برامج "الكعب العالي" تسيطر على الفضائيات

العدد الأسبوعي

كلام ستات
كلام ستات


بعد إطلاق "كلام ستات" على ON و"3ستات" فى صدى البلد وانتظار "الهوانم" بالقاهرة والناس


طهو وإتيكيت، وأزياء وديكور، وماكياج إضافة إلى بعض القضايا النسائية المثيرة للرأى العام، ربما كلها اهتمامات نسائية يختلف ترتيبها عند المرأة باختلاف شخصيتها، لكن عندما تحتل برامج «المرأة» شاشات الفضائيات الخاصة فى مصر، ولم تترك إلا مساحة صغيرة لغيرها من البرامج لابد للتوقف عند هذه الظاهرة، فبعد الجدل الذى أثارته الإعلامية رضوى الشربيني، فى برنامجها «هى وبس» على قناة سفرة، أصبح هناك مجموعة كبيرة من البرامج تحمل اسم «الستات» فقط أو المرأة بشكل عام، منها برنامج «كلام ستات» الذى انطلق على قنوات أون إى، وتقدمه الإعلامية شريهان أبو الحسن، مع هيدى كرم، والفنانة نهال عنبر وندى رحمي، وبرنامج «3 ستات» الذى انطلق حديثا على قناة «صدى البلد»، وتشارك فيه الفنانة ليلى عز العرب والمذيعتان ياسمين فهمى وسالى حماد، بالإضافة إلى برنامج «الهوانم» المنتظر إطلاقه على قناة القاهرة والناس، وبرنامج «كلام بنات» المذاع على قناة ten، ومجموعة من البرامج الأخرى التى لها فترة طويلة على الشاشات مثل «الستات ميعرفوش يكدبوا» على قناة CBC، وبرنامج «السفيرة عزيزة» على DMC، ويبقى التساؤل هل بالفعل تساعد كل هذه البرامج المرأة أم تزيد من معاناتها؟

يجيب عن هذا التساؤل الدكتور علاء رجب، استشارى الصحة النفسية والعلاقات الأسرية، والمشرف على البرامج الاجتماعية لفترة كبيرة فى قنوات الحياة، بأن هذه البرامج سلاح ذو حدين، فكما تفيد المرأة بشكل كبير وتكسبها ثقافة مختلفة من الموضوعات التى يتم طرحها فيها، إلا أن هناك بعض البرامج، تختار موضوعات لتنفخ فى النار، وتستغل بعض القصص الفردية، وتعممها على سبيل المثال العنف ضد المرأة وغيرها من الموضوعات التى تحتل الصدارة دائما فى مجتمعاتنا العربية، وأشار رجب إلى أنه يلاحظ أن عددا كبيرا من البرامج تهمل المرأة فى مرحلة الشيخوخة مثلا، ولا تهتم بها، وأحيانا تركز على المرأة فى المدن ولا تنظر إليها فى الريف، وهذا خطأ كبير لأنها يجب أن تخاطب كل الفئات، والأخطر ألا تركز فى خطابها للمشاهدات على الندية والصراع، وتصور لهن أن الرجل والمرأة فى معركة لابد أن تفوز فيها المرأة على الرجل أو العكس، ناسين أن مصر فى مرحلة مهمة، وتواجه الأسر المصرية تحديات كبيرة، خاصة فى ظل الارتفاع الجنونى فى نسب الطلاق. أما الدكتور وليد هندى استشارى الطب النفسي، فرأى أن أغلب مواضيع برامج المرأة تنحصر ما بين الموضة والأزياء والماكياج والطبخ والزينة والديكور والتخسيس وغير ذلك من الوسائل الجمالية التى تفرز فى ذهن المرأة أن الجمال والأنوثة مطلب أساسى، ومهم فى حياتها تستحق أن تنفق من أجلهم الغالى والرخيص، وأنه الطريق الأفضل والأمثل للنجاح فى الحياة الأسرية والاجتماعية، وهذه الصورة التى ترسمها بعض البرامج للمرأة بالتأكيد تركت أثرا واضحا على وضع المرأة والرجل معاً، وأضاف هندى أنه لا يتمنى أن تكون هذه البرامج هى صوت سليط للمرأة، لأن المجتمع المصرى بحاجة فعلا إلى برامج تدير دفة الحوار بطريقة علمية جادة والبعد كل البعد عن طرح موضوعات ملغومة بهدف الإثارة ليس إلا!.