مرمم آثار يشرح لـ"الفجر" رحلة ترميم الآثار الحجرية داخل المتحف الكبير

أخبار مصر

المتحف
المتحف


قال أحمد صادق أخصائي ترميم آثار بمعمل ترميم الأحجار الثقيلة بالمتحف المصري الكبير، إن العمل في المعمل يتم بنظام دقيق وخطوات وبروتوكول متفق عليه وخطة عمل مسبقة تم دراسة كل خطواتها من لحظة وصول القطعة الأثرية وحتى انتهاء العمل بها. 

وأوضح صادق في تصريحات خاصة لبوابة الفجر الإلكترونية، إن معمل الأحجار الثقيلة في المتحف المصري الكبير يتعامل مع القطع الأثرية الحجرية التي يزداد وزنها عن 250 كيلو جرام تقريبًا، حيث تأتي القطع محملة على عربات خاصة وتدخل من البوابة الرئيسية للمعمل ويتم فكها ورفعها بطرق خاصة تعتمد أول ما تعتمد على مركز ثقل القطعة. 



فمثلًا التمثال الجالس للملك رمسيس الثاني يزن 1650 كيلو جرام وهو القادم للمتحف من حديقة الجزيرة بالدقي مع تمثال حورس، فهذا التمثال مركز الثقل فيه بالقاعدة السفلية له فهي الأثقل، فهنا يتم استخدام الأوناش الثقيلة المثبتة بسقف المعمل على ما يشبه القضبان الحديدة وتم رفع التمثال من خلال أربطة خاصة حيث يتركز حمله على قاعدته فلو تركز الحمل على الجزء العلوي من التمثال لانفصل الجزء العلوى بسبب ثقل الجزء السفلي. 


بعد وصول القطعة لمكانها المقرر بدء ترميمها فيه، يتم البدء في التعامل معها حسب المادة الخام لها، وأكمل صادق أن المعمل يتعامل مع عدد كبير من المواد الخام المختلفة منها الجرانيت والجرانوديوريت،  والبازلت، والحجر الجيري، والحجر الرملي والرخام بأنواعه المختلفة، وغيرها. 

وعن نوعية الترميم نفسه قال صادق أن الترميم يتم حسب حالة الأثر فمثلًا هناك من القطع الأثرية مالا يحتاج إلى تدخل إلا بشكل محدود، والقاعدة المعمول بها في معامل ترميم المتحف المصري الكبير، هو أن أقل تدخل هو أنجح تدخل دائمًا، حيث هناك قطع تصل إلينا وهي لا تحتاج سوى التنظيف الميكانيكي والكيميائي البسيط وفقط. 



وأكمل أحمد صادق أخصائي ترميم في المتحف المصري الكبير، أن من الآثار التي لم تحتج لكثير من الجهد سوى التنظيف الميكانيكي، باب وهمى لمقبرة، وصل وحالته جيدة، فاكتفينا بالتنظيف وتقوية الألوان، وإظهار المعالم الأساسية للباب ولونه الأصلي، وأيضًا تمثال للملك أوسر كاف لم يحتج لترميم سوى التنظيف الميكانيكي. 



في حين أشار إلى أن هناك قطع تصل إلى المتحف وهي في حالة متدهورة، فإما أنها تحتاج إلى إعادة تركيب حيث تكون القطعة عبارة عن قطع منفصلة، أو أنها تحتاج إلى تقويم وتقوية، وتعامل من نوع خاص. 

والحالة الثانية مثل تمثال آمون من الحجر الجيري، وكان التمثال عبارة عن قطعتين الرأس منفصلة عن البدن فتم تجميع الرأس والبدن باستخدام بارات ستانلس ستيل، والبارات عبارة عن أوتاد تصل بين جزأين، أو ما يشبه المسمار المستخدم في العمليات الجراحية، لتثبيت الجزأين ببعضهما البعض. 



وأضاف صادق أن ذلك كان ضروريًا حيث أن وزن الرأس مثلًا 60 كيلو جرام والجسد أكثر 70 كيلو جرام، وهنا لا تستطيع أي مادة لاصقة إعادة ربط القطعتين مرة أخرى، وهو ما يدعوا لاستخدام البارات لإعادة تجميع التمثال مرة أخرى. 



وختم صادق تصريحاته للفجر أنه بعد اكتمال ترميم القطعة وتجهيزها النهائي للعرض يتم صنع القاعدة الخاصة بها والتي تتناسب مع وزنها، ثم يتم تغليفها بشكل يتناسب مع حجم وشكل القطعة، تمهيدًا لنقلها إلى صالات العرض وضرب مثلًا على ذلك برأس تمثال الملك أخناتون، والتي انتهت مرحلة ترميمها وتم تغليفها وتنتظر العرض. 



جاء ذلك في إطار جولة الفجر بمعامل ترميم المتحف المصري الكبير للتعرف على أبرز مراحل ترميم القطع الأثرية قبل عرضها بالمتحف والذي يستعد للافتتاح مع بدايات عام 2020م