إيران.. اخترقت نظام اتصالات المخابرات الأمريكية باستخدام "جوجل"

العدد الأسبوعي

أرشيفية
أرشيفية


تفكيك شبكة تجسس تابعة لـ"سى آى إيه" بطهران ومقتل 20 ضابط مخابرات أمريكيا

فى عام 2013، انشغل مئات الضباط بالمخابرات المركزية الأمريكية طيلة عدة أسابيع فى محاولة إنقاذ نظام الاتصالات السرية عبر الإنترنت والذى تستخدمه الوكالة للتعامل مع عملائها فى مختلف أنحاء العالم، وعملت فرق من خبراء المخابرات المركزية بشكل مكثف لإنقاذ مواقع إلكترونية كانت تستخدم سراً لهذه الاتصالات، وهو ما وصفه مسئول رفيع سابق بالوكالة بالكارثة، حسب تقرير نشره موقع ياهوو نيوز.

يستند تقرير أخبار ياهوو، حول فشل نظام الاتصالات العالمى للمخابرات الأمريكية، لحوارات أجراها الموقع مع 11 مسئولاً سابقاً بالاستخبارات الأمريكية ومسئولين حكوميين.

من عام 2009 إلى عام 2013، عانى مجتمع المخابرات الأمريكية من إخفاقات استخباراتية مرتبطة بنظام اتصالات سرى يستند إلى الإنترنت، وهو وسيلة أساسية للمراسلة عن بعد بين ضباط الوكالة ومصادرهم على الأرض فى جميع أنحاء العالم، بدأت الأزمة فى إيران وانتشرت فى بلدان أخرى، وتم إهمالها وعدم إصلاح العطل، ثم تم قتل أكثر من 20 مصدراً فى الصين فى عامى 2011 و2012، نتيجة لذلك الخرق.

وهزت هذه الكارثة أجهزة الأمن القومى، من وكالات المخابرات المتعددة، ولجان المخابرات التابعة للكونجرس، والمتعاقدين المستقلين وهيئات الرقابة الحكومية، وقال أحد المسئولين السابقين: «عندما تحدث هذه الأنواع من الفشل، فإنها تكون مظلمة وسيئة للغاية، وهى لا تنتهى».

يشير تقرير ياهوو إلى أن واحدة من أكبر إخفاقات الاستخبارات فى العقد الماضى بدأت فى إيران فى عام 2009، عندما أعلنت إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، عن اكتشاف منشأة إيرانية سرية للتخصيب - كجزء من حملة ضد المشروع النووى الإيرانى.

وقال مسئول كبير سابق فى المخابرات إن المسئولين الإيرانيين الغاضبين من الخرق طاردوا الجواسيس الأجانب، ولم تكن عملية مطاردة العملاء الأمريكان صعبة، وذلك لأن نظام الاتصال الذى استخدمته المخابرات المركزية الأمريكية للتواصل مع الوكلاء، كان يتضمن عيوباً.

وقال مسئولون سابقون فى المخابرات الأمريكية، إن المخاطر التى يشكلها النظام يبدو أنه تم إهمالها جزئياً لأن النظام كان سهل الاستخدام، خصوصاً أنه لا توجد طريقة مؤكدة للتواصل، فى ظل الحاجة للسرعة والإلحاح، مع مصادر فى بيئات معادية مثل إيران والصين، إلا أن الشعور بالثقة فى النظام أبقاه قيد التشغيل لفترة أطول مما يجب.

وفى عام 2010، بدا أن طهران بدأت فى تحديد عملاء وكالة المخابرات المركزية، وبحلول عام 2011، قامت إيران بتفكيك شبكة تجسس تابعة لـ«سى آى إيه» فى البلاد، وأعلنت عن الأمر وأعدمت بعضهم وسجنت آخرين.

وقال مسئولون سابقون إن الاستخبارات المركزية تمكنت من تهريب بعض مصادرها الإيرانية، لإنقاذهم خصوصاً أن اكتشاف إيران لبعضهم أسفر عن قتل بعضهم ولكنه أقل بكثير مما حدث فى الصين.

ورغم أن الإيرانيين لم يحددوا بالضبط كيف اخترقوا الشبكة، إلا أن اثنين من عملاء الاستخبارات الأمريكية السابقين، قالوا إن الإيرانيين نجحوا فى زراعة عميل مزدوج قادهم إلى نظام الاتصالات السرية التابع للوكالة والذى يسمح لوكلاء المخابرات المركزية ومصادرهم بالتواصل عن بعد فى أجواء صعبة مثل الصين وإيران، حيث تكون الاجتماعات وجهاً لوجه خطيرة فى كثير من الأحيان.

وتشعر وكالة المخابرات المركزية، بالصدمة بسبب بساطة التقنية المستخدمة من قبل الإيرانيين للكشف بنجاح عن النظام المستخدم من قبل السى آى إيه، حيث استخدم الإيرانيون «جوجل» لتحديد موقع الويب الذى تستخدمه وكالة المخابرات المركزية الأمريكية للتواصل مع وكلائها.

وبمجرد أن أظهر العميل الإيرانى المزدوج لأجهزة الاستخبارات الإيرانية الموقع المستخدم للتواصل مع عملاء وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، بدأوا فى البحث فى الإنترنت عن مواقع إلكترونية ذات مؤشرات أو ما شابه ذلك من المكونات الرقمية، للعثور على مواقع السى آى إيه السرية الأخرى باستخدام المجموعة الصحيحة من مصطلحات البحث المتقدم، ثم تابعت أجهزة الاستخبارات الإيرانية الأشخاص الذين زاروا هذه المواقع، ومن أين أتوا، وبدأوا فى كشف الشبكة الأكبر لوكالة المخابرات المركزية.

لكن الأحداث فى إيران لم تكن مستقلة، حيث تزامنت مع كارثة مشابهة فى الصين فى عامى 2011 و 2012، حيث جمعت السلطات هناك وأعدمت حوالى 30 عميلاً يعملون لحساب الولايات المتحدة وهو ما أشارت إليه صحيفة نيويورك تايمز لأول مرة فى مايو 2017. ويعتقد بعض مسئولى المخابرات الأمريكية أيضا أن جيرى لى، وهو عميل سابق فى وكالة المخابرات المركزية فى بكين، مسئول جزئياً عن تدمير شبكة المخابرات الأمريكية التى تتخذ من الصين مقرا لها، لكن خيانة جيرى لى، لا تشرح مدى الضرر ولا السرعة التى نجحت بها المخابرات الصينية فى التعرف على الشبكة الأمريكية وتدميرها، حسبما قال مسئولون سابقون.

ومن غير الواضح ما إذا كانت الصين وإيران تتعاونان، لكن المسئولين السابقين فى المخابرات الأمريكية قالوا إن أنظمة الاتصالات المستخدمة فى كلا البلدين متشابهة.

تفكيك شبكة تجسس تابعة لـ"سى آى إيه" بطهران ومقتل 20 ضابط مخابرات أمريكيا