع الخامس .
ولقد خصنى صديقى الأستاذ / عادل بنسخه منذ أيام مع الدعوة لحضور هذه المناسبة الإحتفالية .
ومنذ أن تسلمت النسخه , وفور تصفحها ، لم أستطع أترك الكتاب , ما يقرب من مائتى وسبعون صفحه من( القطع المتوسط )!! من السطر الأول فى الكتاب فى الفصل الأول " السجن أقرب إلينا من البيت و الجريدة وحبل الوريد " 
أخذنى "عادل حموده" فى ذكرياته فى "بلاط صاحبه الجلاله" وكانت البداية, حينما  قص "المعاناه" التى واجهها فى دار القضاء العالى أثناء إتهامه بسب شيخ الأزهر ,والإساءه إلى "المؤسسة" ,التى أضافوها له , لكى يُسْجَنْ ,وظل أمام القفص الحديدى ,طيلة  نهار اليوم  , وكان فضلأً من القاضى أن يوافق على محاكمته وهو "خارج القفص" ,وقد كان لى وجود معه فى هذا اليوم الطويل حيث صاحبته منذ الصباح ,وحتى أن جَلِىْ الأمر منتصف الليل بعد أحداث طويله وخروج القرار بحكم حوالى "مائه وستون ألف جنيهاً ", كان السعى من كل  أصدقاء "عادل" وأنا أحدهم ,أن نجمع هذا المال حتى لا يُسَجّنْ عادل ( ليله واحدة) !! حتى تدبير المبلغ المطلوب , نعم وعشت هذه اللحظات مع صديقى "عادل حموده" , عشت معه أيضاً لحظات فريده حينما صاحبته فى أول زيارة له لبيت الله الحرام ، وقد سجَلَ هذه الرحلة فى كتاب متميز وفريد لم أستطع الحصول على نسخه منه حتى اليوم هى (رحلتى إلى الله ).
 كان "عادل" فى كتاباته الدينية (طلقه حبر) ،و(طلقة نور) وكنت أعتقد بأنه خريج الأزهر الشريف ,وليس خريجاً لكلية معاصره "الإقتصاد والعلوم السياسية" وبعد هذه الرحله إلى الله ، فى هذا الحج الذى أرجو أن يكون قد قبله الله مناً ، إكتشفت الجانب الأخر من الإنسان الطيب ، الوجه الأخر للصحفى الشديد الحرص على الوصول إلى الحقيقة والسعى وراء المتاعب . 
لقد أخذنى كتاب (كلمة السر الحرية) بين صفحاته إلى ذكريات إن لم أكن مشاركاً فيها ، ولكن جائت لى بذكرياتى أنا كمصرى معنى بالهم العام ، حيث جاب بى كل ظروف الوطن ، من ثورة يوليو ، وأهم أحداثها سواء فى الحروب التى تعرضت لها تلك الثورة من الخارج عام 1956 أو من الداخل (قوى الرجعية و الإمبريالية الوطنية) مع الهزيمة عام 1967 وما أعقبها من أحداث وثورة الطلبة فى مصر فى فبراير 1968 وإعتقال الأف الطلبة (وأنا أحدهم) ، وخروجنا من معتقل القلعة فى 30مارس 1968 ، مع صدور بيان 30مارس ، وفيه تصحيح للأوضاع ، أخذنى "عادل حمودة" لطفولته سواء فى الإسكندرية أو فى أسوان حيث عاشت الأسرة مع الوالد فى السد العالى ( مشروع مصر الأول ) وعودته إلى العباسية .
حياة مليئة بالذكريات وإرتباطها كلها بأحداث الوطن ، الذى عشناه جميعاً كمصريون ، لقد إستطاع "عادل حمودة" فى مذكراته والجزء الأول منها ، أن يُقَلِب المواجع وأن يَسترجعْ الأفراح والأحزان التى عشناها جميعاً كمصريون .
لقد كان هذا الكتاب فور حصولى عليه حوالى الخامسة مساءاً ، لم أستطع تركه قبل الخامسة من صباح اليوم التالى "وأشتاق للجزء الثانى".
 مبروك صديقى "عادل" الذى أطلقت عليه يوماً (أستاذ أدب الفساد!! ) ، مثلما أطلق علي المرحوم "أنيس منصور" "أستاذ أدب الرحلات" وكذلك المرحوم نجيب محفوظ صاحب نوبل "أستاذ أدب الحارة المصرية "!!
أستاذ دكتور مهندس/ حماد عبد الله حماد