عادل حمودة فى ندوة عن الكتاب: لم أنشر إلا ما وافق عليه أبو سيف

العدد الأسبوعي

الكاتب الصحفي عادل
الكاتب الصحفي عادل حمودة


خلال الندوة التى أقيمت على المسرح المكشوف للاحتفاء بكتاب «صلاح أبو سيف..مذكرات مجهولة» للكاتب الصحفى عادل حمودة قال الناقد السينمائى طارق الشناوى الذى أدار الندوة بأنه علم بالمصادفة بأن الكاتب عادل حمودة التقى بالمخرج صلاح أبو سيف فى التسعينيات فى أحد المقاهى الشهيرة والتى شكلت حالة ثقافية وفنية للكتاب والمبدعين وتم الاتفاق بينهما على تسجيل المذكرات وقال الشناوى بأنه نقل لإدارة المهرجان أن تكون مذكرات صلاح أبو سيف والتى أطلق عليها عادل حمودة «المذكرات المجهولة» لكونها مجهولة بالفعل هى إحدى الضربات التى يحققها المهرجان فى دورته الأربعين وتابع بأنه التقى بصلاح أبو سيف فى العديد من المهرجانات سواء فى مصر أو خارجها وفوجئ بأمور كثيرة كان يتجاهلها لذلك استطاع «عادل حمودة» أن ينقل ما يبوح به صلاح أبو سيف فى توقيت كان يرغب به فى البوح.

وبدأ عادل حمودة حديثه معبرا عن سعادته للحضور وقال بأن صلاح أبو سيف كانت لديه مميزات شخصية نادرة وكان شخصا متواضعا وبسيطا وحريصا على قيمة الوقت فكان يستيقظ مبكرا فى منزله بحى عابدين ويحرص على الجلوس على مكتبه ومعه ورقة وقلم ويبدأ فى كتابة جدول أعماله وأضاف بأن صياغة مذكرات لرجل بحجم وقيمة صلاح أبو سيف ليس بالأمر السهل والسبب هو الخوف من الكتابة فكان يعرض عليه الفصول بعد كتابتها إلى أن تعرض لوعكة صحية أدت إلى وفاته فاختصر فى المذكرات على ما وافق على نشره صلاح أبو سيف فقط وقد كتب هذه المذكرات فى شتاء عام 1992 حيث سجلها على شرائط كاسيت وقام بصياغتها فى بداية التسعينيات وقد حرص على ذكر التاريخ كى يستوعب القارئ الأحداث التاريخية الماضية فى المذكرات طبقا لتاريخ كتابتها حيث لم يجرى أى تغييرات بها.

وتطرق عادل حمودة فى حديثه إلى ميلاد صلاح أبو سيف فوالده هو عمدة قرية فى صعيد مصر تسمى الحومة وهى تبعد عن القاهرة حوالى 125 كيلو مترا، وكان والده ثريا ويملك أغلب أراضى القرية وكان يغير زوجاته كما يغير ثيابه وكانت والدة صلاح أبو سيف من القاهرة «البندر» ورفضت أن تنضم للحريم فى الريف ولذلك قرر أن يقاطعها من عام لعام وقبل الميلاد بشهر أرسلت الأخت الشقيقة لوالده تلغرافا بالمولود الجديد فلم يأت، فعاش المخرج فى حارة ببولاق تسمى «قسوت» وهى حارة كانت مركز تعذيب للمماليك، ولم يكمل صلاح أبو سيف تعليمه لأسباب اقتصادية وعمل مدير شركة المحلة وكانت بداية معرفته بنيازى مصطفى فور رجوعه من ألمانيا فقرر زملاء أبو سيف عمل جمعية ليسافر إلى باريس لإتمام دراسته وذلك قبل الحرب العالمية الثانية وبالفعل سافر إلى أوروبا حيث حمل معه شنطة بها بطانية والملابس والكثير من الأشياء وجاءته فكرة فيلم «شباب امرأة» حينما تعرف على صاحبة البنسيون الذى أقام به فى مارسيليا.

وأكد حمودة خلال الندوة بأن صلاح أبو سيف هو من أقنع نجيب محفوظ بكتابة السيناريو مع السيد بدير فى العديد من الأفلام مثل الوحش وريا وسكينة.

وقال بأن أبو سيف كان يتجه بالفعل إلى اليسار والعدالة الاجتماعية من خلال الصراع الطبقى الموجود فى المجتمع بشكل واضح وكان وقتها يسكن بين كوبرى فاصل بين الزمالك وبولاق فكان الانتقال بين عالم راق وعالم آخر متواضع وبسيط وفقير وكان من سمات افلامه الانتقال الاجتماعى مثل فيلم بداية ونهاية وهو انتقال طبقى وبداية ونهاية.