"تيار المستقبل": الحريري سيعلن موقفه من عرقلة "حزب الله" للحكومة عقب عودته إلى بيروت

عربي ودولي

سعد الحريري
سعد الحريري


قالت مصادر رسمية بتيار المستقبل في لبنان، إن رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري سيقوم بالتعليق على ما ورد بخطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في شأن مسار تشكيل الحكومة اللبنانية، عقب عودته إلى بيروت في نهاية الزيارة التي يجريها حاليا إلى العاصمة الفرنسية باريس.

 

وأوضحت المصادر، في تصريح مساء اليوم، أن الحريري سيعلن الموقف "الذي يناسب اللحظة السياسية".

 

من ناحية أخرى، أكدت مصادر بتيار المستقبل - في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط - أن ما جاء على لسان نصر الله في خطابه التلفزيوني اليوم أنه يأتي "في سياق التعطيل المتعمد لتشكيل الحكومة"، مبدية دهشتها واستنكارها الشديد لـ "لهجة الاستعلاء والتعالي العنيفة التي لم تخل من التهديد المباشر" التي استخدمها أمين عام حزب الله في إطلالته التلفزيونية.

 

وأشارت المصادر إلى أن رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، لن يكون ملزما، تحت أي ظرف من الظروف، بتشكيل حكومة وفقا لدستور ومعايير حزب الله، أو أي قوى سياسية حزبية أو مذهبية أخرى، مشددة على أن الحريري يلتزم فقط بقواعد ثابتة تتمثل في الأسس التي يحددها الدستور بالتوافق والتعاون مع رئيس الجمهورية.

 

وأضافت المصادر أن حسن نصر الله بدا وكأنه يقول "لن تكون هناك حكومة إلا في ضوء ما يريده ويقرره حزب الله"، مستنكرة قيامه بالتدخل في خصوصيات الطوائف اللبنانية الأخرى، وخاصة الطائفة السُنّية وكيفية تمثيلها وزاريا.

 

ونفت المصادر بالتيار، بصورة قاطعة، صحة الاتهامات التي أطلقها نصر الله بحق سعد الحريري، من أنه يعمل على التحريض المذهبي والطائفي، مشددة على أنها اتهامات باطلة جملة وتفصيلا، فضلا عن أنها غير لائقة على وجه الإطلاق، وأن هذا الأسلوب في التعامل مع الأزمات الحكومية لن يؤدي سوى لمزيد من التعقيدات.

 

وقالت مصادر تيار المستقبل: "رئيس الحكومة المكلف منذ اليوم الأول لطرح مسألة توزير سُنّة 8 آذار، وقد حسم هذا الأمر بالرفض القاطع أمام الكافة، ودون أن يترك أي مجال للشك أو المناورة بشأنه".. مشيرة إلى أن رئيس مجلس النواب نبيه بري وحزب الله كانا على دراية كاملة بالصورة النهائية لتشكيل الحكومة والتي كان قصر بعبدا الرئاسي يستعد لإصدار مراسيمها.

 

وأكدت المصادر أنه لم تكن هناك في "جدول العقبات" التي كانت تقف أمام تشكيل الحكومة، ومنذ البداية، عقدة التمثيل السُنّي، مشيرة إلى أنها ظهرت في اللحظات الأخيرة من جانب حزب الله وقبل الإعلان وإصدار مراسيم تأليف الحكومة.

 

وكان رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري قد أنهى المشاورات المتعلقة بتشكيل الحكومة الجديدة، وآخرها عقبة التمثيل الوزاري المتعلقة بحزب القوات اللبنانية الذي أعلن موافقته على المشاركة في الحكومة في ضوء الحصة الوزارية المعروضة عليه، وتسليمه بالفعل لائحة بأسماء المرشحين لشغل الحقائب الوزارية.

 

وطالب حزب الله - في اللحظات الأخيرة للمشاورات النهائية لتشكيل الحكومة - أن يتم تمثيل عدد من حلفائه النواب عن الطائفة السُنّية في الحكومة، خصما من الحصة الوزارية لتيار المستقبل الممثل السياسي الأكبر للطائفة في لبنان والذي يتزعمه رئيس الوزراء سعد الحريري، وهو الأمر الذي يلقى رفضا قاطعا ومعارضة شديدة من الحريري مؤكدا أنه لن يسمح به حتى وإن اقتضى الأمر اعتذاره عن عدم تشكيل الحكومة.

 

ويستند الحريري - في رفضه التمثيل الوزاري للنواب السُنّة المتحالفين مع حزب الله، وعددهم 6 نواب بالبرلمان - إلى أن تيار المستقبل، يمتلك الأغلبية النيابية الكاسحة عن الطائفة السُنّية في لبنان، فضلا عن أن "التصويت الشعبي" أظهر أن هؤلاء النواب من فريق 8 آذار، لديهم أقل من 9 % من أصوات الناخبين في الانتخابات الأخيرة، كما أنهم لا يشكلون كتلة نيابية متضامنة فيما بينهم، وإنما هم منضمون لتكتلات نيابية متعددة قائمة بالفعل، ومن ثم لا يمكن تمثيلهم وزاريا وإلا يكون بذلك قد تم احتساب حجمهم النيابي مرتين.

 

وتلقى الحريري - قبل أيام - دعما في هذا الموضوع من قبل الرئيس ميشال عون، الذي قال - في حديث تلفزيوني بمناسبة مرور عامين على انتخابه رئيسا للبنان -، إن "العقدة السُنّية" مفتعلة وغير مبررة وأن هؤلاء النواب كانوا أفرادا وتجمعوا أخيرا ولم يكونوا كتلة نيابية.