لماذا لا تتبنى الدولة إنتاج مسلسل "مصطفى محمود"؟

العدد الأسبوعي

من مسلسل مصطفى محمود
من مسلسل مصطفى محمود


قبل ثلاثة أعوام بدأ المؤلف وليد يوسف فى التحضير لمسلسل كبير، يحكى سيرة العالم القدير الدكتور مصطفى محمود، الذى يعد أحد الرموز الدينية المهمة، وانتهى من كتابة السيناريو كاملا، وتحمس لإنتاجه فى البداية المنتج أحمد عبد العاطى، وتم ترشيح النجم خالد النبوى لتجسيد دور العالم الكبير، وحينها قابل النبوى عائلة الدكتور مصطفى محمود، وأجرى بروفات عديدة بل صّور برمو العمل، وتم طرحه العام قبل الماضى على مواقع التواصل الاجتماعى العام الماضى، إلا أنه حتى اللحظة لم يظهر العمل للنور، بسبب العثرات الإنتاجية.

فلماذا لا تتبنى الدولة إنتاج هذا العمل؟!، فى الوقت الذى يهاجم فيه المجتمع الأعمال الرديئة، ويدعو طول الوقت لأعمال تحافظ على القيم المجتمعية، ورغم ذلك يتابع هذه الأعمال ويتأثر بها، فالجميع يعرف أن القيم المجتمعية لكى تنشر لابد لها من أداة أو وسيط، والدراما من أخطر هذه الأدوات لأنها تصل لقطاع عريض من الناس ولها تأثير كبير وخطير، وبدت فى مصر مشكلة واضحة السنوات الأخيرة هى غياب الدولة الكامل عن إنتاج الدراما، وبدلا من استعمال القوة فى المنع أو تشديد الرقابة على الأعمال، من الأفضل مجابهة الفكر بالفكر، والجمهور ذكى بالتأكيد.

فمسلسل مصطفى محمود يلقى الضوء على مرحلة مهمة من حياة مصر، ويتناول بعض ملامح رموز الفن والأدب والسياسة، منهم محمد عبد الوهاب، كامل الشناوى، إحسان عبد القدوس، صلاح جاهين، محمد متولى الشعراوى، بخلاف شخصية العالم الكبير الثرية، فهو كان صوتا ينتظره المصريون ليأخذهم فى رحلة نحو عظمة الكون وإبداع الخالق، ويسرح بهم فى رحلة نورانية وروحانية نحو الصفاء والنقاء والتأمل والتدبر والتفكير فى الله وملكوته.

حياة مصطفى محمود مليئة بالدراما والعبر، سواء فى مرحلة الصغر وعشقه للعزف على الناي، وانضمامه لفرقة غنائية، ثم تأثره بالصوفية بسبب محل إقامته المجاور لمسجد يعد أحد أشهر المزارات الصوفية فى مصر، ثم إنشاء معمل صغير فى منزل والده، يصنع فيه الصابون والمبيدات الحشرية ليقتل بها الحشرات، ثم يقوم بتشريحها، وحين التحق بكلية الطب اشتُهر بـ«المشرحجى» لبقائه لفترات طويلة فى المشرحة أمام جثث الموتى ما كان له أثر بالغ فى أفكاره وتأملاته حول الموت وخروج الروح من الجسد، ورفضه تشكيل وزارة فى عهد السادات وقال للرئيس لقد فشلت فى إدارة أصغر مؤسسة وهى الأسرة، وقمت بتطليق زوجتى فكيف أنجح فى إدارة وزارة كاملة.