"الوضع البيئي خطير في طبلبة " حسب تقدير المجتمع المدني والبلدية

تونس 365

طبلبة
طبلبة


طالب عدد عدد من المواطنين والمجتمع المدني بمدينة طبلبة (ولاية المنستير)، السبت، بضرورة ايجاد حلول سريعة وآنية للوضع البيئي الخطير في المدينة مؤكدين ضرورة توفير الديوان الوطني للتطهير لشاحنة شفط مياه الصرف الصحي.

وذهبوا إلى القول خلال ندوة حول "مدى خطورة التلوث البيئي على مدينة طبلبة"، بأنّ البيئة البحرية في كامل الشريط الساحلي في الجهة وخاصة في الميناء تدمرت بسبب سكب مياه التطهير في البحر، وهو ما يمثل خطرا جسيما على المواطنين مقترحين عرض مسألة اعلان حوض الميناء منطقة حمراء على المجلس البلدي لبلدية طبلبة.

ونادوا في الندوة التي نظمتها بلدية طبلبة بمقرها، بضرورة القيام بالتحاليل اللازمة بالتنسيق مع الضابطة العدلية، أي مع الحرس البحري، لتحديد الطرف المسؤول عن تلويث المياه في حوض ميناء الصيد البحري وللتثبت من مسألة إلقاء معمل التن بفواضل الأسماك في البحر من عدمه. 

وطالب الحاضرون ، بإعلان حوض ميناء الصيد البحري بها "منطقة حمراء" يحجر فيها استعمال مياه البحر والصيد باعتبارها ملوثة بالمياه المستعملة التي تسكب به يوميا، وفق تقديرهم.

ووقع التطرق أيضا، الى مختلف مشاكل التلوث والمشاكل البيئية في مدينة طبلبة الناتجة عن تصريف مياه التطهير وفيضانها في الأحياء بسبب البنية المهترئة لشبكة التطهير التي أنجزتها بلدية طبلبة بمفردها سنة 1980 حسب ما ذكر لـ"وات"، رياض نويرة، رئيس بلدية المنطقة.

وانتقد نويرة، غياب تجهيزات بمكتب الديوان الوطني للتطهير بطبلبة مما يضطرهم باستمرار الى انتظار قدوم شاحنة من المكنين باعتبار أنّ المدينة تواجه مشاكل فيضان مياه التطهير على إمتداد السنة والمسألة غير مرتبطة بهطول الأمطار وهي تستوجب تدخلا يوميا وعاجلا لشفطها.

وقال إن المياه المستعملة التي تسكب في البحر وفي ميناء الصيد البحري بطبلبة وكذلك في الاراضي الفلاحية، تجعل من الوضع البيئي خطيرا في مدينة طبلبة خاصة أنّ عدّة مناطق مبنية بها مقامة فوق فضاءات جوفية لأنّ المدينة بنيت على مقاطع للحجارة "كذال" والتي تتسرت إليها مياه الأمطار ومياه الصرف الصحي غير المعالجة.

وبين أنّ البلدية، في محيط حوالي 500 م، لم تعد تسلم رخص لبناء طابق ثان وسط المدينة مؤكدا أنّهم تعبوا من "التسويف بشأن انجاز مشاريع لحل هذه الوضعية الكارثية الخطيرة بشكل جذري والتي تهدد مدينة طبلبة". وشدد على أن ّ أكثر من 40 بالمائة من مشاكل البلدية سببها مياه التطهير، إذ تفيض القنوات الموجودة في شارع بورقيبة وشارع النصر، الخ...

وأبرز أنّ الحلول، التي تعمل عليها البلدية ، حاليا، تتمثل في انجاز دراسة لحماية بلدية طبلبة من الفيضانات باعتبار أنّ هناك مناطق تغمر بمياه الصرف الصحير بمجرد نزول الأمطار، وتتسرب مباشرة إلى المنازل والمدارس والمستشفى. واستشهد في هذا الصدد، بحي نهج طارق ابن زياد، الذي تقدر كلفة تهيئته بحوالي 725 ألف دينار وكلفة الدراسة 80 ألف دينار غير أنّ إمكانيات البلدية محدودة ولا تتوفر لديها مثل هذه الاعتمادات مما يتطلب تدخلا وطنيا، حسب رأيه.

وأوضح رئيس الدائرة الجهوية للديوان الوطني للتطهير بالمكنين، حبيب العطاوي في تصريح لـ"وات"، أنّ الديوان برمج انجاز ثلاثة مشاريع كبرى يتمثل اولها في إحداث محطة تطهير صناعية بمنطقة البُورزين بالمكنين بكلفة تقدر ب40 مليون دينار.

وافاد ان طاقة استيعاب هذه المحطة، التي ستنطلق اشغالها أواخر سنة 2019، حوالي 5 آلاف متر مكعب يوميا. وستستقبل المحطة المياه الصناعية المتأتية من قصر هلال ومن طبلبة والبقالطة علاوة على تحويل شبكة المياه الصناعية من قصر هلال نحو المكنين عبر الطريق الحزامية وذلك للحد من مشاكل فيضان المياه المستعملة والمياه الصناعية بمدينة المكنين. ولفت الى ان هذا المشروع مازال حاليا في مرحلة تقييم العروض.

ويتعلق المشروع الثاني، وفق العطاوي، بتحويل شبكة المياه المستعملة بمدينة طبلبة نحو محطة التطهير بالمكنين بكلفة 11 مليون دينار. علما وانه بصدد إعداد ملف طلب العروض. 

ويهم المشروع الثالث تهذيب شبكة التطهير الداخلية بمدينة طبلبة بكلفة 4 ملايين دينار، وهو في مرحلة إعداد ملف طلب العروض. وستنطلق أشغال هذا المشروع في مارس 2019، حسب العطاوي.