في غياب الرقابة.. "عبير" تفتح سوقًا للمتعة عبر السوشيال ميديا (صور)

تقارير وحوارات

صور من صفحات السوشيال
صور من صفحات السوشيال ميديا لـ عبير



مع التطور التكنولوجي الذي نعيشهُ، أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي جزء أساسي في أي منزل ولا غنى عنها لما تقدمه لنا من فوائد عديدة، ويتضح الغرض الأساسي من تلك المواقع من اسمها، حيثُ أنها تستخدم كوسيلة للتواصل بين الأفراد.

تلك المواقع، حملت العديد من المُميزات، فساعدت على تعزيز التواصل الاجتماعي مع الآخرين، واستخدمها البعض كوسيلة لتعلم ثقافات جديدة، وأشياء أخرى مفيدة وكثيرة، في حين استخدمها البعض كوسيلة للربح والمال، أو لنشر أفكار تسمم العقول.

وفي الآونة الأخيرة، انتشرت العديد من الصفحات الوهمية " fake" التي تستخدم في أغراض عديدة كالنصب والسرقة والترويج لأشياء غير حقيقية، واجتذاب راغبي "المتعة والجنس"، في غياب تام للرقابة بسبب كثرة هذه الصفحات وعدم وجود آلية كاملة لمتابعتها أو السيطرة عليها، وكان من أبرز هذه الصفحات التي لاقت انتشارًا واسعًا بين المراهقين والقُصر، صحفة شخصية تحمل اسم فتاة مصرية تدعى "عبير عادل" بينما "لينك" الصفحة يحمل اسم رفيق رمزي " rafik.ramzy.758" مما يدل على أنها صفحة وهمية.

غياب الرقابة
"عبير عادل" أصبحت من أكثر الاسماء انتشارًا على صفحات السوشيال ميديا في فترة قصيرة جدًا، وأصبحت صفحتها من أكثر الصفحات متابعة، لما تنشره من صورة خارجة وفيديوهات "جنسية" وغيرها من رسائل "المعجبين والمتعاملين معها"، بالإضافة إلى نشر رقم الواتسآب من أجل التواصل والاتفاق على كل شيء، في غياب تام للرقابة أيضًا.

تقمص "محرر الفجر" شخصية أحد "زبائنها" كما تطلق عليهم، لمعرفة ماهيتها وما هي حقيقة هذا الرقم الذي تقوم بنشره من خلال صفحات السوشيال ميديا..

وفي تعريفها عن نفسها، تقول "عبير": "إنها امرأة مميزة للمتعة، وليست كغيرها من النساء، عمرها 28 سنة، وتخرجت من جامعة القاهرة، وتعيش في الجيزة، وتمتلك شقتين إحداهما في منطقة 6 أكتوبر، والأخرى في ميامي بمحافظة الإسكندارية، وأن التعامل معها يكون من خلال رقمها على الواتسآب بعد تنفيذ طلباتها".

وعن طلباتها، قالت "عبير": "أنا للمتعة، وطلباتي كارت بـ50 جنيهًا إذا كانت المتعة من خلال التليفون فقط، وكارت بـ100 جنيه إذا كانت من خلال الكاميرا، وكارت بـ200 جنيه قبل المقابلة، بالإضافة إلى 500 جنيه كاش وقت المقابلة، وعندما تنفذ طلباتي هأبعت لك رقمي الشخصي لكي نتفق على المقابلة".

زبائن عبير
بعد أن تم التأكد من تواجدها على الواتسآب، بدأ "المحرر" بالبحث أكثر على مواقع التواصل الاجتماعي، مستخدمًا اسم "عبير عادل" وبعض الصور من خلال "بحث جوجل المتقدم" وتبين أنها أيضًا تمتلك صفحة شخصية على موقع "تويتر" بدأ تأسيسها ونشر الصور والفيديوهات عليها في نفس توقيت "فيسبوك" يوم 11 مايو 2018، إلا أن صفحة "تويتر" عليها "فيديوهات جنسية كاملة"، لاختلاف سياسة النشر عن "فيسبوك".

