أفلام مسابقة سينما الغد "5".. حضور مصري مميز وأفلام تحريك شاعرية

العدد الأسبوعي

مهرجان القاهرة السينمائي
مهرجان القاهرة السينمائي الدولي


على مدار 4 أيام عرضت أفلام مسابقة الغد للأفلام القصيرة التى أصبحت مكونًا أساسيًا من مكونات مهرجان القاهرة السينمائى التى أضيفت على مدار خمس دورات بدء تعاقب على إدارتها المخرج سعد هنداوى وصولا للناقدين محمد عاطف وأندرو محسن، الأخير اختار 22 فيلمًا ليكونوا قوام المسابقة لهذا العام والتى حرص من خلالها أن يقدم تنوعًا ملحوظًا فى اختياراته سواء على مستوى الموضوع أو الدول المشاركة، ومن ضمن اختياراته 3 أفلام مصرية هم «التجربة آسف» للمخرج علاء خالد، و«شوكولاتة داكنة» للمخرج عمرو موسى، و«التدريبات القصوى لتحسين الأداء» للمخرج ياسر شفيعى.

الوعى الذى ظهر فى أفلام المخرجين المصريين الثلاثة ملفت للنظر، ففيما ذهب خالد وموسى إلى الحنين للماضى فى إطار الدراما للتعبير عن أزمات أبطالهم الوجودية ورسم شفيعى حال الشباب من خلال كوميديا سوداء ناقدة لحال سوق العمل فى مصر، الأدوات التى استخدمها ثلاثتهم متطورة جدًا وعبرت بشكل كبير عن واقع ربما يكون مريرًا لكن دون أن يكون هناك نحيب أو بكائيات عادة ما تصاحب هذه المنطقة فى مناقشة هذا النوع من المشاكل، «التدريبات القصوى لتحسين الأداء» يعتمد على الصورة بشكل رئيسى فى رسم طبيعة الشخصيات من خلال ربطهم بجمادات تعبر بشكل رئيسى عن طبيعة اهتمامات كل شخصية فالبطل الذى يقدمه على الطيب مرتبط بعلبة معدنية من حلوى الـ «بتى فور» وأمامه شخصية أخرى تقدمها سارة الوكيل مرتبطة بخيوط تمزجها معًا لتصنع ملابسًا ويرصد الفيلم تحول هذه الجمادات لتعبر عن تحول الشخصيات بمرور الزمن وكيف تعبر هذه الجمادات عن حالاتهم فحلوى البطل التى لمح المخرج أنها لمناسبة عائلية غالبًا خطبة، تتحول لشغف البطل بعد التحول الدراماتيكى فى شخصيته التى اختزالتها الصورة فى علاقة زواج بينه وبين الشخصية التى قدمتها سارة الوكيل.

«التجربة: آسف» مستوحى من قصة سيزيف ولعنته الأبدية والدائرة المفرغة التى يدور فيها، البطل العجوز الذى يعانى من الوحدة بسبب وفاة حبيبته يعود بالزمن ليبدى أسفه دون طائل وذلك فى إطار الخيال العلمى، بينما يحن «شوكولاتة داكنة» للماضى من خلال الإحباط والاكتئاب الذى يعانى منه الكثير من الشباب لأسباب متعددة، العلاقة المميزة بين أم وابنتها التى تحاول كتابة فيلمها الذى يمثل تجربتها الذاتية وفى الوقت نفسه علاجًا من مرض الاكتئاب يحن لتاريخ قديم كانت فيه جزيرة الزمالك منطقة راقية.

من لبنان يأتى فيلم «قبل أن تشفى» للمخرج نديم حبيقة ليعبر بقوة عن المرأة ليس فقط فى لبنان ولكن فى المنطقة العربية بجناحيها بعد سنوات من محاولات التحرر والخروج من دائرة التسلط والعنف الممنهج الممارس على النساء، الفكرة قد تبدو بسيطة، لا تتعدى مفتاح كُسر فى باب الحمام منع البطل من الخروج منه وعلى الجانب الآخر حبيبته السابقة يدخل كلاهما فى حوار يكشف الكثير من ماضى علاقتهما ومستقبلها، ويكشف مدى التطور الذى طرأ على شكل العلاقة بين الرجل والمرأة فى المنطقة التى أصبحت تميل أكثر للاعتماد على المرأة فى إدارة التفاصيل الحياتية وأن لم يعترف الرجال بهذه الحقيقة، وقدمها بشكل يعتمد على القوة الجسدية للبطلة التى أظهرها المخرج بشكل ذكى كرمز لقوة السيدات.

لم يغفل محسن فى اختياراته أفلام التحريك كشكل رئيسى فى أنواع الفيلم القصير، ومن خلال المسابقة يتنافس فيلمان هما «Tweet- Tweet» و«No Gravity» أولهما من روسيا قدم رؤية شاعرية للحياة والموت من خلال حياة ثرية لسيدة منذ طفولتها وحتى الموت والتفاصيل التى مرت بها مرورًا بالحرب العالمية الثانية وتأثير الحرب على علاقة حبها وتبسيط شكل العلاقة بربط حياتها بعصفور صغير يصاحبها فى رحلتها التى رمزت لها المخرج بحبل ممدود تسير عليه البطلة، فيما ذهب الفيلم الثانى إلى شاب متوحد يبحث عن الشغف فى حياته ويخوض مغامرة حياته كرائد فضاء وكيف استطاع من خلال وحدته أن يؤثر فى الآخرين.