"تبرعوا لترميم مسجد قايتباي".. الأوقاف تتسول على آثارها الإسلامية

العدد الأسبوعي

مسجد قايتباي
مسجد قايتباي


شن أثريون هجومًا حادًا ضد وزارة الأوقاف، التى علقت إعلاناً بالقرب من موقع العمل فى ترميم مسجد خونده أصلباى أو «قايتباي» بالفيوم، يقول نصه «تبرعوا لترميم مسجد قايتباى»، خاصة أن الوزارة تعد من أغنى مؤسسات الدولة من حيث الموارد المالية، وكان مسئولون بوزارة الآثار قد كشفوا الأحد الماضى عن انتزاع وفقدان ثلاث حشوات برونزية من الباب الرئيسى للمسجد المغلق منذ فترة طويلة بسبب سوء حالته الإنشائية، وبذلك يكون باب المسجد قد فقد جميع حشواته.

يرجع تاريخ إنشاء المسجد للعصر المملوكى البحرى، وهو مسجل كأثر إسلامى منذ عام 1951، ومنذ سنوات تعرضت حشوات منبره للسرقة بطريقة فنية تؤكد أن السارق «صنايعى آثار».

وتساءل الأثريون: كم ستجنى وزارة الأوقاف من صندوق التبرعات، مشيرين إلى أن ترميم المسجد الأثرى ليس أمرًا سهلًا، ويحتاج ملايين الجنيهات التى لن تتوفر قطعًا من خلال التبرعات، وطالبوا بفتح ملف أموال الأوقاف، والإعلان بشفافية عن الجهات التى يتم إنفاق الأموال بها.

فى حين اعتبر آخرون أن الإعلان عن جمع تبرعات حيلة من الأوقاف للظهور أمام وزارة الآثار والحكومة، بأنها تؤدى ما عليها لكن التبرعات لم تكف للترميم، وطالبوا برفع يد وزارة الأوقاف عن المساجد الأثرية، وأن تؤول ملكيتها إلى وزارة الآثار بعد أن صارت أوضاعها لا تسر، بداية من سوء أوضاعها الإنشائية، والإهمال وعدم النظافة، إلى وجود مفاتيحها بحوزة أصحاب المحال التجارية المجاورة، وعدم تمتعها بأى صورة من صور الأمن أو الرقابة.

يقول الأثرى سامح الزهار، المتخصص فى الآثار الإسلامية والقبطية، إن وزارة الأوقاف لا يهمها المسجد، ولا يشغلها ترميمه من الأساس، ولا شأن لها بأثريته وقيمته الفنية هى كل ما يخصها إقامة الشعائر الدينية فيه، منقدًا أن تجمع الأوقاف التبرعات لترميم المسجد وهى الوزارة الغنية التى لا يعرف أحد أين تذهب أموالها؟.

وأضاف لـ«الفجر»: المساجد الأثرية بحوزة وزارة لا تقدر قيمتها، ولا يهمها سوى إقامة الشعائر، وكثيرا ما تعرضت للسرقة بصورة فجة، مثل واقعة سرقة منبر قانيباى الرماح فى 2010، وهو منبر ضخم يلزم لنجاح سرقته تفكيكه بطريقة فنية وتحميله على عربات إلى خارج المنطقة، وفى النهاية قيدت الواقعة ضد مجهول.

واستطرد: «كشك السجائر بيحط كاميرا مراقبة».. والأوقاف غير مهتمة بتأمين المساجد الأثرية. وأضاف أنه تمت سرقة حشوات جانبى منبر مسجد الطنبغا الماردانى، وسرقة بعض حشوات منبر مسجد أبوحريبة، وسرقة العديد من حشوات مسجد المؤيد شيخو التى تكررت حوالى ثلاث مرات، وسرقة حشوات بابى الروضة من منبر مسجد أزبك اليوسفى، واختفاء منبر مسجد قانيباى الرماح، وسرقة حشوات وزخارف الأطباق النجمية المكونة للمنبر وكرسى المصحف من مسجد جانم البهلوان بالمغربلين بمنطقة الدرب الأحمر.

وتابع: كذلك سرقة النص التأسيسى لسبيل محمد كتخدا الحبشى بمنطقة الدرب الأحمر فى شارع باب الوزير بجوار مسجد أحمد المهمندار، والذى يميزه أن به كتابات قيمة عبارة عن 4 أبيات شعرية باللغة التركية، ويعتبره علماء الآثار جامعاً بين الأسلوب المحلى المصرى، والأسبلة المتأثرة بالأسلوب التركى ذات الواجهة المقوسة نصف الدائرية.

وطالب الزهار بأن تسلم وزارة الأوقاف على الفور جميع المساجد والمبانى الأثرية إلى وزارة الآثار لإيقاف تلك المهازل على حد وصفه، كما طالب الدكتور خالد العنانى، وزير الآثار، بمخاطبة رئيس الوزراء مباشرة فى هذا الأمر، مثلما حدث فى قرار نقل المنابر الأثرية والذى كان قرار مجلس وزارء وتم تنفيذه بسرعة.