ونظرًا لأن "فيسبوك" هو أكثر تلك المواقع شهرة، وأكثرها استخدامًا من قبل الأفراد، ويُعد الموقع الأول الذي يدخل إليهِ أي فرد يستخدم السوشيال ميديا لأول مرة، فإن "عبير" متواجدة عليه بصفة مستمرة وتصتاد "زبائنها" من خلاله، عن طريق نشر بعض رسائل لـ "زبائن" سابقين يمدحون فيها وفي صدقها، ويمتدحون مصداقيتها.

ومن وقت لآخر، يكتب أحد "زبائن" عبير رسالة طويلة على صفحتها العامة يمدح فيها "مصداقية عبير"، ويؤكد أنه قام بمقابلتها ويشكرها على كل ما قدمته من "متعة"، متفاخرًا بمقابلتها وممارسة "الجنس" معها على العام، متجاهلًا كل ما تنص عليه الأديان السماوية، وما تحظره القوانين والعادات الاجتماعية.

ومن رسائل الشكر الموجودة على الصفحة، ما كتبه "نادر أحمد"، والذي قال: "مدام عبير بجد شكرًا إنك طلعتي جادة معايا وميرسي علي الوقت الجميل معاكي بجد انبسط جدًا معاكي، وأنا بكتبلك البوست ده عشان نفسي أكون معاكي كل يوم وأكون تحت أمرك في أي وقت، ونفسي المقابلة تتكرر تاني، عشان مش هلاقي واحدة في قمة الجمال وصادقه زيك طبعًا"، وغيرها من الرسائل الشبيهة التي تمتدح جمالها، وأخرى تصدق على كلامها.

شبكة كاملة لجذب المراهقين
وفي متابعة سريعة لصفحات "زبائن عبير" الذين يكتبون على صفحتها، تبين أن هذه "الأكوانتات" تجمع بينهما بعض الأشياء مثل أن أغلبها من محافظة الإسكندرية، ويقيم في شرم الشيخ، بجانب أن صورهم الشخصية لا يعلق عليها إلا "أكونتات وهمية"، ما يدل على أن "عبير" ليست شخصية واحدة أو عادية، ربما تكون شبكة كاملة يعمل عليها العديد من الأفراد ويستخدمون تقنيات حديثة كتغيير الصوت، أو سرقة صفحات وتهكيرها، أو إنشاء صفحات أكثر وهمية، من أجل جذب كم أكبر من "الزبائن" المراهقين والقُصر، الذين ينساقون وراء غرائزهم دون تفكير.

المتابعون لصفحة "عبير" يزيدون كل يوم بالمئات فقد استطاعت أن تجمع 11,302 متابع "وقت كتابة التقرير" بجانب 5 آلاف صديق، وكل ذلك في وقت قصير حيث تم نشر أول بوست على الصفحة في شهر مايو، أي حوالي 16 ألف متابع في 6 شهور ويزيدون كل يوم، في غياب الرقابة.

"عبير عادل" ليست الصفحة الأولى أو الأخيرة التى تظهر على صفحات السوشيال ميديا، لجذب المنقادون وراء غرائزهم وشهواتهم، الذين لايشغلهم شاغل سوى تلبية ميولهم ويتعذر عليهم ضبط أنفسهم، حتى أمام الأشياء المزيفة ويقعون في فخ نصب أو تشهير، وتنتشر هذه الصفحات بشكل كبير في غياب تام للرقابة. 

ترك هذه الصفحات تكبر وتجمع متابعين أكتر يطرح تساؤلات عديدة، منها هل أصبحت صفحات السوشيال ميديا سوق للجنس والمتعة في غياب الرقابة التامة عليهم؟ وهل تعجز مباحث "الإنترنت" تحديد هوية أصحاب هذه الصفحات التي تنشر الفواحش في المجتمع؟