حكايات عصفور قمر الدين.. المترنح بين الثروة والنجاح!

العدد الأسبوعي

أرشيفية
أرشيفية


لم يعد يصدق أنه جالس فى المنزل، بينما آخرين أقل منه موهبة -على حسب وجهة نظره - لهم برامج ومشاهدون وجمهور، لم يعد يصدق أن ما بناه خلال سنوات طويلة منذ أن كان يقدم فقرة الصحافة فى برنامج شهير على فضائية مشفرة، قد تهاوى ولن يتمكن من الظهور مرة أخرى، لا ينكر أنه صنع ثروة ضخمة، جعلته ينتقل من كونه مجرد إعلامى إلى مصاف المليونيرات خلال سنوات قليلة، يحاول أن يظهر دائماً عكس ما يخفى، فما يظهره من سهرات وملابس أنيقة وسيارات أخر موديل، ولكن يبقى إحساس الفشل ملازماً له، فبعد خروجه من القناة الكبيرة التى كان أحد أعمدتها الرئيسية، وانتقاله لقناة منافسة أخرى، رحل عنها أيضاً دون أن يترك أى بصمة أو علامة، وحتى بعد أن راهن عليه أحد المسئولين عن تطوير الإعلام خاب رهانه وفشلت تجربته الجديدة، والآن لا يظهر، يبدى فى حديثه أنه من المغضوب عليهم، وربما كانت مواقفه المناضلة سبباً فيما يتعرض له الآن، وهو عكس الحقيقة، فكيف يكون من المغضوب عليه والممنوعين وهو أول الحضور لأية مناسبة أو احتفالية تنظمها الدولة، كيف تكرهه الدولة ويكون ضيفًا دائمًا على مناسباتها، فهو يرفض أن يرى الحقيقة، ويرى أنه أصبح بلا أى تأثير، وأن ما كان يقدمه فى الماضى وبنى عليه نجاحه وشعبيته، أصبح بلا أى تأثير مع تطور وسيطرة وسائل الاتصال الاجتماعى، فهو لم يدرك أن الإعلامى سلعة مثل أى سلعة، يأتى عليها الوقت لتصبح ذات رواج كبير، وفى وقت معين، يلفظها الناس ويبتعدون عن استخدامها بحثاً عن سلعة أخرى أكثر تطوراً، فهو يرى أنه لم يخطئ، وأنه قدم للإعلام المصرى خدمات جليلة، ولكن الجميع يعرف أنه تقاضى الملايين نظير هذه الخدمات الجليلة، من قال إن الإعلامى أو الصحفى عموماً يجب أن يكون مليونيرًا، يشترى ملابسه من أشهر محلات الموضة فى باريس ولندن، ومن قال إنه يجب أن يسكن فى قصر، وأن يكون لديه بدل السيارة أسطولاً من السيارات، إنهم رجال الأعمال، الذين إذا ما دخلوا الإعلام أفسدوه وأحرقوه وخربوا ذمم من يعملون فيه .. فمهنة الصحافة والإعلام خلقت من أجل أن تحارب الفساد لا أن تصنعه، ويبدو أن الفترة القادمة سيكون الحساب فيها عسيرًا، لكل من باع مهنته واقتات منها، لن نصدق صراخهم، ولا دموع التماسيح، ولكننا سنصدق كشوف حساباتهم البنكية وثرواتهم المكدسة بها .. وعلى عكس ما كتب أستاذ وحيد حامد .. لن تفلح محاولات إعادة تدوير القمامة!