إيمان كمال تكتب: علموا أولادكم السينما

مقالات الرأي



أيام وينتهى «ترند» الهجوم الإرهابى على الأقباط فى المنيا من الفيس بوك فى انتظار حادث مقبل وأين سيكون؟ ومتى؟ وتبدأ من جديد دوامة من البكاء والحزن والألم الذى لا ينتهى.. شجب..ندب..حسرة.. ثم؟ لكن يظل السؤال قائما ما هى الخطوات الفعلية لمواجهة الخطط الإرهابية التى تحاول النيل من الوطن؟ وتحاول زعزعته من الأعماق، هل نظل نترك الحرب على الإرهاب عبئا على الدولة وحدها؟ هل الحرب على أؤلئك المختلين مواجهتها بالسلاح وبدماء جنودنا البواسل ممن يضحون بأرواحهم من أجل أن نعيش آمنين؟

فى الحقيقة تربطنى بالصعيد وبمحافظة المنيا تحديدا تجارب مختلفة ،فهى ليست مجرد المدينة التى أنتمى إليها وزرتها عشرات المرات لأعيش على أرض الواقع الروح التى اختلفت بين الأهالى وكيف باتت الفتنة بديلا للروح الطيبة، فلا عجب إن إحدى القرى وضعت الصلبان على بعض منازلها والبعض الآخر يضع الآيات القرآنية فى حالة تحد واضحة وكراهية لا يمكن إنكارها من جميع الأطراف، لكن أيضا هناك تجربة إيجابية عشتها هناك من خلال مشاركتى بالعمل فى إحدى ورش التعليم السينمائى مع مجموعة من الشباب الموهوبين..حالة من الشغف والتعطش للفن كأن الورشة هى طوق النجاة حيث إنهم لا يجدون فى تلك المدينة ما يرضى شغفهم وطموحاتهم اللهم إلا القليل.. فمن يريد أن يحقق أحلامه عليه أن ينتقل للعاصمة وينفصل عن صعيديته تدريجيا... أفكار ثرية وأفلام خرجت بصورة مشرفة لشباب موهوب ومبدع قاموا بإنجازها فى فترة قصيرة.. وهو ما جعلنى أتساءل ما الذى ينقص المنيا وغيرها من مدن الصعيد كى تنال قدرا من الثقافة والإبداع والفن حتى إن لم يكن كالعاصمة ولكن بالقدر والكيف الذى يحمى العقول الصغيرة بدلا من تركهم فريسة سهلة لمدعى الأخلاق والفضيلة والدين ممن احلوا دماء الأقباط على اعتبار أنهم «الكفرة»..فالحل بسيط..إتاحة دور عرض، أفلام سينمائية، الاهتمام بالتعليم والثقافة.. وتنوير حقيقى هو كل ما يحتاجه أهالى الصعيد الفترة المقبلة، عملا بمقولة افلاطون «علموا اولادكم الفنون.. ثم أغلقوا السجون» فالفن هو الحل السحرى للقضاء على الجريمة فمكان خال من الفن بكل تأكيد أرض خصبة للإرهاب.