خبراء يُجيبون.. متى يتم تصنيف "الإخوان" كجماعة إرهابية في أوروبا وأمريكا؟

تقارير وحوارات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


منذ كشف مساعي جماعة الإخوان الإرهابية الخبيثة وجرائمها الإرهابية في الدول العربية والغربية، تسعى الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، لتصنيفها كجماعة إرهابية محظورة، لثبوت كلالأدلة والمعلومات عن تورط أعضائها في تمويل الإرهاب ومنظماته وعملياته داخل وخارج الحدود الأمريكية، إلا أن خطوة التصنيف تأخرت كثيرًا، بسبب عرقلة مشروع القانون فى البيت الأبيض.

جماعة "الإخوان"، منذ أن أسسها حسن البنا في مصر، في مارس 1928م، انتشر فكرها في عدد من الدول العربية، ثم في أنحاء العالم، ويقدر مراقبون أن فكر الجماعة منتشر في 72دولة، وتصنف الجماعة نفسها على أنها حركة "إصلاحية شاملة"، في حين أنها ترتكب أعمال وجرائم إرهابية تستدعي تصنيفها "إرهابية".

قانون لتنصيف الإخوان كإرهابيين
البداية، حينما وافقت اللجنة القضائية في مجلس النواب الأمريكي، على مشروع القانون الأمريكي رقم 3892، ويتضمن استبعاد أعضاء جماعة الإخوان من الولايات المتحدة الأمريكية، واعتبارهاجماعة إرهابية، مؤكدةً ثبوت كل الأدلة والمعلومات عن تورط جماعة الإخوان وأعضائها في تمويل الإرهاب ومنظماته وعملياته داخل وخارج الحدود الأمريكية.

وخلصت المذكرة إلى انطباق كل الشروط والملابسات على جماعة الإخوان واعتبارها جماعة إرهابية أجنبية، استنادًا إلى البند 219 من قانون الهجرة والجنسية الأمريكي رقم 1189.

وأوصت المذكرة قطاع التشريع في وزارة الخارجية الأمريكية بالموافقة على مشروع القانون، وأن يتشاور وزير الخارجية مع النائب العام ووزير المالية لمنع وغلق كل منابع التمويل الخاصةبجماعة الإخوان وأعضائها، وكل من يثبت اتصاله بها أو تلقيه أي مساعدة أو تدريب.

مشروع آخر للكونجرس
وكان السيناتور الجمهوري تيد كروز، أعلن، أنه دفع مجددًا، مع عضو مجلس النواب ماريو دياز بلارت، إلى الكونجرس في دورته الجديدة مشروع قانون لتصنيف جماعة الإخوان "منظمةإرهابية".

وكان عضو مجلس النواب ماريو دياز بلارت، أعلن، أن مشروع القانون المقدَّم من قِبله والسيناتور تيد كروز سيفرض عقوبات صارمة على الجماعة التي اتهمها بنشر العنف وتوليد الحركاتالمتطرفة في الشرق الأوسط.

ورأى بلارت أن تصنيف الإخوان جماعة إرهابية سيكون خطوة مهمة لهزيمة الجماعات العنيفة، لافتًا إلى هذا الإجراء تأخَّر كثيرًا، مشيرًا إلى أنه يتطلع للعمل مع الإدارة الأمريكية الجديدة لجعلالمقترح قانونًا فعليًّا.

خطوات التصنيف
وتبدأ عملية التصنيف في الخارجية الأمريكية لأي جماعة خارجية، من خلال مكتب مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الذي يقوم بمراقبة أنشطة الجماعات الإرهابية، في جميع أنحاء العالم،وعند استعراض الأهداف المحتملة، فإن مكاتب الخارجية الأمريكية، لا تقتصر فقط على الهجمات الإرهابية الفعلية التى تم تنفيذها من قبل بعض الجماعات الإرهابية، ولكن أيضا في ما إذا كانتالجماعة قد تشارك في التخطيط والإعداد لأعمال مستقبلية محتملة من الإرهاب أو يحتفظ القدرة والنية لتنفيذ مثل هذه الأعمال.

بعد ذلك تقدم مكاتب الخارجية الأمريكية ملفًا إداريًا مفصلا، عبارة عن تجميع للمعلومات، بما فى ذلك معلومات المصادر السرية والمفتوحة، لتأكيد اكتمال معايير تصنيف الجماعة الإرهابية،وبالتشاور مع النائب العام ووزير المالية، يقرر وزير الخارجية بتنفيذ عملية التصنيف ثم يتم إشعار الكونجرس الأمريكي بعزم الوزارة على تصنيف المنظمة، ويخصص 7 أيام لمراجعة التصنيفوالتصويت عليه، وعند انتهاء هذه الفترة، مع اكتمال الأركان القانونية، يتم نشر إشعار من تاريخ التعيين والتصنيف في السجل الفيدرالي، وعند هذه النقطة يعتبر التصنيف ساريًا من تاريخه، ومنحق المنظمة المصنفة، مراجعة التصنيف في محكمة الاستئناف بالولايات المتحدة لدائرة كولومبيا، في موعد لا يتجاوز ٣٠ يومًا، بعد نشر التصنيف في السجل الفيدرالي.

