حكايات عصفور قمر الدين.. الحب مذلة والعشق سم قاتل!

العدد الأسبوعي

أرشيفية
أرشيفية


ربما منحته ما لم تمنحه إياه امرأة أخرى، ربما وجد فيها ضالته التى ظل سنوات يبحث عنها، وربما قرر أن يسلمها إرادته وقراراته عن طيب خاطر، هذا هو حاله الآن ، بعد أن فاجأ الجميع قبل عدة سنوات بالزواج للمرة الثالثة من فتاة تصغره بأكثر من عشرين عاماً، يصطحبها معه فى كل مكان يزوره، رأت بعينيها دولا وسهرات وأماكن كانت تسمع فقط عنها، قررت أن تكون له زوجة وصديقة وعشيقة ومديرة أعمال، حتى لا تخطر على باله فكرة التخلى عنها فى أى لحظة من اللحظات، تشرف على كل صغيرة وكبيرة فى حياته، أزماته المادية، ظهوره فى المناسبات التى يحضرها، ألوان ملابسه وتصميمها، قرر لأول مرة منذ وقت بعيد أن يخضع لعملية ريجيم قاس، ليفقد بعضاً من وزنه الكبير الذى يشتهر به، كان قد قرر أن يخضع لعملية لتصغير حجم معدته ليبدو أصغر فى السن والشكل، ولكنها رفضت وأقنعته أنها تحبه كما هو، وأنها ليست مستعدة لأن يتعرض للخطر ولو بمقدار 1%، بعدها قرر أن يخضع لريجيم قاس وفقد بالفعل بعضا من وزنه، ولكن الغريب هو ملاحظة جميع الأصدقاء المقربين منه، سيطرة زوجته الشابة عليه، وتحكمها فى جميع قراراته، حتى إنه فى أزمته الأخيرة مع بعض العاملين معه فى مؤسسته الكبيرة السابقة، منح زوجته الشابة الضوء الأخضر فى التعامل مع العاملين، وهو الأمر الذى كاد أن يتسبب فى كارثة بعد أن قامت الزوجة بسب بعض العاملين وطردهم لرفضها طلبات العاملين بخصوص عقودهم التأمينية، والأمر تطور لمحاولة اعتداء عامل عليها فما كان منها أن بادرته بالصفع والسباب وطلبت من الأمن إلقاءه بالخارج، كل هذا حدث دون أن يتدخل زوجها أو حتى يحاول إنقاذ الموقف، الأمر الذى أصاب كل من حوله بحالة من الإحباط والخيبة نتيجة ظهوره بهذا المظهر السلبى وهو من كان يعرف عنه قوة الشخصية وحسن التفكير والإدارة، حتى أفراد أسرته قرروا أن ينسحبوا تدريجياً من حياته، لشعورهم أن هذا الشخص ليس هو من يعرفونه، لم يعلنوا قطيعتهم له، ولكنهم قرروا الاختفاء تدريجياً من حياته، ربما يلاحظ هذا ويعاود التفكير فى طريقة وأسلوب حياته الجديدة، لعل وعسى يعود كما كان فى السابق، وإن كان الجميع يشك فى حدوث ذلك! لأنهم يتأكدون أن صديقهم تحت تأثير سم الحب ومذلة العشق!