بريطانيا تنتظر "يوم القيامة" فى مارس.. والاقتصاد يتراجع 3.9%

العدد الأسبوعي

تيريزا ماي - رئيسة
تيريزا ماي - رئيسة الوزراء البريطانية


كان الحصول على موافقة بالإجماع من 27 من رؤساء دول الاتحاد الأوروبى على اتفاقية بريكست هو الجزء السهل فى مشوار خروج بريطانيا من الاتحاد، فيما بدأت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى، الاثنين الماضى، المرحلة الأصعب، وهى كسب دعم الناخبين والبرلمان البريطانى المتشكك.

وذكرت جريدة «واشنطن بوست»، الأمريكية، فى تحليلها لصفقة خروج لندن من الجنة الأوروبية والتى استحوذت على انتباه العالم، أنه من المقرر إجراء تصويت على الاتفاقية فى البرلمان البريطانى فى 11 ديسمبر، على أمل أن تتمكن لندن من مغادرة الاتحاد الأوروبى بطريقة سلسة ومنظمة فى مارس المقبل لكن يبدو أن حسابات الأرقام ليست على جانب تيريزا ماى.

تحتاج رئيسة وزراء بريطانيا، إلى 318 صوتا فى مجلس العموم لتمرير الصفقة، حسب العديد من التقديرات، فهى لاتزال تحتاج لكسب تأييد أكثر من 60 صوتا لكى تحصد موافقة مجلس العموم.

وقال جوناثان تونج، أستاذ العلوم السياسية بجامعة ليفربول: «إن الفرص فى الوقت الحالى تقارب الصفر.. والموافقة على الصفقة سيتطلب عملية استمالة هى الأصعب فى تاريخ حزب المحافظين.. وحتى لو تراجعت المقاومة داخل حزب ماى، فإنها ستحتاج لدعم بعض المعارضين».

وتخطط ماى لإثارة قضيتها فى حملة على غرار الانتخابات عبر إنجلترا وأيرلندا الشمالية واسكتلندا وويلز، خلال الأسبوعين المقبلين، حيث قامت بالتدريب على خطابها فى البرلمان والذى قالت فيه إن اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، والذى تم التفاوض عليه بشق الأنفس على مدار أكثر من 17 شهراً، «صفقة جيدة»، والأهم أنه كان الوحيد على الطاولة.

وقالت ماى لأعضاء البرلمان،:»لا توجد صفقة أفضل.. ويمكننا دعم هذه الصفقة، وإجراء التصويت فى الاستفتاء، والانتقال إلى بناء مستقبل أكثر إشراقا من الفرص والازدهار لجميع شعوبنا.. أو يمكن لكم رفض الصفقة والعودة إلى المربع الأول، ما يعرض بريطانيا لمزيد من الانقسام ومزيد من عدم اليقين، مع كل المخاطر التى قد تترتب على ذلك».

فى مقابل جهود ماى هناك عشرات من أعضاء البرلمان البريطانى معارضين لخطتها، وقال جيريمى كوربين، زعيم حزب العمال المعارض، للبرلمان: إن «صفقة بريكست الفاشلة هى الأسوأ على الإطلاق»، مشيراً إلى أن أحد التقديرات ترى أن الاقتصاد البريطانى سيتقلص بنسبة 3.9 % مع الاتفاق الحالى، ولذا دعا أعضاء البرلمان للتصويت برفض الاتفاق.

وقال بوريس جونسون، عضو البرلمان المحافظ، رئيس البرلمان الأوروبى، والذى استقال من منصبه كوزير للخارجية فى مايو الماضى، إن تسمية الخطة بأنها «غير مرضية» ستكون أقل من الحقيقة،.. من الصعب أن نرى كيف يمكن أن توفر هذه الصفقة اليقين لمجتمع الأعمال أو لأى شخص آخر».

وقال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، للصحفيين، الاثنين الماضى إن صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى «تبدو وكأنها صفقة كبيرة بالنسبة للاتحاد وأيضا قد تعيق التوصل إلى اتفاق تجارى بين الولايات المتحدة وبريطانيا».

فى بيان بالبريد الإلكترونى، أجابت الحكومة البريطانية بأن «الإعلان السياسى الذى اتفقنا عليه مع الاتحاد الأوروبى واضح للغاية، وسيكون لدينا سياسة تجارية مستقلة حتى يتسنى للمملكة المتحدة توقيع صفقات تجارية مع دول حول العالم - بما فى ذلك مع الولايات المتحدة».

وإذا صوّت البرلمان ضد اتفاقية بريكست، فستواجه بريطانيا احتمال ترك الاتحاد الأوروبى فى مارس بدون أى اتفاق، وهو سيناريو «يوم القيامة» الذى قد يؤدى لأزمة نقص بالوقود والأدوية وخراب اقتصادى.

ويتوقع معظم المحللين السياسيين تجنب مثل هذا المصير، إذا تم إلغاء اتفاق ماى، وأسفر ذلك الأمر على حالة من الفوضى فى السوق، فقد يكون أعضاء البرلمان على استعداد للتصويت له فى جولة ثانية.