الإخوان تقوي هياكلها التنظيمية من الغرب
وردًا على التساؤلات الكثيرة حول خطوة تصنيف الإخوان كجماعة إرهابية، يقول هشام النجار الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، إن الإخوان حاليًا في مرحلة التكوين والبناء في أوروبا وأمريكا لأنها بعدما انهار تنظيمها في الشرق الأوسط والمنطقة العربية في أعقاب ثورة يونيو 2013م، بدأت تبني نفسها وتعيد ترتيب أوراقها وتقوي هياكلها التنظيمية انطلاقًا من الغرب والولايات المتحدة الأمريكية.

وأوضح "النجار"، في تصريحاته الخاصة لـ"الفجر"، أنه لطالما جماعة الإخوان لم تصل بعد في هذه البلاد لمرحلة التنفيذ أي تنفيذ مشروعها الذي تعد له كما جرى بالمنطقة العربية بعد يناير 2011م، وطالما تجد غالبية هذه البلاد وأجهزتها أن الجماعة تقوم بدور وظيفي ومن المفيد الإبقاء عليها كورقة سياسية للعب بها وتحقيق مصالح وأهداف باتت معروفة للجميع في ملف الشرق الأوسط وقضاياه المتشابكة فستستمر هذه البلاد تغض طرفها عن الإخوان وتحتويها وتحتضن أنشطتها بدون أي مساس بها.

أمريكا وأوروبا لن تتخذ خطوة التصنيف
وأشار أحمد عطا الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، إلى أن أمريكا وأوروبا لا تستطيع أن تتخذ مثل هذه الخطوة اتجاه جماعة الإخوان بسبب تاريخية العلاقة بين التنظيم الدولي لجماعة الإخوان والمخابرات البريطانية منذ بدء تأسيس التنظيم عام ١٩٦٠م، على يد القيادي سعيد رمضان زوج وفاء حسن البنا- لقد لعب التنظيم الدولي دور عصا كهربائية تعاقب بها بريطانيا ما تشاء من الأنظمة العربية وحتى ندلل على ذلك بريطانيا سمحت بوجود ١٩ مؤسسة لها أنشطة مختلفة تابعة للتنظيم الدولي ومنها على سبيل المثال لا الحصر British Muslim Initiative (BMI).

وأضاف "عطا"، في تصريحاته الخاصة لـ"الفجر"، أنه مازالت هناك روابط وخطط تتعلق باستهداف الشرق الأوسط بشكل مرحلي وربما هذا لاستهداف يكون اقتصادي أو سياسي أو حرب بالوكالة - فالتنظيم الدولي يلعب دور الوسيط الشرعي الذي ينفذ خطط بريطانيا في الشرق الأوسط بدليل ما قدمه إبراهيم منير أمين عام التنظيم الدولي من معلومات أثناء حرب العراق.

وأردف الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، قائلًا؛ أمريكا ما زالت تستفيد وتبتز المنطقة العربية بمجرد التلويح لإدراج الإخوان كجماعة إرهابية - ولذلك بمجرد وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمشهد الرئاسي داخل أمريكا لوح بإدراج جماعة الإخوان، أسرعت قطر وقتها لمنع عملية الإدراج وكان الثمن أن ضخ استثمارات مباشرة داخل أمريكا تبلغ ٥.٣مليار دولار، ولهذا تحرص أمريكا وبريطانيا في الحفاظ على التنظيم الدولي ومكاتبه العربية في الشرق الأوسط، بهدف توجيه العقاب الروماني للمنطقة العربية كما حدث في ٢٠١١ تحت مسمى الربيع العربي وهي عملية نهب ممنهج ومقنن تم تدمير حضارات ودوّل مختلفة بل أن هناك شركات كبري دولية ربحت المليارات في التجارة في الأعضاء البشرية - فعملية إدراج جماعة الإخوان عملية شبه مستحيلة.

تصنيف الإخوان كإرهابيين معقد
كما أكد طارق البشبيشي الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، أن تصنيف الإخوان من الأمور المعقدة والتي تخضع لاعتبارات كثيرة منها الاقتصادية والسياسية والأمنية، فهناك اتهام للتنظيم بالإرهاب تعتقده إدارة ترامب لكن هناك مؤسسات داخل هذه الإدارة تحاول أن تعرقل تصنيف أمريكا للإخوان كجماعة إرهابية،  في ظل المعارضة الصريحة لهذا التصنيف من بريطانيا التي تعتبر الإخوان امتداد لاستعمارها في مصر وأيضًا ألمانيا تعارض هذا التصنيف بسبب رأس المال الإخواني الكبير في الاقتصاد الألماني.

ولفت "البشبيشي"، في تصريحاته الخاصة لـ"الفجر"، إلى أنه ربما تفلح ضغوط ترامب في تصنيف إخوان مصر فقط كتنظيم إرهابي، كنوع من إرضاء لمصر والإمارات والسعودية.